الوكيل الاخباري - أحمد المبيضين - كم هو جميل ان يجلس الزوجين منتظرين طفلهما القادم بعد شهور ليزين لهما الحياة الدنيا ، وكم هو مؤلم ان تجلس الزوجة لوحدها منتظرة الطفل ليأتي ، ولكن الشعور القاتل ان يأتي الطفل و قد رحل الاب .. هذا ما حدث مع زوجة الشهيد الغطاس ' أحمد محمد الطيب ' من مرتبات الدفاع المدني والذي استشهد خلال أدائه لواجبه الإنساني المتمثل بإنقاذ شخصين كانا يعانيان من حالة اختناق داخل بئر قديم نتيجة استنشاق غاز أول وثاني أكسيد الكربون الناتج عن استخدام ماتور شفط المياه أثناء قيامهما بصيانة البئر في منطقة أم الوليد بمحافظة مادبا مما ادّى إلى وفاتهما .
زوجة الشهيد التي تحدثت خلال القائها ببرنامج ' الوكيل ' من مكة المكرمة انها كانت تجلس مع زوجها الشهيد منتظرين قدوم طفلهما ، الا ان القدر قد شاء ان تنتظر قدوم الطفل لوحدها بعد استشهاد زوجها ، ولكن حرقة القلب و الفؤاد ما زالت مشتعلة كلما نظرت الى طفلتها والتي لم يفرح زوجها بها ويشاهدها .
واضافت ، ان زوجها الشهيد كان في قمة سعادته عندما علم انني حامل ، وربما قد كانت سعادته اكثر مني انا الام الحامل ، ولكنني انا الان بقمة السعادة لانني زوجة الشهيد ، وابنتي هي ابنة شهيد .
الصديق المقرب للشهيد أحمد وهو بنفس الوقت شقيق زوجته ، اوضح للوكيل خلال لقائه صباح اليوم بمكة المكرمة ، أن احمد كان الاخ و الصديق والقريب اليه في كل شي ، والمخزن لاسراره ، المرشد له في كثير من الامور الصعبة والتي كنت اواجه بعض الصعوبات في حلها .
وسرد عاصم قصة ليلة استشهاد احمد ، قال فيها : الليلة التي سبقت استشهاده اتصل بي في ساعة متأخرة من الليل ، محدثا ً وموصياً على الاهتمام و العانية بالام و الزوجة ، وعمل المستحيل لسعادتهم ونول رضاهم ، فاجبته : ما الذي يحدث وما بك ، وانت تتحدث معي كالمودع و المفارق للحياة ، فاجابه الشهيد : لا ادري ولكنني اشعر بضيق بصدري واحتاج لنزهة ، لنتفق على الخروج وعمل نزهة في الاسبوع القادم ، لتستمر المكالمة الهاتفية بيننا لمدة ساعة من الوقت ، بعد ان قمت بتهدئته و التخفيف عليه، واذهب للنوم .
ويكمل عاصم ، وفي تمام الساعة السادسة صباحاً اتصل بي احد الضباط المتواجدين مع الشهيد احمد في مركز عمله ليخبرني ان احمد قد استشهد ، فصرخت على الهاتف قائلا ' كيف استشهد وقبل كم ساعة كان يحكي معي ' فاصابتني الصعقة ولم استطع تقبل النبأ ، ولكن قلب المؤمن دليله ، فاتصاله معي ليلة استشهاده وحديثه عن الام و الزوجة كان اكبر دليل على ان بقلبه كان الكثير من الاحساس على مفارقته للحياة .
واضاف ، اثناء اقامة مراسم تشييع الشهيد و تقبل العزاء ، بقي في نفسي ان اعرف كيف استشهد ، لاسال احد الضباط الذين كانوا برفقة الشهيد اثناء الواجب ، ليقول لي : ان مركز دفاع مدني مادبا قد تلقى بلاغاً عن وجود شخصين يعانيان من حالة اختناق داخل بئر قديم في منطقة أم الوليد ، ليهرع احمد مع اصدقائه الى موقع البلاغ ، وكان احد زملاء احمد هو المقرر للنزول للبئر و انقاذ الشخصين ، الا ان احمد قد شاهد التردد في عيني زميله وخاصة ان البئر عميق وخاف عليه من ان يحصل اليه مكروه ، فطلب احمد من صديقة نزع بدلة الغوص ليلبسها وينزل مكانه ومعه اسطوانة الاكسجين ، لينزل ويصل الشخصين الذين كانا في متوفين ، ولكن الامل في انقاذهما بنزع الاكسجين منه واعطائهم اياه كان السبب في وفاته معهما .
وسردت زوجته القصة التي اقشعرت لها الابدان من سمعها ، وتقول : اثناء ذهابي الى عملي صباح يوم استشهاده لم يكن لي اي علم بما حدث لزوجي ، فمررت من جانب احدى المراكز الطبية الحكومية المعنية بالمتوفين و كانت متواجدة امامه احدى سيارات الاسعاف ليتم انزال احد المتوفين منها وادخاله الى المركز، فقلت في نفسي ' الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة ' لاوصل الى مركز عملي وتبليغي بما حدث مع زوجي ، ولكن الصدمة كانت ان سيارة الاسعاف هي التي كان بها زوجي الشهيد وهو والذي كان محمولا على الاكتاف عند دخوله الى المركز وانا لا اعلم .
هذا وكان قد استمع البرنامج لزوجة الشهيد وصديقه المقرب اثناء تواجدهما في مكة المكرمة برفقة برنامج الوكيل صباح اليوم الاثنين بعد اداء مناسك العمرة ، وتقديم مبلغ رمزي لزوجة الشهيد ، مقدمة من شركة إنجاز للتموين والتوزيع كهدية هي اقل من الواجب لأم الشهيد في عيد الام .
وتوجه برنامج الوكيل بالشكر و التحية الى الشيخ أحمد ابو محفوظ - رئيس مجلس ادارة مجموعة شركات البلد الامين للحج و العمرة والذي ساهم بترتيبات رحلة العمرة لامهات الشهداء من مكة المكرمة في يوم الام .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو