تحررت الرقة السورية أخيرا من قبضة التنظيم الوحشي؛ المعقل الأهم لداعش بعد الموصل العراقية، التي نالت حريتها بعد معارك مجيدة خاضها الجيش العراقي.
الأكراد ممثلون بقوات سورية الديمقراطية ومعهم مجموعات من المقاتلين العرب الشجعان هم من خاضوا حرب تحرير الرقة بمساعدة كبيرة من قوات التحالف الدولي.
عاشت الرقة أشهرا طويلة في ظل حكم الظلاميين الذين ارتكبوا بحق سكانها أبشع الجرائم ونكلوا بالنساء والأطفال وسخروهم دروعا بشرية في حربهم.
لم يكن مستغربا أن تخرج سيدة من الرقة عن طورها أمام عدسات التلفزة، وتشق ثوبها معلنة الخلاص من حكم الإرهابيين.
مئات من شذاذ الآفاق حضروا من كل بقاع الدينا ليحكموا مدينة سورية عريقة عرفت بتنوع تركيبتها الاجتماعية ومساهمتها الفاعلة بالحياة الثقافية والفنية في سورية.
قتلة ومأجورون لأنظمة ودول ساقتهم صوب سورية ليحكموا ويتحكموا بواحد من أعرق شعوب بلاد الشام.
بالرغم من الجدل الدائر حول خطوة الأكراد الانفصالية في العراق، فما من أحد يستطيع أن يتجاهل تضحياتهم العظيمة في مواجهة الإرهابيين. لقد خاض الكرد معركة شجاعة ضد التنظيم الإرهابي وقدموا مئات الشهداء في سبيل تحرير الرقة وجوارها من بلدات وقرى كردية.
النساء الكرديات أبدعن في حرب التحرير وقدمن النموذج الفريد على الدور الذي يمكن أن تلعبه نساء منطقتنا في سبيل الدفاع عن حقنا بالحياة ودحر الظلاميين أعداء الإنسانية.
ولنا في حكاية الرقة فصل أردني مهم، فعلى أرضها ارتكب الإرهابيون أبشع جريمة في التاريخ بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة. دفع الإرهابيون ثمن تلك الجريمة النكراء، فقد طالت يد العدالة الأردنية كل من تورط في تلك الجريمة وتمت تصفيتهم على مراحل.
لكن تراب الرقة سيبقى يحمل ذكرى معاذ المجيدة، وقصة الأردنيين في التضحية والشجاعة في كل ميدان معركة نخوضها. لاينبغي أن نفرط بهذه الذكرى وعلينا أن نفكر بوسيلة تحيي مقام الشهيد في ميادين الرقة.
لاشك أيضا أن العشرات من الإرهابيين الأردنيين قد قضوا في معركة الرقة غير مأسوف عليهم، ومثلهم ربما فروا من هناك وسيلقون نفس المصير في صحراء سورية.
لن يعود إرهابي واحد للأردن، ومن يحاول سيلقى مصيره على الحدود.
المهم أن الرقة تحررت اليوم، وهاهم سكانها يعيدون لملمة جراحهم، وستكشف لنا الأيام المقبلة قصصا مروعة عن جرائم التنظيم الإرهابي بحق السكان العزل. من المهم أن نوثق تلك القصص والمآسي ونرويها لصغارنا وكبارنا، ليدرك الجميع هول الفاجعة التي حلت بالأمة على يد هذه الجماعات المتوحشة.
لا يعرف بعد مصير الرقة بعد التحرير لكن المرجح أن قوات سورية الديمقراطية لاتفكر بالبقاء فيها، وستسلمها للسلطات السورية على أن تنشأ في المدينة إدارة محلية لحفظ النظام والأمن وتأمين الخدمات الضرورية للسكان.
سقطت دولة الإرهابيين المزعومة، لكن خطرهم مايزال ماثلا في أكثر من مكان في العالم، والأخطر أن سرديتهم ماثلة أيضا في عقول وقلوب الكثيرين في منطقتنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو