السبت 2024-12-14 04:03 ص
 

حافة التاريخ!

07:26 ص

-1-
لقد عشنا أكثر مما ينبغي، تلك العبارة تدور على ألسنة كثير من أبناء جيلي ممن ولدوا القرن الماضي، ففي نحو بضعة عقود من الزمن، شهدنا سقوط دول، واختراعات لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ورحيل زعماء، ونشوء قوى جديدة، وتغييرات جذرية في مختلف مناحي الحياة، حتى أننا بتنا نشعر أن ثمة تسارعا مذهلا في إيقاع التغيرات البشرية، لم يشهده الإنسان من قبل!.اضافة اعلان

-2-
بين يوم وليلة، أو شهر وآخر، أو سنة وأختها، ثمة تغييرات «كونية» تحصل، لطالما انشغل بها علماء المستقبليات، ومراكز التفكير، وصناع السياسات، واجتهدوا في رسم سيناريوهات المستقبل، وبين هذا وذاك، تطل علينا تنبؤات وأنواع من التخمين والضرب بالغيب، تتراوح بين أعمال الكهانة وقراءة الطالع، وبين الدراسات القائمة على استبطان المستقبل وفق رؤى علمية، مبنية على استبطان الحاضر واستنطاق التاريخ، ومن عجب أن ثمة جملة من «التخمينات» التي تتوقع حدوث تغيرات جذرية في العالم مع حلول العام 2022 أو حولها، تلك التخمينات ليست من بنات أفكار المنجمين التقليديين، الذين يشعوذون بما هب ودب من تخيلات أو أفكار، بل هي قراءات مستقبلية، لجهات ذات اعتبار ومصدقية معينة، تكفي لكي نصدق أننا قريبون من حافة التاريخ فعلا!
-3-
من مؤشرات هرولتنا بشكل حثيث إلى تلك الحافة، هذا الميل المتسارع نحو نزوع الشعوب إلى «اليمين المحافظ» إن لم يكن المتطرف، ويمكن رصد عشرات وربما مئات من الأحداث التي تعزز مثل هذا الاستنتاج، وليس أحدها فقط انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ولا هيمنة اليمين الصهيوني على مقدرات الحياة في كيان العدو، ولا نزوع شعوب منطقتنا إلى حالة من التدين التي عبرت عن نفسها بأشكال متنوعة، لم ترق لكثيرين، ولا بالطبع صعود نجم تركيا، كدولة «وارثة» للخلافة العثمانية، وقرب تحللها من إرث الاتفاقات التي وقعتها دولة الخلافة مع من هزمها، وأفول نجم الامبراطورية العثمانية، إذ نحن على مقربة من مرور مائة عام على تلك الاتفاقات، مع ما تحوي من شروط سرية وعلنية، تقيد تركيا وتحد من عملية نموها، وليس عجبا هنا أن يتحدث «سلطان» تركيا الجديد أردوغان عن «تركيا الجديدة أمة كبرى، وقوة عظمى ) بحلول العام 2023، اي سنة الاحتفال بالذكرى المئوية الاولى لإقامة تركيا الحديثة على يد مصطفى كمال اتاتورك»، ومن تلك المؤشرات على ما نقول، حديث أساطين الاقتصاد عن قرب انهيار الدولار كعملة دولية عابرة للقارات بحدود تلك الأعوام، بل بعضهم يتحدث بثقة عن العام 2020 أو 2021 كسنة ستشهد هذا الحدث الكبير، مع ما يعنيه من انكماش القوة الكبرى وتحولها إلى دولة كغيرها من الدول الكبرى، لا المهيمنة على اقتصاد ومقدرات العالم، ما يعني أن ربيبتها «إسرائيل» ستواجه جرائمها (ألأبرتهايد ليس أسوأها!) وحدها دون غطاء دولي، ولا «قبة حديدية» امريكية، وهذا الأمر يذكرنا بتلك التقارير الاستخبارية الأمريكية والروسية التي تحدثت عن احتمالية زوال الكيان في تلك الأعوام!
-4-
قد يبدو هذا الكلام للبعض ضربا من الأحلام والأوهام، ولكن حين يتحول الحديث عن مستقبل العالم من حديث كهان إلى حديث علماء وأرقام، على الجميع أن يصغي جيدا!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة