السبت 2024-12-14 05:09 م
 

سماحة الشيخ حمزه ..

08:35 ص

أريد أن أكتب رساله للشيخ حمزه منصور , ,يشهد الله أني لا أملك موقفا سلبيا منه بل هي (لمضة) كما قال الرئيس مرسي في خطابه الأخير حين دعا الشعب المصري لإشعال (8) لمضات بدلا من (10) ترشيدا لإستعمال الكهرباء ...وسأشعل هذه (اللمضة) في حضرته.اضافة اعلان

سماحة الشيخ ...
هل تعرف سدر المقلوبة ؟ طبعا تعرفه...حين تكون (المقلوبة) لذيذه فإننا على الطعام نقول (ألله ايسلم هالإيدين) ..ونشكر التي طبختها او (المعزب) ..وحين تكون (المقلوبة) مليئه بالزيت فيها الكثير من الملح وثقيلة على المعدة ...فإننا لا نحقد على (المقلوبة) ذاتها وإنما نلوم من قام بالطبخ.
من الصعب أو من المستهجن أن تلعن المقلوبة , لأن القصة تقع في باب رداءة الطبخ وليس في الطبخة ذاتها ....أعرف أن فن المقال يشبه فن الطبخ وعليك في لحظة أن تجيد الصياغة حتى يكون لما تكتبه طعما شهيا ...
سماحة الشيخ الفاضل ...
إنتبه (يرعاك الله) ...وأحذر من أمر خطير , جرك البعض إليه وجر الإتجاه الإسلامي ..أنا وأنت نتفق أن الدولة تعاني من سياسات خاطئة سواء إقتصادية أو إجتماعية , ولكن هناك فارق بين مهاجمة السياسة ذاتها أو مهاجمة صانع القرار وبين الحقد على الدولة ...تماما مثل المقلوبة فنحن صرنا نلعن (الطبخة) وتركنا الطباخ الذي صنع الرداءة في الطعم ...
أن أخطر إنقلاب يمارسه أخوان الأردن في تاريخهم الان هو أنهم بقصد أو دون قصد أفرزوا جيلا حاقدا على الدولة , لدرجه أن بعضهم صار يتمنى أن نكون ملحقا بمصر أو جزءا من تونس ..وغاب الإعتراف بالدولة كتاريخ, كبطولات, كنضال ...وكهوية .
لاحظ أخوان مصر , مرسي رئيسا للدولة المصرية ولكنه في خطابه الأخير كان يتودد للشرطة وينحني للجيش وحين يذكر اسم مصر يخاف , وأنتم في علاقتكم مع الدولة تشككون بوزارة الداخلية , بمؤسسة رئاسة الوزراء ...حتى بهيئات الدولة مثل الهيئة المستقلة للإنتخابات ..تشككون بالمحافظ , تمارسون صداما مع الإعلام ...لقد انتقلتم من حالة صراع مع صناع السياسات في الدولة إلى حالة صدام مع الدولة ذاتها ومع مؤسساتها وهذا أمر خطير جدا .
الجيل الجديد الذي أفرزتموه من خلال الحراك , صار يلغي إسم الوطن من خطابه ويصفه بأنه أرض للحشد والرباط , الأردن أرض للحشد والرباط وكلنا نؤمن بذلك ..ولكنه في النهاية دولة بتاريخ ومؤسسات ووجود وثقافة ...
والجيل الجديد يا سماحة الشيخ , صار يحمل علم الأردن في مسيراتكم (خجلا) , ولكنه بالمقابل يرفع راية الإخوان .. وولاءه في لحظة تشعر أنه موجه لهذه الراية أكثر من الدولة والوطن , وراقب مصر في مسيراتها , فإذا حضر العلم الوطني تغيب عنده كل الرايات ...
الجيل الإخواني الجديد الذي أنتجتموه في مرحلة الربيع العربي , صار يتدرب على المسيرات العسكرية , وراقب ميدان التحرير في مصر هل قدم إخوانها يوما عرضا عسكريا أو شبه عسكري ..
سماحة الشيخ (يرعاك الله) ...الدولة كما تعرف هي مؤسسات والأهم من المؤسسات هو تاريخها ..وراقب أنكم في خطابكم السياسي وخصوصا لدى جيل الربيع العربي الذي انضوى مؤخرا تحت راية الأخوان , لم تطرقوا يوما تاريخ الدولة ...ألم يكن وصفي التل شهيدا ومؤسسا ومقاتلا عن الدولة ؟...ألم يكن الجيش الاردني في يوم من الأيام جزءا أصيلا من بناء وكينونة الدولة وحامي سياجها ؟ ....ألم يمر على الدولة رجال عظماء ....ألم يكن الملك حسين رحمه الله هو الضامن والحامي لكم ..من أنياب من كانوا يريدون وضعكم في زاوية اللجم والتهميش , ألم يحتضن الملك حسين حماس ..ولولاه لما كانت هذه الحركه بهذه القوه والحضور ....ألم يكبح جماح إسرائيل واخرج الشيخ أحمد ياسين من السجن عنوة (وغصبن) عن إسرائيل ..الم ينقذ حياة خالد مشعل ...اين هؤلاء كلهم من خطابكم وأنت تدرك سماحة الشيخ الجليل أن هؤلاء جزء اصيل من الدولة وهم بناتها ....
أنتم في مرحلة خطيرة , ولانك معتدل ورزين أدعوك أن تنتبه وتدرك جيدا أن خطابكم في المرحلة الأخيرة وخصوصا لدى جيل الشباب بدأ بخطاب حاقد إقصائي للدولة , ومازال هناك متسع من الوقت لتصحيح هذا الخطاب ...وأنت تدرك سماحة الشيخ أن الدولة إذا مست أو تكسرت مؤسساتها وغابت قوتها ...فالسبب سيكون سياساتكم ..ومسيراتكم وخطابكم السياسي ووقتها جميعا سندفع الثمن ولكنك ستدفعون ثمنا أعلى ....بحكم أن الأردن دولة ذات جغرافيا خطيرة ..والعالم في لحظات الخطر سيكون معنيا بالأردن وليس بتنفيذ أحلام أو طموحات الإخوان .
سماحة الشيخ ...
قلبي يعتصره الألم وأنا أراقب نشاطات الأخوان عبر منشوراتهم , واراقب الدولة وأحزن ودعني هنا أقول لك أمرا مهما ..يفضح أو يكشف الفارق بين دولة رحيمة حنونة..وتيار يحاول شطبها ..يوم الجمعة الماضي وحين خرج الشيخ سالم الفلاحات من المسجد الحسيني كان برفقته مجموعة من الضباط ومجموعات من الأمن الوقائي , وقتها سألت اللواء فاضل الحمود فأجابني أنهم لحمايته ..خوفا من التعرض لأي سوء ...وفهمت فيما بعد أنكم جميعا:- أنت وأبو السكر والشيخ همام ..وكل قيادات الأخوان تصرف لهم حماية في المسيرات حتى لا يتعرض لكم أحد بسوء ...وهذا في النهاية إعتراف من الدولة بكم وبتزعمكم لتيار عريق ..ولكن في اللحظة التي تنتهي المسيرة فيها , وحين تفتح مواقع التواصل الإجتماعي للإخوان لاتجد سوى شعارات الإخوان وكلاما غريبا عجيبا عن الشرطة ..وصور شهداء حماس , والدعوه للجهاد ...وعلم الثورة السورية ....تجد منتجا غريبا من إقصاء وتشويه وشطب الدولة .
سماحة الشيخ الجليل ...
المقلوبة إذا كانت (مالحة) فاللوم على الطباخين ...أنتم قلبتم معادلة خطيرة في سلوككم السياسي وصرتم تهاجمون (المقلوبة ) ذاتها ....وبالتالي أفرزتم جيلا جديا من الإخوان صراعه مع الدولة وليس صراعا مع سياسات أو أشخاص , وبالتالي فالمرحلة القادمة بدأت تفرز جيلا في الصف الاخر خائفا على الدولة ولم يعد ينظر لكم كتيار سياسي بل صار ينظر لكم كأعداء لتاريخه ..ولدولته فأبناء شهداء القوات المسلحة لن يسمحوا لكم بتخليد شهداء الثورة السورية ونسيان ابائهم ..والذين قرأوا تاريخ وصفي التل لن يسمحوا لكم في لحظة بأن تهتفوا في الشوارع التي بناها وأمنها رفاق وصفي ...(لحسن البنا) , وتنسون هذا التاريخ ....وأنا لن أسمح لأحد بأن يلغي تاريخ حابس المجالي أو يتطاول عليه ويستبدله ..بالهتاف للإصلاح وشتم أدوارنا ومواقفنا السياسية ...
لاحظ سماحة الشيخ أنتم الان أصبحتم في مواجهة ليس مع الحكومات, بل مع جيل بنى اباؤهم الدولة ..وهؤلاء سيقاتلون لأجل هذا الإرث ...
إن جماعة الإخوان تحتاج لأن تعيد بناء نفسها من جديد بتوافق شعبي وبتحديد هويتها كحركة أردنية ملتصقة بتاريخ وجذور هذا الوطن ...دون صدام مع الدولة أو الناس ...
سماحة الشيخ ...
بإمكاننا أن نأكل مقلوبة في الأردن ...بإمكاننا أن ننعم بالرضى وأن نقول الحمد لله ..فمن يملك عينا جميلة يرى الأشياء جميلة ..ومن يملك قبحا في قلبه سيرى كل شيء قبيح ...حماك الله سماحة الشيخ .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة