نشعر حين نكتب، نتظاهر، نعتصم ونصدر بيانات إلى جانب ما تعانيه غزّة، وما يقاتل من أجله شرفاؤها.. أن كل هذا لا يصل إلى غزّة، وأنه يبقى في شوارع عمان واربد والكرك!!.
لا نريد أن نسأل منظمات المجتمع المدني عن حصيلة جهدها في جمع التبرعات النقدية أو العينية، المخصصة للقطاع النازف. فنحن نعرف عقلية الفزعات التي تبقى في حدود التمظهر.. ونذهب بعد النضال إلى تحضير عدة الافطار، وتحضير الارجيلة ولزوم السهرة الطويلة التي تستمر حتى.. السحور!!.
لا أحد في هذا الوطن العربي والعالم الإسلامي يهتم بغزّة الفلسطينيين بقدر ما يهتم بالتهدئة ومبادراتها، وبحجم القتال على مكاسب المتقاتلين من مذبحة غزة.. تركيا أو قطر، أو مصر.. عباس أو مشعل، ونشعر كل يوم وكلما وارينا مائة شهيد أن هناك كاسباً واحداً هو: التحالف الأميركي – الإسرائيلي!!.
في الأردن، وفي حالة نضالية غير عادية خرج شباب متمنطقين بملابس سوداء.. يضعون على وجوههم أقنعة سوداء لا يبرز منها غير العيون والفم، وحين يشتد القصف الإسرائيلي يصل المناضلون إلى الشارع الدولي الذي يصل عمان بالشمال.. ويبدأ قصف الحجارة على سيارات الناس، وإذا اتاح لهم الحظ بسيارة أمن أو جيش.. تزايد قصف الحجارة: والله أكبر!!.
هذا النمط من النضال له تفسير واحد لنهج واحد: بيع آخر قطرة دم في غزة لمن يدفع من الأحزاب والكمائن السياسية. وآخر متر من أرض فلسطين لليهود. لأن المواطن في الأردن له دولة تساهم في ضماد الجرح النازف هناك على أرض فلسطين، وتساهم في الاغاثة العربية، وتحرّك مجلس الأمن وهي العضو العربي فيه، وتجهد في المجتمع الدولي لأنها دولة محترمة.. تحترم مواطنيها، وتحافظ على قضاياهم القومية، ولا تمارس الكذب، ولا المراهنة ولا تبيع وتشتري في المزاد الفلسطيني الذي سامه كل مفلس!.
الذين خرجوا بالسواد من مخيم البقعة الى الطريق الدولي، بالحجارة لم يخرجوا لأن هناك اسرائيليين على الطريق، وانما لأن هناك من يحرضهم على هذا النمط المنحط من الاستعراضات السياسية:
- ما دخل هؤلاء الناس بما يجري في غزة؟
- هل يخرجون من اجل غزة ام من اجل احزاب ومنظمات ترتزق بفلسطين وبأهل فلسطين؟!
- وهل يعتقد المقنعون بالسواد انهم يخيفون احداً في هذا البلد.. وانهم اذا كانوا يقلدون داعش، فان البلد لا يخاف من داعش الاصلية ليخاف من النسخة الباهتة؟
نشعر في مثل هذه الاجواء بعبثية ما نكتب وعبثية التظاهرة وعبثية الاعتصام، لأننا نعرف ان كل ذلك ما هو الا تحطيب في شباك مرتزقة الكارثة الفلسطينية، ونحن لسنا جزءاً من الحطابين.. وان لا حبل في جيدنا. ففلسطين بالنسبة لنا هي: قضية تساوي وجودنا..!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو