كنا نشكو خلال ربع القرن الماضي من سرعة التداول على الدوار الرابع، فهل يكون الدكتور عبد الله النسور هو الرئيس المحظوظ الذي تنكسر القاعدة على عهده، فيكمل أربع سنوات حساسة، تمثل مرحلة الانتقال بين مرحلتين في الاقتصاد والسياسة والإصلاح.
خلال هذه السنة جرت مياه كثيرة تحت الجسور، فقد بدأ تطبيق الإصلاحات الدستورية، وجرت انتخابات برلمانية بإشراف هيئة مستقلة، وتم تنفيذ الجزء الأول من برنامج التصحيح الاقتصادي بشكل مقنع ، مما سمح بتدفق المنح العربية والأجنبية، وأرسلت الحكومة إلى البرلمان مشاريع قوانين أساسية، كضريبة الدخل والضمان الاجتماعي، ولكن البرلمان لم ينجز أياً منهما للأسف، لأنه تفرغ لما يسمى عملية مراقبة الحكومة التي فهمها البعض على أنها مناكفة الحكومة والظهور على الهواء مباشرة بمظهر الشجاعة والجرأة.
اكتسبت حكومة النسور لقب حكومة رفع الأسعار، وأعطاه البعض لقب بطل العالم في رفع الأسعار! والحقيقة أن الحكومة لا تسيطر إلا على أسعار عناصر محدودة هي المحروقات والكهرباء والماء والخبز والأعلاف، وفيما عدا ذلك فالأسعار متروكة للعرض والطلب بدون تدخل.
بقدر ما يتعلق الأمر بالمحروقات جرى تحديد الأسعار المحلية شهرياً على أساس الأسعار العالمية التي ترتفع وتنخفض، وبذلك تم تحييد تقلبات أسعار النفط عالمياً على الموازنة العامة وحصل المستهلك على تعويض نقدي. وكانت المحروقات أحـد عوامل العجز، وأما الكهرباء فقد تمت حماية الاستهلاك المنزلي حتى بداية العام القادم، واقتصر الرفـع على الفعاليات الصناعية والتجارية والفندقية، وكان رفع أسعار الكهرباء في السابق يتم بدون إعلان ويلاحظه المستهلكون بعد عدة أشهر من تطبيقه، وأما مياه الري فلا يتم المساس بها، علمأً بان دراسة موضوعية أثبتت أن صادرات الأردن من الخضراوات فيها مياه تزيد قيمتها الحقيقية عن حصيلة الصادرات! أي أننا نصدر الماء. دعم الخبز تحت البحث فيما يخص استهلاك غير الأردنيين، ودعم الاعلاف ينتج خرافاً رخيصة للتصدير وتحقيق أرباح على حساب الدعم.
وعلى كل حال فإن التعامل مع أسعار هذه العناصر يشكل جزءاً من برنامج التصحيح الاقتصادي، وكان سيتم سواء كان النسور هو الرئيس أم غيره .
هناك فرق بين النسور والرؤساء الذين سبقوه كان يجب أن ُيحسب له ولكنه انقلب عليه، وهو أنه قبل أن يوافق على رفع أحد الأسعار أو زيادة إحدى الضرائب يحاول تسويق القرار وتبريره لإقناع الرأي العام، بينما كان غيره يأخذ القرار وينفذه ثم يدافع عنه فيما يعد كأمر واقع، أي أن النسور اختار الأسلوب الديمقراطي واحترام الرأي العام ممثلاً بالإضراب والنقابات والصحافة وغيرها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو