السبت 2024-12-14 04:17 ص
 

شهر دامي على الاردن .. وناقوس الخطر يطرق ابواب الاردنيين

04:37 م

أحمد المبيضين - لا يكاد يمر يوم على الاردن الا ويستيقظ أفراد مجتمعه على خبر انتحار جديد عن الذي سبقه في ذات اليوم بساعات او لليوم الذي قبله، وخاصة ان من يقوم بفعل الانتحار هو شخص بالغ راشد عاقل ، الا اغلب مرتكبي هذا الفعل قد تعرضوا لضغط نفسي وعوامل اجتماعية قاهرة دفعتهم الى الاندفاع والاقدام على الانتحار اما حرقاً او شرب الادوية او باطلاق النار على انفسهم ، او القفر من الطوابق العالية للبنايات السكنية . 


وبحسب الاحصائيات المسجلة لدى الاجهزة الامنية ، فان حالات الانتحار خلال السنوات الماضية كانت في زيادة متفاوتة ومتواصلة ، اذ ارتفع عددها من 39 حالة انتحار عام 2011 إلى 86 حالة انتحار عام 2012 ثم 108 حالة عام 2013 ، لتنخفض في عام 2014 إلى 100 حالة، وتعاود الصعود في عام 2015 إلى 113 حالة انتحار ، ولتصل الى 117 حالة في عام 2016 .


شهر شباط الماضي من العام الحالي ، سُجل في دفاتر الطب الشرعي وذاكرة الاردنيين 13حالة انتحار مختلفة التنفيذ و7 حالات اخرى 'محاولة انتحار' ، باءت بالفشل لمرتكبوها ، الامر الذي يدفع بالاجهزة الحكومية والاهلية بالوقوف واعادة الحسابات المجتمعية ودق ناقوس الخطر وايضاء الضوء الاحمر ، كدليل واقعي على ان هناك ازمة تحدث في المجتمع الاردني ، ويجب البحث والتعمق عن ماهية الاسباب التي دفعت شباباً وفتيات ورجال الى انهاء حياتهم بطرفة عين.


مختصون في علم الاجتماع ، اجمعوا في حديثهم لموقع الوكيل الاخباري ، أن الدوافع والاسباب واحدة مهما تعددت ، والتي تعود الى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، والتي تدفع بالمنتحر في نهاية طريقه الى الانتحار ، لافتين ان ضعف الوازع الديني وعدم اكتمال الإيمان والاستسلام لليأس وعدم التحلي بالصبر، هي الاسباب الاولى والاخيرة للاقدام على هذا الفعل الشنيع .


واضافوا ان هناك اسباباً كثيرة تعود بالدفع للشخص لاقدامه على الانتحار ، منها الاصابة بأمراض واضطرابات نفسية والشعور بالظلم والقهر في منزله ، عمله ، مجتمعه ، وعدم رضاه عن مسار حياته ، او بوجود ضغوط اقتصادية ممزوجة بحدوث تفكك اسري ، والاعتقاد الخاطئ بأن إزهاق الروح سوف يسهم بحل جميع المشاكل والضغوط المترتبة على المنتحر .

اضافة اعلان


وبين الخبراء ان الحلول الاولية لهذه الازمة الدخيلة على مجتمعنا الاردني المتعارف عليه بتمسكه الكبير بقيمه وتعاليم دينه وعاداته وتقاليده تتمثل بوضع خطط سريعة متزامنة السرعة في التنفيذ من قبل الحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين وتأمين الحياة الكريمة لهم ، اضافة الى العمل الجاد من قبل الجهات الامنية لمكافحة آفة المخدرات ، والى وضع برامج تثقيفية وتوعوية نشرها من خلال وسائل الاعلام ومواقع التاواصل الاجتماعي وتدريسها في المدارس والجامعات.

 

دائرة الافتاء الاردنية ، بينت لموقع الوكيل الاخباري ان الانتحار حرام شرعاً ، وأنه من أكبر الكبائر بعد الشرك، لأنه قتل نفسٍ هي ملك لخالقها تعالى وليس لصاحبها ،وان النفس حرمتها عظيمة، وأمانة الإنسان عليها كبيرة، وأنه لم يرد في نصوص الشرع أي نصاً يبيح للإنسان قتل نفسه مباشرة، في أية حالة يكون عليها، أو أي ظلم وقع عليه، وقد حرم الله تعالى أن يقتل الإنسان نفسه في صريح قوله سبحانه: ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ) 



وأكدت الدائرة أنه لا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت لضُرٍ نزل به، وإذا وجد المسلم نفسه تحدثه بالانتحار أو شيء من ذلك، فعليه أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والاستغفار والإكثار من عمل الطاعات وتذكّر الآخرة وما أعد الله فيها للصابرين من أجر وثواب ، مشيرة الى من يقدم على هذا الفعل وارتكابه قد ارتكب جرماً كبيراً وتعدى على حدود الله التي لم يجز لأحد تجاوزها ، ليكون مصيره العذاب الأليم ، والله تعالى اعلم .

 

وكان موقع الوكيل الاخباري ، في بداية العام الحالي قد شارك  زواره باستفتاء تناول عنواناً 'برأيك .. ما سبب ارتفاع نسبة الانتحار في الأردن؟' ، حيث أرجع أكثر من نصف زائري الموقع الى ان سبب ارتفاع نسبة الانتحار في الاردن تعود الى قلة الوازع الديني لدى المنتحرين ،وبنسبة 53.03% من متصفحي الموقع  .

 

فيما اعتبر 42.63% من زوار الموقع أن 'الفقر و البطالة' هو السبب الثاني الذي يدفع للانتحار ، في حين قال4.33 % منهم إن اسباب اخرى وراء الانتحار.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة