السبت 2024-12-14 08:24 ص
 

دلالات وأسباب كشرة الاردنيين في الوقت الراهن

05:38 م

أحمد المبيضين - ما زالت بعض القضايا السابقة مهيمنة على بال وخاطر المواطن الأردني، الا انها لربما قد ازدادت في الاونة الاخيرة جراء بعض الامور ذات الاهمية البالغة والتي حدثت وأثرت تأثيراً قويا في تفكيره وهاجسه سواء ان كانت ذات طابع محلي او عالمي، والمتمثلة اولاً بالوضع العربي المتردي للأسوأ وما يحدث في منطقة الخليج العربي من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر ، وتزايد نسبة الفقر والبطالة وتأثيرها المباشر على الشارع الاردني ،وفقدان الأمل بالحكومات، وغيرها الكثير من الاسباب التي ما اسهمت الا برسم المزيد من الكشرة على وجوه الاردنيين .

اضافة اعلان


فبداية .. الوضع الراهن في المنطقة من وجود خلافات دبلوماسية في منطقة الخليج العربي وقطع للعلاقات الدبلوماسية مع قطر واتهامها بدعمها للارهاب ، امر قسم الاردنيين ما بين مؤيد ومعارض في هذا الخصوص ، الا ان القاسم المشترك ما بينهم كان بالسؤال عن الوحدة العربية .. والى اين ذهبت ؟ ولماذا لا يتم عقد اجتماع خليجي طارئ لانهاء الخلافات والعودة الى كما كان العهد سابقا اخوة واشقاء.

وأشعل ما حدث لدولة قطر مواقع التواصل الاجتماعي الاردنية ، والتي تناولت صوراً وعبارات بعضها كان في معناه مؤيدا ومدافعا عنها ، والبعض الآخر كان له رأي آخر ' بغض النظر عن توجهه وفكره الشخصي' ، الا ان التأكيد يعود على ان الاشتياق للوحدة العربية كانت القاسم المشترك بين الاردنيين تجاه ما يحدث في منطقة الخليج العربي.

وبالانتقال الى دولة اليمن .. وتفشي مرض الكوليرا كسرعة الريح ، والذي بات يفتك يومياً بالمئات ، رغم وجود مخاوف من منظمات صحية عالمية بازدياد الوضع سوءاً خلال الايام القادمة .. شأن يمني لا محلي، الا ان سماع المواطن الاردني لهذه الانباء ومشاهدته لها عبر قنوات التلفاز المتعددة ، تزرع في قلبه الغصة تلو الغصة ، فكيف له ان لا يُكشر ولا يضيق صدره عند رؤيته لمئات الاطفال وهم يموتون بسبب هذا المرض الفتاك .

اما الوضع السوري .. فمنذ بداية الاوضاع الراهنة هناك وما رافق ذلك من من تهجير وقتل ودمار في اغلب المناطق السورية ، الا ان المواطن الاردني بقي ومنذ ذاك الوقت متابعاً لادق التفاصيل في هذا الشأن ، وخاصة مع سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المناطق القريبة للحدود الاردنية السورية ، والخوف من حدوث هجوم ارهابي ' لا قدر الله' تجاه جنودنا وجيشنا العربي المصطفوي.

الى الآن المعادلة بسيطة وسهلة ، اوضاع عربية ملتهبة تأكلها النيران من كل جهة ، ولا علاقة للمواطن الاردني بها لا من قريب ولا من بعيد ، الا ان الوحدة العربية واعتبار ان المواطن السعودي والكويتي والمصري والسوري والبحري والقطري واليمني وجميع الدول العربية اخوة واشقاء في السراء والضراء ، امور ليست بسهلة ولا يمكن اجتيازها لنجد بديلا للكشرة على وجه الاردني .

وفي الشأن المحلي وكما هو متعارف ، ان المواطن الاردني بطبعه عصبي ، وذلك يعود لاجتماع العديد من الظروف والعوامل الخاصة والعامة ، الا ان الكشرة الاردنية في شهر رمضان لها طابع مميز ، فلا يستطيع الغريب عن هذا البلد تفسير ملامحه ولربما قد يصل الامر الى الخوف منه ، الا ان الواقع ان اغلب المواطنين هم من فئة المدخنين ، وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة في شهر مضان ، عوامل كلها اجتمعت في آن واحد ، لتخلق كشرة اردنية وبعقد الحاجبين وبإمتياز.

ولنعود الى الوراء قليلاً ، وما شاع وتداول ونشر من انباء في قضية الدجاج الفاسد ، الا انه لم يكن متوقعاً ان تصل الامور في السلامة والامن الغذائي الى هذا الحد ، وان تنتزع الرحمة ومخافة الله من قلوب تجار ملأها الجشع وغياب الضمير ، وان تقوم ببيع دجاج فاسد ليتم توزيعه لاحقاً على الاسر المحتاجة في العديد من مناطق المملكة .

ومن جهة اخرى ، قراءة العديد من الاخبار ومشاهدة الصور والفيديو عبر مواقع الواصل الاجتماعي والتي تتناول ضبط كمبات كبيرة من المواد الغذائية الفاسدة هنا وهناك ومنذ بداية شهر رمضان العام الحالي ، وخاصة ان اغلب ما يتم ضبطه واتلافه من قبل الجهات المختصة يعتبر من اساسيات المواد التموينية المنزلية ، فهل يمكن للمواطن الاردني ان يبتسم بعد هكذا انباء وهاجس الخوف يسير في عروقه ..!

أوضاع سياسية واقتصادية وغيرها الكثير والكثير جعلت المواطن ومنذ ايام العقد الماضي صاحب كشرة .. فالاحداث متتالية وصعبة لاتحمل في طياتها اي عنوان للابتسامة .. الا ان ما هو الاجمل ، ان يرافق تلك الكشرة والتي اشتهر بها الاردنيون وعلى الصعيد العربي اولا والعالمي ثانياً ، انها تخفي وراءها شعب كريم ومضياف ومنفتح على العالم ، فلقب النشمي للمواطن الاردني لم يأتي من فراغ ، وانما جاء اثر سمعة طيبة ومواقف جريئة وعمل دؤوب وجهد مميز ، هذه البصمات التي يضعها المواطن الاردني النشمي صاحب الكشرة اينما كان واينما حل .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة