الأحد 2025-03-02 06:59 م
 

تعلموا من الملك

07:23 ص

عربيا كانت الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الدولة مثل الإرهاب والخيانة والتخريب الادعاءات الموجهة ضد الصحفيين الأكثر شيوعاً ويمكن إضافة تهم قديمة جديدة مثل الطابور الخامس والأقلام المأجورة .اضافة اعلان

يحدث ذلك في ظل أنظمة شمولية لكن الأسوأ هو صدورها عن مسؤولين حملوا قناعتهم من حقبة الديكتاتوريات والأحكام العرفية إلى عهد الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.
في مرحلة سابقة كانت الصحافة في الأردن تصنف رؤساء وزراء ووزراء ومسؤولين في مؤسسات رسمية وأهلية بمدى عدائهم أو قربهم واحترامهم لها , فهذا هو عدو للصحافة الأول وذاك صديق , وكان ذات المسؤولين أنفسهم يبادلونها النقد بالاتهام , وعدم الحيادية أحيانا وأحيانا أخرى بالتحيز , وإذا ضاق أحدهم ذرعا بالنقد أو النصح يعمد لإزاحة النظر عن الخلاف الأساسي في الرأي فيذهب بعيدا الى عبارات رنانة تستدعي مرحلة لم تعد قائمة إلا في أذهانهم , فيصفون الصحافيين وآخرين خالفوهم الرأي بأصحاب أجندات وأقلام مأجورة !!.
من حسن الحظ أن هذه الحالة باتت في الأردن محدودة فلا تكاد تذكر , ليس لأن بيئة الحريات وقبول الرأي الأخر فحسب ساعدت في دحرها , إنما يرد الفضل لحكمة الملك الذي يؤمن بحرية الرأي والإختلاف فيه تماما لدرجة أنه كان يتدخل شخصيا في كل مرة يلحظ فيها اختراقا , وكما أنه جرع هذه الروح المدنية لمسؤولين قناعتهم فيها خفيفة , منح الصحفيين سقفا يطاول السماء التي هي في ذات الوقت حدود الحرية المسؤولة .
ليس هذا فحسب , بل إن أحدا لم يجار الملك في سعة صدره وقبوله حتى لشعارات مسته كانت مرت عبر بعض الحراكات , وبدلا من الرد على طريقة كثير من القادة , كان جلالته شخصيا يحاور ويبادل الرأي بالرأي والإساءة بالحسنة والشائعة بالحقيقة والخطأ بالإقناع.
صحيح أن الإعلام مطالب بأن يكون إعلام وطن ودولة لا بوقاً لهذه الجهة أو تلك ، يقف على مسافة واحدة من جميع المؤسسات بغض النظر عن رؤوسها , لكن الصحيح أيضا أن على المسؤولين عدم سلوك أسهل الطرق للرد وهي الاتهام والإرهاب الفكري , وتقديم ما لديهم من حجج على طبق من التمدن.
على الذين يضيقون ذرعاً بما تقوم به الصحافة أحياناً أن يقرأوا الملك جيداً ويتعلموا منه.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة