الجمعة 2024-12-13 02:03 ص
 

دون تراخ او تردد ..

07:34 ص

خطاب العرش؛ جاء مختصرا ، أكد على المفاهيم الملكية التي وردت في كتب التكليف السامي للحكومة، وعلى الأولويات التي حددتها الحكومة في حزيران الماضي، وتحدث جلالته عن التجربة الأردنية الناجحة كخطوة سياسية وادارية اصلاحية، ضمن سلسلة الاصلاحات المتدرجة التي تقوم بها الدولة الأردنية، لتوسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار والمستقبل، فتحدث عن الانتخابات التي جرت على صعيد البلديات والمجالس المحلية للمحافظات، كما أكد جلالة الملك الموقف الأردني من القضايا العربية والتزامه الثابت مع أمته وقضاياها، وتحدث بعبارة واضحة عن الدورة الأردني في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتعهد بحماية المقدسات في القدس الشريف، والتزام الأردن بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية حتى تدشين الدولة الفلسطينية وعاصمتها «القدس»، ولم يفصل جلالته لا شرقية ولا غربية، وهذه رسالة ملكية مهمة لكل من يتحدث عن عملية السلام وعن الدور الأردني، فالأردن يتحدث عن ثوابت لا تتغير مهما تغيرت الأطراف والأحلاف، وفي الفقرة التي سبقتها أشاد جلالة الملك بالجهود الكبيرة المباركة التي بذلتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حربها ضد التطرف وحماية الوطن.

اضافة اعلان


التوجيه الملكي للسلطات الدستورية؛ لا سيما السلطة التنفيذية، أن تشرع في تنفيذ فاعل لما رسمت من استراتيجيات، والحديث عن النهج الحكومي المطلوب، حيث وجه الملك الحكومة لتنفيذ برامجها دون تردد أو تراخ، وهذه العبارة ربما تختصر علينا جميعا كلاما كثيرا، نتمنى ان نتجنبه الآن وفي المستقبل، فالأداء الحكومي يجب أن يكون منضبطا وثابتا ومبنيا على فكرة تنفيذية، تتجنب التسويف والمماطلة والتراجع، ولعل هذه الرسالة واضحة جدا وهي ليست مشفرة، ويفهمها الجميع..يعني اشتغلوا بلا تردد او تراخ .


سيتطوع كثيرون لملء فراغ ويقوم بصياغة جملة «دون تردد او تراخ» لتصبح جملة شرط، لكن بفراغ لجواب الشرط، في حال وقوع الحكومة بالتردد والتراخي ..فاهمين علي طبعا.


كلنا يعلم أن المعيقات كثيرة في وجه الحكومة، لهذا كان جلالة الملك تحدث سابقا عن الاعتماد على الذات، واتخذت الحكومة هذا الحديث شعارا مختصرا لكل ما تقوم به في متابعتها ورعايتها للشأن العام، وهاهو جلالته يؤكد المفهوم ثانية في خطاب العرش، فالوضع لا يحتمل ترددا او تراخيا ويجب الاعتماد على الذات، وعدم انتظار الآخرين ليساعدونا في تجاوز التحديات الاقتصادية، حيث وجه جلالته الحكومة للقيام بخطوات من أجل تنفيذ خطة لتحفيز النمو الاقتصادي في الأعوام القادمة، والاستفادة من الظروف المحلية والاقليمية والدولية، ومراعاة الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود، وحمايتهما.


خطاب العرش جاء مختصرا، وهي ربما المرة الأولى التي أتابع فيها خطاب عرش بهذا الاختصار، وكنت انتظر الخطاب كغيري من الناس، فتركت عملي واتجهت الى المنزل كي أتابع الخطاب، وفور ركوبي السيارة سمعت جلالته يتحدث عن الانسجام في أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية، والتشاركية بينهما، وأقر جلالته برضاه عن هذا التعاون بين السلطتين، وتحدث عن نتائج هذا التعاون بين السلطتين حيث نتج عنه إقرار حزمة نوعية من التشريعات الضرورية التي شملت عدة قطاعات ومجالات حيوية، ضمن جهود الدولة الدؤوبة لتطوير أداء الجهاز القضائي، وتعزيز سيادة القانون، وترسيخ ركائز الدولة المدنية. وقال «أدعوكم إلى الاستمرار بهذا النهج القائم على التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية».. واستمعت حتى آخر الخطاب، وكنت أستمع من خلال اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية..


ثم أرسلت «مسج» الى فراس نصير مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، تحدثت فيها عن الخطاب الملكي الذي فاتني، وقلت له كنت في الطريق لرؤية الشاشة الأردنية، لكنني فوجئت أن الخطاب يبث وقد تابعت آخر دقائق منه، وحين اطلعت على النص الكامل لخطاب العرش، أدركت بأنه لم يفتني من الخطاب سوى كلمات المقدمة فقط، ولعل الدقائق القليلة التي احتاجها جلالة الملك ليدلي بخطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس النواب 18، فيها رسائل مهمة تكفي السلطات جميعا للعمل عليها لمدة عام قادم.


ولا بدّ سيكون عاما حافلا بالمساءلة بالنسبة للحكومة، لكنها ستكون مساءلة من باب الجدية والثبات وعدم التردد او التراخي.


نفذوا ولا تلتفتوا الى الخلف وهذه قاعدة مبدئية لكل من يريد العمل معتمدا على ذاته..فالاعتماد على الذات لا يمكن أن ينجح مع التردد والتراخي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة