الأحد 2025-03-02 04:37 م
 

تهويمات نظرية في نقد حالتنا

08:49 ص

لسبب اجهله قررت اليوم ان اوصل فكرتي البسيطة باسلوب معقد، ربما لغايات التغيير ..فاحتملوني ان شئتم لهذه المرة فقط..... ،لقد منحتنا الماركسية أملا بحياة افضل وأجمل في مجتمع خال من الطبقات، كما مجتمعات الملائكة، وقد صدقنا ذلك بحرفيته في فترة ما، مما ساعد الكثيرين على تحمل ظروف النضال الصعبة والسجن والاعتقال والموت احيانا...حدث هذا في جميع ارجاء العالم.اضافة اعلان

كان الأمل الذي منحنا اياه المنهج الماركسي يسميه بالحتمية التاريخية، التي تعني – كما فهمنا- بحتمية انتصار الشعوب، وحتمية انهيار الإمبريالية، بعد ان تتشردق بأزماتها الدورية- لصالح المجتمع الاشتراكي الذي يخلو من صراع الطبقات ويكتظ بالعدالة والحرية والمساواة والسعادة المطلقة.
صحيح انهم حذرونا من المسارات اللولبية للتاريخ، حيث يمكن ان تراجع احيانا، لكن ذلك كان يعني قرب تحقق احلامنا، وقد عبّر لينين عن ذلك بعبارة (خطوة الى الوراء من اجل خطوتين الى الأمام).
كانت ماركسيتنا ميكانيكية تماما، تعتقد انها علمية بحت، واحد زائد واحد يساوي اثنين، ولم نفهم ان ديكالكتيك الطبيعة ليس مثل ديالكتيك التاريخ ، لكن حلمنا الماركسي انهار قبل ان ندرك هذه الحقيقة .
لم نفهم ان الحتمية الوحيدة الصائبة هي حتمية وقوع الإمبريالية في ازمات دورية، لكن حتمية هذه الأزمات، لا تعني تماما بحتمية زوالها لصالح المجتمع الاشتراكي الذي نسعى اليه.
المشكلة ان الإمبريالية، والحضارة الغربية التي انتجتها(عموما) طورت آلية لوعي الأخطاء بداخلها، فتم الاعتراف بالأخطاء، وتم العمل على تجاوزها، مما منح الإمبريالية فرصة شبه دائمة لتجديد نفسها والخروج من كل ازمة اكثر قوة وشبابا ..حتى راحت علينا.
هكذا وقعنا نحن، الذين نسمي انفسنا بالتقدميين، في ذات اخطاء مجتمعاتنا العربية التي تعتبر الماضي شيئا مقدسا لا يجوز نقده ولا تحليله بشكل موضوعي، هو ماض تليد فقط لا غير ..وعلينا ان نسعى للعودة اليه اذا اردنا المجد والعزة والكرامة واكتساح العالم مرة اخرى.
أما من فجع منا بتأخر الحتمية التاريخية- كما فهمناها – فقد اعتقد ان عكس الماركسية هو الصح تماما، في عملية ميكانيكية اكثر بؤسا من الأولى، ما جعل الارتداد عن الماركسية لعكسها تماما – قضية تقدمية تسللت حتى الى بعض ادبيات الشيوعيين العرب .
لقد سقتُ كلَّ هذه المقدمة الابن خلدونية لأقول: إن علينا ان نطور اليات للاعتراف بالتقصير، لنقد الماضي ونقد الحاضر ونقد الذات بشكل علمي، هذا اذا اردنا ان نعود الى سكة التاريخ والعالم ...علينا ان نفعل ذلك والا.............................تلولحي يا دالية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة