الوكيل - يطل شهر رمضان على الوطن العربي هذا العام في ظروف استثنائية، فرضت على المواطن العادي صعوبات سياسية واقتصادية أثرت على حياته من كل جوانبها، وأضفت مرارة على النكهة الرمضانية.
'سرقت الأزمة التي تعصف بسوريا حلاوة هذا الشهر الفضيل وتركت المواطنين رهينة للجوع والتشرد'، بهذه الكلمات عبرت ربة المنزل، التي رفضت نشر اسمها، عن واقع الحال.
وقالت لـسكاي نيوز عربية: 'ألقت الحرب الدائرة في البلاد بظلالها على السكان، فلم نعد نشعر بطعم الأعياد أو المناسبات لأن آلاف السوريين قتلوا حتى الآن'.
وعن الأجواء الرمضانية قالت ربة المنزل التي تسكن في العاصمة دمشق: 'نزور بيوت أقاربنا وأصدقائنا خلال رمضان ولكن في نطاق ضيق، وذلك لأن الوضع الأمني مستقر إلى حد ما بالعاصمة، ولكن الصورة مختلفة تماما في ريف دمشق الذي شرد الكثير من أهله'.
وأضافت: 'لم تعد معاناتنا تقتصر فقط على الجوانب السياسية، لأن الذين نجحوا في تجنب القصف والاشتباكات ووجهوا بالجوع وغلاء الأسعار'.
وأشارت إلى أن 'الغذاء والدواء وحتى عبوات الغاز لم تعد في متناول الجميع'، قائلة: 'خلال اليومين الماضيين ارتفعت أسعار الدواء ما بين الـ 50 والـ 75 في المائة لأن معظم معامل الأدوية تقع في الريف وقرر أصحابها زيادة الأسعار بسبب تدهور الوضع الأمني'.
وتابعت: 'قبل الأزمة كانت عبوة الغاز تصل إلى 350 ليرة، أما الآن وبحسب السعر الرسمي فإنها تصل إلى ألف ليرة، لكن احتكار التجار لها دفع ثمنها للارتفاع ليصل إلى نحو 2500 ليرة'.
مصريون: 'الأحداث أنستنا فرحة رمضان'
اعتبر مدير العمليات التكنولوجية في إحدى الشركات بمصر، محمد هاني أن 'الأحداث التي تمر بها البلاد سرقت الفرحة بهذا الشهر الفضيل'، قائلا: 'في مثل هذا الوقت من كل عام كنا نرى الشوارع مزينة ونور فانوس رمضان يسطع من كل بيت ولكن الأحداث الأخيرة لم تترك لنا مجالا لنفرح'.
وتابع: 'أقطن على بعد 20 مترا من ميدان رابعة العدوية الذي يعتصم فيه أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، لذا نواجه صعوبات كبيرة في حركة المرور كما أننا أصبحنا نخشى الخروج لقضاء حاجياتنا'، حسب ما ذكر لـسكاي نيوز عربية.
ودعا هاني المصريين إلى 'اغتنام الفرصة التي سيأتي بها هذا الشهر الفضيل لإرساء السلام والابتعاد عن العنف'، وأضاف: 'ليس من المعقول أن يقتتل مصريون صباحا وهم صائمون، أو أن يصلوا التراويح سويا في المسجد ثم يخرجوا منه ليتقاتلوا'.
من جهتها، شكت ربة المنزل كوثر حسين من سوء الأوضاع الاقتصادية، وقالت لـسكاي نيوز عربية: 'رغم الفرحة التي يجلبها لنا شهر رمضان، فإن غلاء الأسعار أثقل كاهلنا لأننا لم نعد قادرين حتى على شراء بعض أنواع الأغذية'.
وأضافت: 'أنا المعيل الوحيد لأسرتي وأكسب قوت يومي من طهو وجبات غذائية لبعض الأسر، ولكنني أصبحت أواجه صعوبة في ذلك لأن أسعار المواد الغذائية تستمر في الارتفاع بينما لا أستطيع أن أضاعف أجري لكي لا أخسر زبائني'.
وتابعت: 'ارتفعت أسعار الخضروات كثيرا، كما أنني لم أعد قادرة على شراء اللحوم لأسرتي'.
وعن التجهيزات لعيد الفطر، قالت حسين: 'لا أريد أن أفكر في حاجيات العيد وخاصة الملابس التي سأشتريها لأبنائي، لأنني في الواقع لا أعلم إن كنت سأستطيع فعل ذلك أم لا'.
غزيون: 'لم الشمل أكبر همومنا في رمضان'
ألقت الأحداث التي تشهدها مصر بظلالها على أهل قطاع غزة، الذين خنقهم الحصار المفروض عليهم من جميع النواحي، فالسلطات المصرية أغلقت معبر رفح – على أن يعاد فتحه الأربعاء بصورة محدودة – ودمرت الأنفاق التي كانت تصل القطاع بالأراضي المصرية، إلى جانب معبر كرم أبو سالم المغلق أيضا الذي يصل القطاع بإسرائيل.
وقال 'الريس' لـسكاي نيوز عربية: 'لا تكفينا الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي نعيشها، لنضطر أيضا إلى القلق على أقربائنا العالقين على الطرف الآخر من معبر رفح، وغيرهم العالقين داخل القطاع'.
وأضاف: 'أصبحت آمالنا الآن تتعلق بوصول أبنائنا إلى بيوتهم سالمين لنراهم بعد غياب دام لسنوات، كل ما نريده هو أن نجلس على مائدة طعام واحدة ونتناول الفطور معا'.
واعتبر 'الريس' أن المعاناة الثانية التي يعيشها أبناء القطاع تتمثل في انقطاع الكهرباء لـ 6 أو 8 ساعات يوميا، قائلا: 'درجات الحرارة مرتفعة جدا ونضطر إلى قضاء جزء كبير من يومنا بلا كهرباء، أصبحنا نخشى شراء الأطعمة بكميات كبيرة لأننا نعلم أنها ستفسد'.
وتابع: 'كنا نواجه هذه الأزمة سابقا بالمولدات الكهربائية، ولكن السولار لم يعد متوفرا رغم ارتفاع سعره'.
مغربيون: 'أطعمتنا التقليدية لم تعد بمتناولنا'
قال هشام الزيتوني لـسكاي نيوز عربية إن 'الأطعمة التقليدية التي اعتاد المغربيون وجودها على مائدة الإفطار ارتفعت أسعارها شيئا فشيئا'.
وأضاف: 'من الأطباق الرئيسية على المائدة المغربية الحريرة والأسماك، ولكن أسعار الطماطم، المكون الأساسي في الحريرة، أصبحت مرتفعة وقد لا يتمكن المواطن ذو الدخل المحدود من شرائها بشكل يومي'.
وتابع: 'رغم أن المغرب من أهم الدول المصدرة للأسماك، إلا أن كميات السردين على سبيل المثال، أصبحت قليلة كما ارتفعت أسعاره'.
وأشار إلى أن سعر الكيلو الواحد من سمك السردين سيصل خلال شهر رمضان إلى ما بين 25 و30 درهما.
وأوضح الزيتوني أن المواصلات ستتأثر أيضا بشهر رمضان، قائلا: 'المواصلات الداخلية ستشهد ازدحاما خانقا خاصة قبيل موعد الفطور، أما المواصلات الخارجية بين مدينة وأخرى فسترتفع أسعارها بين 10 إلى 20 في المائة على غرار الأعوام الماضية'.
الإمارات.. خيام وفعاليات رمضانية
في الإمارات، تختلف الأجواء التي يجلبها شهر رمضان عن كثير من الدول العربية، حسب ما قالت رزان أحمد لـسكاي نيوز عربية.
وأضافت: 'ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر، فإلى جانب الصوم وأعمال الخير وصلاة التراويح التي تجمع المسلمين، ننتهز الفرصة لنزور الأهل والأحبة ونخرج جميعا لتناول الفطور أو السحور في الخيام الرمضانية التي تتميز برقيها'.
وتابعت: 'تنطلق فعاليات في الإمارات السبع بصورة ملفتة يشارك فيها الكبير والصغير، بالإضافة إلى أنه يتم تمديد ساعات العمل في الكثير من المحال التجارية'.
وأوضحت رزان أنها تعمل مع أسرتها على توفير وجبات فطور وتقديمها للمحتاجين في الخيام التي نصبت لتوضع داخلها 'موائد الرحمن'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو