الخميس 2024-12-12 06:26 ص
 

بين رونالدو وميسي

07:16 ص

تراه يتقافز مثل الكنغر، ويتلاعب بالكرة كما يتلاعب القط بالفأر (لا تصدقوا ما ترونه في توم آند جيري) ثم يسددها الى الهدف، فلا يستطيع أن يردعها أحد. كل ذلك لأن شعره نظيف تماما من القشرة. اتحدث عن مهاجم رويال مدريد الشهير كريستيانو رونالدو، خلال تقديمه لدعاية أحد أنواع الشامبو التي تدعي قدرتها القضاء على قشرة الرأس تماما. بشكل يوحي للمشاهد بأن ما يقوم به رونالدو مرتبط بخلو شعر رأسه من القشرة، بفضل استخدام هذا النوع، بالذات، من الشامبو.اضافة اعلان

ترى لو حاولت مثلا أن أنقع جسدي بالكامل في هذا الشامبو لعدة ايام ، فهل استطيع التلاعب بالكرة مثل هذا اللاعب؟ هل استطيع التحكم بالكرة ، ولو بشكل بسيط ؟ بالتأكيد لا ، وألف لا.
منافس رونالدو هدّاف نادي برشلونة الخجول ليونيل ميسي، لا يتورع عن التلاعب بالكرة بشكل ساحر ، بعد أن يبتلع عدة زجاجات من مشروب غازي عالمي ، التي تعطيه القدرة على ممارسة السحر الكروي.
ترى لو حاولت مثلا أن اشرب برميلا من هذا المشروب الغازي كل يوم ، فهل استطيع التلاعب بالكرة مثل هذا اللاعب؟ هل استطيع التحكم بالكرة ، ولو بشكل بسيط ؟ بالتأكيد لا ، وألف لا.
ولا يتورع اللاعبان عن تقديم دعايات لبعض مطاعم الأكل السريع ، وأي دعايات تعرض عليهم ، ليحصلوا على الملايين خلال دقيقة أو أقل من العرض التلفزيوني.
وهذا ما نشاهده ايضا عند الكثير من الممثلين والممثلات والمطربين والمرطبات، ومن شابههم من المشاهير الذين يحصلون على الملايين مقابل التحكم بذائقتنا والتلاعب بجيوبنا وعقولنا وصحتنا.
انهم يستغلون حبنا لهم وإعجابنا بهم، فيبيعوننا الوهم ، ونحن نصدق، وهم يحصلون على الملايين المقتطعة من جيوبنا بالخداع، الخداع عن طريق خلق رابطة وهمية ومنعكس شرطي افتراضي بين ما يروجون له، وبين النجاح الذي حصلوا عليه والمهارات التي يتقنونها .
حسب مقولة المركوم كارل ماركس الذي يسخر فيها من تكرار التاريخ ويقول:» التاريخ يكرر نفسه مرتين ، مرة على شكل ملهاة والأخرى على شكل مأساة ، فإن ما يحصل في عالم المشاهير هؤلاء يتكرر على شكل مأساة في عالم السياسة والسياسيين .
مشاهير الرياضة والفن يجتذبون فئات محددة من المجتمع، بينما اساليب التوجيه وبيع الوهم عند السياسيين أكثر خطورة وشمولا، لأنهم يستهدفون شعوبا بأكملها «بقضّها وقضيضها»، ولا يتورعون عن تشويه الوعي البشري برمته وتحريف التاريخ لغايات السيطرة على كل شيء، وتحويل الناس الى مجرد أغنام ترعى في اصطبلاتهم.
التلاعب بمشاعر الناس بشكل احترافي حصل بعد ساعات من مقتل يوليوس قيصر، حيث عمد الطرف الذي اغتاله الى تبرير فعلته لكون يوليوس قيصر كان يتحول تدريجيا الى ديكتاتور يغتصب كامل السلطات في روما، وكان قتله انقاذا للديمقراطية. وقدم الطرف الأخر وجهة نظر اخرى في ان قيصر قتل لأنه مخلص لروما اكثر من غيرة ..وهكذا ضاع الناس بين هذا وذاك...واستمرت الديكتاتورية .
ولا ننسى هتلر وخطابه الديماغوجي الذي سحر فيه الملايين من ابناء شعبه، وحولهم الى قتلة يقترفون الجرائم بحق الإنسانية ، لكن بروح وطنية «صادقة».
التاريخ مليء بأمثال هؤلاء الذين خدعوا شعوبهم ، وواقعنا الحالي يقول أن الشعوب ...جميع الشعوب تقع حاليا تحت وطأة الاعيب السياسيين، وتقتل نفسها أو تتقاتل مع الآخرين من أجل عيون الساسة الذين يلعبون بنا جميعا ويحولون الشعوب الى ما يشبه مسارح الدمى التي تتحرك بخيوط مربوطة على أطراف اصابعهم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة