السبت 2024-12-14 03:42 ص
 

تنامي الجريمه .. يعكس احتدام ازمه المجتمع

02:05 م

بقلم ... زيد القعيسي الشوابكة


خلال الفتره القصيره الماضيه هزت الراي العام الاردني جريمه من بين عشرات الجرائم الكبيره , نظرا لخطورتها وخطوره دلالاتها , فسمعنا الاعلام الاردني ينتفض بعنواينها فهي جريمه قتل الشاب محمد من العاصمه عمان الذي قتل عائلته بابشع موقف ولاقل الاسباب . اضافة اعلان



قد برزت هذه الجريمه كما عشرات الجرائم الاخرى ,ان الجناه هم من الشباب وان الجرائم التي يدبرونها الشباب قد تميزت بدرجه عاليه من التنظيم . والجريمه لا تواصل تناميها في البلاد فحسب منذ ما يزيد عن عشره سنوات بل دخلت حقا مرحله خطيره باتت فيها رمزا لحاله عدم الاستقرار وفقدان الامن الشخصي وتجسيد لعمق الازمه العامه في البلاد بابعادها السياسيه _ الاقتصاديه _ الاجتماعيه والروحيه.


إن المتفحص للمشهد الاجتماعي في الاردن يخلص إلى أن الجريمة قد أخذت في هذا المجتمع أبعادا خطيرة بوصولها معدلات قياسية تجاوزت الخطوط الحمراء التي وضعها المجتمع كصمام أمان لأمنه واستقراره فمؤسسات الضبط الاجتماعي والامن العام ومختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية تزودنا بتقارير وإحصاءات وحوادث تؤشر كلها على أن المجتمع الاردني أضحى ومن خلال هذه الظاهرة يعيش أزمة قيمية حقيقية فقد أصبح مألوفا لدينا أن نسمع بجرائم غير مسبوقة في هذا المجتمع بحكم خصوصيته الدينية والثقافية كالقتل و كالاغتصاب، وجرائم النصب والاحتيال والرشوة التي مست جمع المؤسسات الاجتماعية تقريبا.

إننا عندما نقرأ أو نسمع عن جريمة تنتشر في المجتمع يعتقد البعض أن العلاج يكمن وينحصر في ايقاع العقوبة ولكن حقيقة الأمر هي أن العقاب جزء من الحل وليس الحل كله، وهناك ميزانيات وأموال طائلة تبذلها الجهات الأمنية لرصد الجريمة والقبض على المجرم وايقاع العقوبة به ولكن التساؤل القائم هل هناك أموال طائلة وخطط استراتيجية وجهات متخصصة وتنفيذية لتضييق الخناق على نشوء السلوك الاجرامي ونموه في بيئات معينة؟

وبكل أسف لا يوجد تكريس إعلامي وتعليمي من أجل تبشيع وتقبيح صورة الجريمة لدى الناشئة بل على العكس فإن كثيراً من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة والألعاب الإلكترونية المصرح ببيعها أصبحت في كثير من الأحيان مدرسة لتعليم الانحراف السلوكي.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة