المشهد السياسي والأمني الإقليمي حولنا نراه جميعا بكل أحداثه، فنتابع سوريا التي تشهد كل يوم تطورات في معسكري النظام والمعارضة سياسياً وفي الميدان، وإلى جوارنا أيضاً العراق حيث أحداث الأنبار وتداخل احتجاجات العشائر وتواجد القاعدة وداعش إلى جانب التدخل العسكري لقوات الجيش العراقي، وهذه الأحداث تجري قرب الحدود الأردنية العراقية، وفي محيطنا القريب مصر التي يزداد وضعها الأمني تعقيداً، وأصبح الإرهاب داخل المدن ولم يعد في سيناء وما حولها، ومع هذا المشهد هنالك الحركة النشطة لتنظيمات التطرف والتكفير والتفجير في دول الإقليم وبينها، وبعضها أصبح جزءاً من أدوات الدول وتتنقل بين التحالفات والمحاور المتحركة، ولهذا نجد الأحداث في سوريا مثلاً تناقضها معادلات أحداث العراق، أما لبنان فهو حكاية تبادل الاغتيالات والقتل بين أطراف المعادلة الداخلية، وقد يكون القائمون على التفجيرات من أطراف خارج محاور الضحايا.
ما سبق هو المشهد المتفجر لكن حولنا أيضاً جبهات ساخنة ليس اقلها ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى الجمر المتواري في دول وعواصم وتحت أعمدة أنظمة عديدة.
ما يجب أن نتذكره نحن الأردنيين أن الدولة الأردنية بمؤسساتها السيادية وأجهزتها تحمل على عاتقها عبئاً كبيراً قد لا يكون منظوراً للناس، فالترقب والمتابعة وحماية الأرض الأردنية من أي اختراق أو تهديد أمني أو تسرب لأي خطر أمر ليس سهلاً في ظل غياب الحلول السياسية وتزايد كميات السلاح والمقاتلين والتطرف والمواجهات على أبواب حدودنا.
لا نهدف مدح دولتنا ومؤسساتها، لكن لنقول لأنفسنا أن الدولة الأردنية تعمل بجهد غير منظور هدفه أن يبقى الأردن بمنأى عن أي أضرار أو انتقال للعبث والنار إلى أرضه.
ونحتاج أن نتذكر أن حماية البلد وهدوءها رغم كل النار التي حولنا ليس صدفة، بل محصلة جهد وحكمة وأداء لا يراه الناس من المؤسسات السيادية، ومفاصل الدولة ورجالها الذين لا نشاهد صدقهم وعقولهم وسهرهم وانتمائهم الذي ينعكس على الأرض استقرارا وتجنباً لأي خطر.
من الضروري أن نتذكر نحن الأردنيين أننا دولة لا تعيش في الفضاء بل في محيط تدفع دوله أثماناً باهظة، وأن النجاة في مثل هذه المراحل الصعبة لا يأتي ( على البركة ) فالفضل بعد الله تعالى لأردنيين يعملون بصمت وصدق، وجهات سياسية وأمنية وعسكرية ترفعت على كل الصغائر، وعينها فقط على أن يبقى الأردني خارج نيران الفوضى والدم الذي يعيشه كل من حولنا.
مرةً أخرى ليس المقصود أن نمدح دولتنا ومؤسساتنا وهي تستحق، لكن الهدف أن ندرك أن الأمور ليست سهلة والأوضاع حولنا تبعث على القلق، وإن مواجهتها بحاجة إلى تركيز كبير وجهد منظم، وإن على من ينشغل بالصغائر أو حكايات النفوذ الشخصي، أو يسيطر عليه تفكير صالونات الأفراد أو مصالح المجموعات أن يرتقي بأولوياته إلى حجم ما يجب فعله.
أما نحن عامة الأردنيين فواجبنا أن نكون جزءاً من حالة الحماية لدولتنا ومؤسساتنا، وان لا يغيب عن أذهاننا أن الأمور ليست سهلة، وأن جهوداً جبارة غير منظورة لكن آثارها ملموسة تبذلها جهات الصدق والجهد.
إنها ذكرى، والذكرى تنفع الأردنيين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو