السبت 2024-12-14 03:55 ص
 

حزب النهضة حالة خاصة

09:08 ص

أكدت الانتخابات التونسية الأخيرة مقولة إن الإسلاميين يكسبون وهم في المعارضة بسبب استغلال الدين ورفع الشعارات التي تدغدغ مشاعر الجمهور ، ولكنهم يخسرون في الحكم لعدم توفر الكفاءة في إدارة شؤون الدولة ومحاولة احتكار الحكم.اضافة اعلان

تراجع حزب النهضة في تونس لحساب العلمانيين في الانتخابات الأخيرة يخضع لتفسيرات واستنتاجات متعددة ومتناقضة: خصوم الإسلاميين مثلاً يقولون إن الإسلام السياسي في حالة تراجع على ضوء الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الإسلام في اكثر من بلد عربي ، أو لأن سلوكهم في الحكم لم ينسجم مع شعاراتهم في المعارضة ، وبالتالي فإن هؤلاء الخصـوم يسحبون نتائج انتخابات تونـس على الحركات الإسلامية بشكل عام ، ويحكمون عليها بالاضمحلال.
لكن أنصار الإِسلاميين لهم رأي آخر ، فهم يعتقدون أن ما حدث في تونس من نكسة للإسلاميين والاعتراف بالهزيمة يقدم دليلاً على أنهم يفهمون الديمقراطية ويلتزمون بها ، وعلى استعداد للتخلي عن الحكم إذا انفض الناس من حولهم ، فلا تناقض بين الإسلام السياسي والديمقراطية.
أما أن حزب النهضة ضرب مثلاً في الديمقراطية ، فهذا ما لا يماري فيه أحد ، وأما أن حزب النهضة التونسي يمثل نموذجاً للأحزاب الإسلامية ، فهذا ما تقوم الدلائل على عكسه.
حزب النهضة حالة خاصة واستثنائية ، تثبت القاعدة ولا تنفيها ، كما أن راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الإسلامي ليس نسخة عن قادة الإخوان المسلمين في مصر الذين لجأوا إلى الإرهاب لاسترداد الحكم عنوة بعد أن رفضوا الاحتكام إلى الشعب وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
الغنوشي أدان الإرهاب بوضوح دون تردد ، ولكنا ما زلنا بانتظار كلمة إدانة صريحة من إخوان الأردن ، وهم أقرب الحركات الإسلامية إلى الاعتدال ، فكـل ما قالوه حتى الآن لا يعدو رفض التطرف والغلو والتعصب ، أما تحليلاتهم فتدور حول مبررات التطرف من سوء الأوضاع أو الاستبداد أو سياسة التهميش والإقصاء. بل إن عدداً من خطباء المساجد الأردنية من أعضاء الإخوان ، تم توقيفهم عن الخطابة لقيامهم بالتحريض على العنف ودعم داعش بالاسم.
نتمنى لو إن كل الحركات الإسلامية تقتفي أثر حزب النهضة التونسي ، بحيث يصبح الحزب قدوة ولا يبقى حالة خاصة وشاذة.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة