الجمعة 2024-12-13 08:20 ص
 

ثلاثي خليجي صيني هندي يزاحم أمريكا على زعامة سوق المجوهرات

02:39 م

الوكيل - أكد تجار مجوهرات عالميون أن ثلاثيا استثماريا، صينيا وهنديا وخليجيا، يتقدم بخطى حثيثة ليتبوؤ قيادة سوق المجوهرات في العالم، متوقعين حدوث تغيرات في أوضاع الأسواق خلال المرحلة المقبلة.اضافة اعلان


وقال تاجر المجوهرات البريطاني أدلر كلير لصحيفة 'الاقتصادية السعودية': 'نعم، لم تطح الأزمة الاقتصادية بتربع أمريكا على عرش أكبر سوق للمجوهرات في العالم، لكن يبدو أن الخليجيين وتحديدا السعوديين والإماراتيين، والصينيين والهنود ربما يفلحون في مزاحمة وإسقاط أمريكا عن عرشها'.

ويرى كلير أن الألماس ما زال بمفرده يهيمن على أكثر من نصف سوق قطاع المجوهرات الأمريكية، لكن الثلاثي الجديد يتقدم نحو قيادة السوق.
وأضاف أن التحدي الذي يمكن أن يواجه الخليج العربي هو من منطقة المحيط الهادئ، إذ هي أكبر سوق إقليمية في عالم المجوهرات بفضل العملاقَيْن الصين والهند، لكن الخليجيين أفلحوا في التغلب على هذا التحدي بصياغة علاقات تجارية تقوم على تقسيم للعمل بين الطرفين، فشرق وجنوب شرق آسيا ينتجان المجوهرات، والخليج يقوم باستهلاكها وتسويقها وترويجها.

وانسجمت توقعات أدلر مع تقرير سوق المجوهرات العالمية 'التوقعات والفرص حتى عام 2018'، فالطلب على المجوهرات نما عالميا بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، إلا أن الركود الاقتصادي الراهن أدى إلى تراجعه بعض الشيء.

بيد أن تقريرا دوليا صدر أخيرا يرجح عودة الطلب العالمي على المجوهرات للنمو بمعدل أسرع مقارنة بمعدله في السنوات الثلاث الماضية، ليبلغ 5% خلال السنوات الخمس المقبلة، ولتتجاوز قيمة سوق المجوهرات والأحجار الكريمة، ومن بينها الألماس، حاجز الـ 257 مليار دولار بحلول عام 2017.
وأشار التقرير في صفحاته الأولى إلى دور واشنطن المهيمن في هذه السوق، لكنه أكد أيضا أن قوة الدفع الرئيسة في أسواق المجوهرات والأحجار الكريمة انتقلت إلى منطقة المحيط الهادئ والشرق الأوسط، وتحديدا بلدان الخليج العربي ومنها السعودية ودبي على وجه الخصوص.

واعتبر ميتشيل فليتشر، أحد تجار المجوهرات البريطانيين، الخليج سوقا حيوية لازدهار تجارته، ما دفعه لتأسيس فرع لشركته في دبي، وقال إنه يتعامل مع الخليجيين منذ ارتفاع أسعار النفط في منتصف السبعينيات.

وأكد أن رجال الأعمال في المنطقة منذ البداية لديهم اهتمام بهذا القطاع الاقتصادي والاستثمار فيه، واعتبرهم إضافة إلى الصينيين قوة الدفع الحقيقية لهذه الصناعة.

وتابع 'لا توجد استثمارات عربية في مجال صناعة المجوهرات عالميا بالمعنى الإجمالي، يوجد فقط الخليجيون، بمعنى لن تجد مستثمرين أو عمليات شراء كثيفة للمجوهرات والألماس والأحجار الكريمة إلا من رجال أعمال أو مواطنين أو مواطنات خليجيات'.

وقال إن الخليج لاعب ملحوظ في هذه السوق، والتوقعات أن يلعب دورا أكثر فاعلية في المستقبل، واشترط فليتشر لهذا الدور المستقبلي عددا من العوامل، وأعتقد بحكم خبرتي أن رجال الأعمال الخليجيين لن يقفوا عند دور المروّج أو المسوّق لما ينتج في الهند والصين وتايلاند.

وأضاف، 'قد يصعب أن يتحولوا لمنتجين على نطاق واسع، لأن هذه البلدان الثلاثة تستفيد من وفرة الأيدي العاملة المدربة والرخيصة لديها، وسيصعب على الخليج منافستها في هذا، لكن سوق المجوهرات الخليجية ستتجه حتما إلى مجال التصميمات الفنية لقطع المجوهرات. هنا يكمن التحدي الحقيقي لشركات المجوهرات الخليجية'.

واعتبرت أنا بيشوب - عاملة في تصميم المجوهرات - أن بروز الخليج العربي كلاعب رئيس في صناعة المجوهرات على المستوى العالمي لا يجب أن يعد مفاجأة لأحد.

وقالت 'علينا التذكر أن صناعة المجوهرات وتجارتها ترتبط في بعض جوانبها بالخليج العربي تاريخيا، فكما أن بلجيكا مركز دولي لصناعة الألماس، الخليج أيضا كان في يوم ما مركزا لتجارة اللؤلؤ'.

وأضافت أن الأمر تراجع بسبب اكتشاف النفط، لكن ها هم رجال الأعمال في الخليج يعودون مرة أخرى إلى تلك التجارة، واليوم هم مدججون بما يمكنهم من تبوؤ المراكز الأولى في هذا المجال.

وقالت: إن 'صناعة المجوهرات تعتمد على عوامل، أبرزها القدرة المالية على تمويلها، فهي صناعة شديدة الكثافة في استخدام رأس المال، الخليجيون لديهم قدرات مالية ضخمة يصعب منافستها'.

ويعتبر جون ماريك، وهو صحافي مختص في أخبار تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة، أن المستقبل يحمل آفاقا واعدة لصناعة المجوهرات عالميا، وتحديدا في منطقة الخليج، لكنه أكد أهمية عدم الاستهانة بالتحديات.

وقال ماريك إن التحدي الأكبر يأتي من الأسواق غير المنظمة في البلدان سريعة النمو اقتصاديا، مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا والمكسيك، وهي لا تنظر بجدية لهذا القطاع المهم، وتعتبره يدخل ضمن جوانب الرفاهية التي يتمتع بها الأغنياء فقط، ولهذا لا تصدر قوانين حقيقية لتنظيمه، لكونه لا يهم الطبقة المتوسطة أو الفقراء.

وكشف تقرير البنك الدولي عن صناعة الألماس في العالم، أن قيمة ما أنتج من أحجار الألماس في عام 2011 بلغ 124 مليون قيراط من الألماس غير المصقول بقيمة 15 مليار دولار.

واعتبرت الدكتورة، جين جوانز، أستاذة مادة الاقتصاد الدولي في جامعة مانشستر، الوضع الراهن في السوق العالمية لتجارة المجوهرات أنموذجا لاندماج بلدان الخليج العربي في السوق الدولية.

وقالت إن تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية طفرة نوعية، فبعد أن كانت حكرا على الغرب وتحديدا عددا محدودا من البلدان الأوروبية، فقد اختلف الأمر الآن تماما.

وتابعت: 'ارتفاع تكلفة الإنتاج في البلدان الغربية من جراء ارتفاع أجور العمال، أدى إلى تراجع الإنتاج الأوروبي من المجوهرات، وانتقلت عملية الإنتاج إلى بلدان مثل الصين والهند وتايلاند لانخفاض أجور الطبقة العاملة، لكن أوروبا احتفظت بعملية تصميم قِطع الحلي وتحديد آخر صيحات الموضة العالمية'
العربية . نت


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة