يهم الأردن، الشعب والنظام وهما شيء واحد، ألاّ تكون الحالة الفلسطينية هي هذه الحالة المتجسدة في هذا الصراع المحتدم بين السلطة الوطنية ومنظمة التحرير وبين حركة «حماس» التي تتحدث آخر المعلومات عن أنها تريد إقامة حكومة (دولة) عموم فلسطين جديدة في قطاع غزة وعلى غرار تلك التي كانت أعلنت في عام 1948 بقيادة أحمد حلمي (باشا) بقرار من الحاج أمين طاهر الحسيني الذي إنتهى بعد حياة حافلة مقيماً دائماً في لبنان وتوفي، رحمه االله، بعد إنفجار الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1974 ودفن في مقبرة الشهداء الفلسطينيين في بيروت الغربية وكان على رأس مودعيه، الذين كنت أنا أحدهم، ياسر عرفات (أبوعمار) الذي أصر على وداع هذا القائد التاريخي رغم اشتداد القصف على المكان وعلى المنطقة من بيروت الشرقية.
لم تعش حكومة عموم فلسطين هذه إلاّ لفترة قصيرة وكانت نهايتها مأساوية بالفعل وهنا فإن ما لم يتم
التركيز عليه هو أن إسرائيل كانت تريد هذه الحكومة (الدولة) لأنها كانت ولا تزال تريد أن يصبح قطاع غزة
بالنسبة للفلسطينيين بديلاً لفلسطين كلها من البحر إلى النهر والواضح بل المؤكد أن الإسرائيليين أكبر
داعم لهذه الخطوة «الإنتحارية» التي يقال إن «حماس» كانت قررت الإقدام عليها عندما قامت بانقلابها الدموي المعروف في عام 2007 على السلطة الوطنية ومنظمة التحرير و»فتح» الذي جاء بعد اتفاقية مكة المكرمة الشهيرة بأيام قليلة وثبت أن إيران وجهة عربية معروفة كانت وراء افشال هذه الإتفاقية وكانت أيضاً وراء ذلك الإنقلاب الذي كان «نقطة» سوداء كريهة على مدى تاريخ المسيرة الفلسطينية العسيرة.
ويقيناً أنه كان واضحا ومنذ اللحظة الأولى أنّ آخر «مصالحة» فلسطينية – فلسطينية كانت مجرد مناورة
مؤقتة وقفت وراءها إيران والجهة العربية نفسها المشار إليها آنفاً ونظام بشار الأسد والرئيس التركي رجب
طيب أردوغان (للأسف) وبالطبع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وأن المقصود كان «إسترضاء» مصر
وفك الحصار عن «دويلة» حركة المقاومة الإسلامية..وحقيقة أن هذا هو ما حصل حيث ما لبثت الأمور أن عادت إلى ما كانت عليه..وأسوأ.
وهكذا فإنه لا يحق لـ «حماس» أن تكيل للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كل هذه الإتهامات
الظالمة فعلاً وأن تتهمه بأنه قام بارتكاب «مجزرة» ضد قطاع غزة وذلك مع أنه بقي يحاول لملمة الأمور وإنجاح المصالحة الفتحاوية – الحمساوية فاستعادة الوحدة الوطنية بالنسبة إليه وبالنسبة للسلطة الوطنية
ومنظمة التحرير و»فتح» كانت أكثر من ضرورة وأكثر من لازمة لمواجهة الإسرائيليين الذين بقوا يواجهون
مساعي إستئناف المفاوضات الفلسطينية بالقول أنهم لا يعرفون مع أي طرف يتفاوضون.. هل مع غزة أم مع
الضفة الغربية.
والواضح أن «حماس» قد لجأت إلى هذا التصعيد، الحامي الوطيس، لتبرير خطوتها المتوقعة اللاحقة
والتغطية عليها وهي إعلان حكومة عموم فلسطين (الجديدة) هذه في غزة التي من المفترض أن
الفلسطينيين كلهم ومعهم العرب المعنيون الذين «قلوبهم» على هذه القضية العربية بالفعل يعرفون
أن إسرائيل تريدها.. وأنها بانتظار الإعلان عنها لتقول للضاغطين عليها وللعالم كله إن الدولة الفلسطينية
المنشودة ها هي تقوم في غزة وأنَّ مكانها «القطاع» وليس الضفة الغربية التي هي، كما يدعي ويقول
بنيامين نتنياهو، جزء من الدولة الإسرائيلية (اليهودية) التاريخية ومن البحر إلى النهر.. والمفترض أن قادة
حركة المقاومة الإسلامية ومعهم داعموهم عرباً وغير عرب يعرفون هذا كله معرفة أكيدة.. لكنهم وللأسف
يبدو أنهم قد قرروا فعلاً الإقدام على خطوة إقامة حكومة عموم فلسطين «الخطيرة» هذه وهم يدركون
أنها لا تخدم إلاّ التوجهات والمخططات الإسرائيلية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو