خلصت دراسة بحثية، أُجريت في السويد، على مدى 44 عاماً، على ما يقارب المائتي سيدة، أن هناك علاقةً قويةً بين ممارسة الإناث للرياضة وبين أثر ذلك على عدم الإصابة بأمراض ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول والسكر، وبالتالي تجنب مرض الخرف، لأن هذه الأمراض المزمنة الثلاثة عادة ما تكون العاملَ المشترك مع المرض المرتبط بتقدم العمر كذلك.
صحيفة Daily Mail البريطانية أفردت تقريراً عن هذه الدراسة، التي قدَّمت هذه النتيجة 'مع اعتراف الباحثين الذين أجروها على مدى 4 عقود في جامعة غوتنبرغ السويدية، 'بعدم وصولهم إلى تفسير، أو سبب محدد لأثر الرياضة الإيجابي على تجنب الخرف'، إلا أنهم متأكدون أن التمتع بلياقة بدنية يساعد على الحد من مخاطر تعرض المرأة للإصابة بالمرض، بنسبة تصل إلى 90%!'.
وتوصل البحث كذلك إلى معلومات شديدة الدقة حول هذه العلاقة، فتشخيص إصابة النساء ذوات اللياقة البدنية العالية بمرض الخرف يأتي بعد 11 عاماً في المتوسط، من إصابة قريناتهن اللاتي يعانين من انعدام اللياقة البدنية.
أحد فروع البحث أجري على نساء تجاوزت أعمارهن الـ44 عاماً، ووجد أن التمارين الرياضية قد تحمي من تدهور تلك الحالة المرضية إن أصيبت بها المرأة.
وقد أخضع الباحثون من جامعة غوتنبيرغ السيدات، وعددهن 191 سيدة، لدورةِ تدريباتٍ رياضيةٍ لتحديد مدى لياقتهن، استناداً إلى توقيت وصولهن إلى حالة الإرهاق.
وعند متابعتهن بعد 4 عقود لاحقة، وجدت الدراسة أن النساء ذوات اللياقة البدنية المرتفعة كنَّ أقلَّ تعرضاً بنسبة 88% لمرض الخرف، من ذوات اللياقة البدنية المتوسطة.
وإذا ما أُصبن بالخرف، تأتي تلك الإصابة في سن الـ90 في المتوسط، مقارنة بسن 79 لدى المجموعة ذات اللياقة البدنية المتوسطة.
وذكرت الدراسة أن السيدات اللاتي احتفظن بصحة جيدة ماسن رياضة الـ Spinning على وجه التحديد 'الدراجة'.
علماً أن اختبار اللياقة المذكور أجري عام 1968؛ ويرى الخبراء أن هؤلاء النساء يحظين بلياقة بدنية متوسطة في الوقت الحالي، حينما يمارسن التدريبات بصورة أكبر.
التدريبات أهم من النحافة
وقد تكون التدريبات أكثرَ أهمية من الاحتفاظ بالنحافة، حيث حظيت المجموعة ذات اللياقة البدنية الأفضل بنفس مؤشر كتلة الجسم الذي تحظى به المجموعة ذات اللياقة البدنية المتوسطة.
وذكرت المسؤولة الرئيسية عن الدراسة، دكتورة هيلينا هوردر، أن 'تلك النتائج مثيرة، لأنه من الممكن أن يؤدي تحسين صحة القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر إلى تأخير أو منع الإصابة بمرض الخرف.
ومع ذلك، لا توضح هذه الدراسة السبب والتأثير بين صحة القلب والأوعية الدموية ومرض الخرف، بل توضح فقط وجود علاقة بينهما.
وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، للتعرُّف على ما إذا كان من الممكن أن يكون للياقة البدنية تأثير إيجابي على مخاطر الإصابة بالخرف، ودراسة المرحلة العمرية التي يكون بها معدل اللياقة البدنية المرتفعة هاماً للغاية'.
وكما ذُكر آنفاً، تم إخضاع 191 امرأة في سن الخمسين لاختبار تدريب الدراجة لحين الوصول إلى مرحلة الإرهاق، لقياس أقصى قدرة للقلب والأوعية الدموية.
وقد تمكَّنت 40 امرأة من الوفاء بمعايير معدل اللياقة البدنية المرتفعة، من بينهن واحدة فقط من كل 20 امرأة تم تشخيص إمكانية إصابتها بمرض الخرف خلال السنوات الـ44 التالية.
وكان هناك 92 امرأة ضمن فئة اللياقة البدنية المتوسطة، ونحو واحدة بين كل أربعٍ من هذه المجموعة، تعرَّضت للإصابة بالحالة المرضية.
ومن خلال تقييم هؤلاء اللاتي توفين قبل الإصابة بالمرض، وُجد أن مخاطر الإصابة بالخرف تقل بنسبة 88% لدى النساء ذوات اللياقة البدنية الأفضل.
وقد أصيب بمرض الخرف أيضاً نحو نصف هؤلاء اللاتي اضطررن إلى إيقاف اختبار التدريبات بسبب ارتفاع ضغط الدم، أو آلام الصدر، أو مشكلات القلب والأوعية الدموية.
ويُعتقد أن منتصف العمر فترة حساسة في الإصابة بمرض الخرف، الذي يؤثر على واحد من بين ستة أشخاص فوق سن الثمانين، وتبلغ أعدادهم التقديرية نحو 850 ألفاً في بريطانيا.
ويرى أصحاب الدراسة أنه رغم اعتماد النتائج على لياقة منتصف العمر، فربما أنه لم يفت الأوان مطلقاً على بدء ممارسة التدريبات.
وأضافت دكتورة هوردر: 'يشير ذلك إلى أن العمليات السلبية للقلب والأوعية الدموية قد تحدث في منتصف العمر، بما يمكن أن يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالخرف في مرحلة لاحقة من العمر'.
ورداً على الدراسة التي تم نشرها بصحيفة Neurology، ذكر دكتور ديفيد رينولدز، المسؤول العلمي الأول بمركز بحوث الزهايمر بالمملكة المتحدة: 'نعرف أن التدريبات يمكن أن تحسِّن من صحة القلب، وترتبط أيضاً بالحد من مخاطر الإصابة بمرض الخرف. ومن خلال العمل مع المشاركين على مدار سنوات عديدة، سلَّطت الدراسة الضوءَ على كيفية مساعدة اللياقة البدنية في التنبؤ بالإصابة بالخرف، بعد مرور سنوات. ورغم أن دراسات كهذه لا يمكن أن توضح العلاقة السببية والتأثير، إلا أنها تضيف إلى الأبحاث ما يشير إلى أن مرحلة منتصف العمر توقيت هام، يتعين على الأشخاص اتخاذ الخطوات خلاله لتحسين صحتهم العقلية'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو