بين يدي مدير الأمن العام

مؤسسة الأمن العام من المؤسسات الأردنية الفتية التي نحترمها ونقدر المجهود الكبير الذي يقوم به أفرادها لحفظ الأمن والنظام مما جعل الأردن بلدا آمنا بحمد الله وبالاضافة إلى هذا الدور الأمني فإن هناك دورا إنسانيا تقوم به هذه المؤسسة من خلال تعاملها الحضاري مع المواطنين ومتابعة المجرمين والخارجين على القانون الذين ضلوا عن طريق الصواب.اضافة اعلان

ولأن لهذه المؤسسة العظيمة دورا انسانيا يعرفه القاصي والداني فإننا نضع هذه القصة الانسانية بين يدي الفريق أول الركن الدكتور توفيق الطوالبة مدير الأمن العام ونحن واثقون بأنه سينظر اليها من خلال نفس المنظور الانساني الذي عرف عن مؤسسة الأمن العام.
القصة تتعلق بشاب اردني يعيل اسرة من عشرة أفراد لأن والده مصاب بجلطة دماغية ولا يستطيع العمل وهو أكبر فرد في العائلة وقد نشر الزميل ماهر أبو طير قصة المعاناة التي تعيشها هذه العائلة مما دفع مدير الأمن العام في ذلك الوقت السيد حسين المجالي إلى تشغيل الابن الأكبر في وظيفة مدنية بمهنة كوى في مديرية شرطة الكرك.
استمر هذا الشاب في العمل ومساعدة اسرته إلى أن وقعت عشيرته في موضوع قتل مما اضطر أفراد هذه العشيرة المقربين من القاتل إلى الجلاء لحوالي اسبوعين وطبعا خلال هذه الفترة لم يستطع هذا الشاب الذهاب للعمل خوفا من موضوع الثأر.
بعد عودته هو وباقي أفراد العشيرة الى منازلهم ذهب إلى عمله ليجد بأنه قد فصل من هذا العمل بسبب غيابه القسري الذي تم رغما عنه ولم تنفع رجاءاته أو عذره في اعادته للعمل وها هو بدون عمل منذ حوالي ثمانية أشهر.
الشاب المذكور كان مثالا للموظف الملتزم ولم يرتكب أي مخالفة خلال عمله وغيابه كان قسريا رغما عنه بسبب الثأر.
هذه القصة نضعها بين يدي الفريق أول الركن الدكتور توفيق طوالبه مدير الأمن العام وهي قصة انسانية بامتياز وتتعلق بعائلة فقيرة بحاجة ماسة للمساعدة بسبب مرض رب العائلة والشاب المذكور تغيب عن عمله لمدة اثني عشر يوما ليس بارادته ولكن كما قلنا بسبب ظرف قاهر.
عند ابرام العقود بين الشركات والحكومات وتكون قيمتها بملايين الدنانير يكون هناك بند في العقد يقول بأنه لا يقبل أي عذر لعدم تنفيذ هذا العقد ما عدا الظروف القاهرة ويقصد بالظروف القاهرة ظروف الحرب أو الكوارث الطبيعية أو ما شابه ذلك.
لقد فرضت ظروف قاهرة بل وقاهرة جدا على الشاب أن يتغيب عن عمله وهذه الظروف يجب أن ينظر اليها من ناحية انسانية وأن لا يتحمل هذا الشاب المسؤولية لأنه تغيب رغما عنه عن عمله هذه الأيام.
الرحمة فوق العدل والرحمة هي من أسمى القيم الانسانية التي عرفها البشر لذلك نتمنى على الفريق أول الركن الدكتور توفيق الطوالبة مدير الأمن العام النظر الى مشكلة هذا الشاب بعين العطف وإلى عائلته التي ليس لها معيل سواه والايعاز لمن يلزم لاعادته الى عمله حتى يستطيع مساعدة هذه العائلة التي هي بأمس الحاجة للمساعدة.