الإثنين 2024-12-16 01:28 م
 

تحقيق مخطوط ‘العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع′

12:15 م

الوكيل - صدرت عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نسخة محققة من أول مخطوط عربي عن العلوم المدفعية والمترجم عن الاسبانية الدارجة. اضافة اعلان

فقد قام الباحث الدكتور إحسان الهندي المتخصص في العلوم الحربية بتحقيق مخطوطة ‘العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع′ لابن غانم الرياش الأندلسي، التي وضعها بالإسبانية عام 1631م وقام بترجمتها إلى العربية بعد بضع سنين أحمد الشهاب الحجري، أحد مترجمي البلاط في مراكش.
وقد اعتمد الباحث على نسخة المخطوط التي عثر عليها في الخزانة العامة في الرباط، بعد أن حصر سبع نسخ لنفس المخطوط موزعة بين الرباط والقاهرة وتونس واسطنبول وفيينا، وذلك بعد جهد استمر لعشر سنوات.
ويعتبر المحقق في تقديمه للمخطوط أنه أول مؤلف عربي في علوم المدفعية، حيث يقدم المؤلف عبر خمسين بابا تفاصيل فنية دقيقة عن آلات الحرب البارودية بما فيها المعادن التي تستخدم في صناعتها، وأنواع المدافع وفق المعادن التي تصنع منها وأشكالها، وكيفية استخدامها سواء التي تقذف كرات الحديد أو الحجارة أو غيرها، كما يقدم المؤلف شرحا كاملا لكيفية قياس مدى رمي المدافع بحيث تصل الأهداف المرجوة، مع شرح واف لآلية تعمير المدافع وتفريغها، بالإضافة إلى ذكره الآلات التي تستخدم في تعمير المدافع وتحريكها وتبريدها، وغيرها من التفاصيل التي تتعلق بصناعة البارود والنصائح الأخرى التي تتعلق بمعرفة الأبعاد والقياسات، وكيفية التصرف في حال الحصار. وكل ذلك موضح برسوم توضيحية دقيقة للمدافع بأنواعها ومواضعها، والكور التي تُعمر بها المدافع والعربات التي تحمل عليها، والأفران التي تُصنع لتذويب المدافع لئلا تقع في أيدي العدو.
وينقل المحقق عن المؤلف تعريفه بنفسه كما ورد في المخطوط، حيث يذكر أنه ولد في أحلك مرحلة قضاها من بقي من الأندلسيين المسلمين في إسبانيا، بين عامي 1550 و1599م، حيث لاحقت محاكم التفتيش الإسبانية من تبقى من المسلمين في غرناطة بعد اكتشافها أن معظمهم تظاهروا بالتنصر وأنهم مازالوا يحتفظون بديانتهم، فلجأت أسرة ابن غانم إلى إشبيلية حيث بدأ يشغف بحب البحر والأسفار البحرية، وتعلم اللغة الإشبانيول (الإسبانية) كي يتمكن من تعلم العلوم البحرية خلال رحلاته عبر المحيط الأطلسي من الربابنة الإسبان، حتى يشارك في الجهاد البحري ضد الإسبان الذين ساموا شعبه أشد أنواع العذاب.
وبعد رحلة طويلة من الأسر والرشاوى والهروب والجهاد ضد الكفار في البحر الأبيض المتوسط، استقر ابن غانم في مدينة حلق الوادي في تونس حيث وضع كتابه عن المدافع بعد أن رأى جهل رجال المدفعية المستقرين هناك وقلة إلمامهم بأصول المهنة. ويرجح المحقق أنه قد يكون التقى بمعاصره الشهاب الحجري في ذلك الوقت أثناء مرور الأخير بتونس في رحلته إلى الحج، حيث أبدى رغبته بترجمة الكتاب إلى العربية.
ويرى د. إحسان الهندي أن التراث الحربي والعسكري للأمة العربية مبعثر في أغلبه بين متاحف ومكتبات العالم… وإن دراسة هذا التراث وشرحه وتحقيقه ينجم عنه فوائد عسكرية للمساعدة على التوصل لوضع عقيدة عسكرية عربية خالصة، وفائدة علمية لتعميق معلوماتنا في علوم الحاضر، إلى جانب الفوائد التاريخية في استعادة ابداعات الأجداد والحفاظ عليها.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة