السبت 2024-12-14 04:42 ص
 

صور الفقراء ليست ثمناً للصدقات

09:38 ص

من فضل الله تعالى ان جعل للصدقة والزكاة وكل عمل خير قواعد واخلاقيات وأول هذه ا?مور ان تكون النية خالصة لوجه الله تعالى. وإ? تحولت الى فعل ايجابي لكنه بلا أجر او ثواب و?يسمى زكاة او صدقة.اضافة اعلان

ومن هذه القواعد ان هذا الخير يجب ان ?يمس كرامة الفقير. سواء من خلال المن وا?ذى ممن يقدم الخير اومن خلال تحويله الى وسيلة ?ظهار كرم وتقوى من يقدم. وهذا يكون من خلال ا?ستعراض او من خلال تحويل عملية الصدقة الى مادة اعلامية يشاهد الناس فيها من ياكل وجبات الخير او من يتسلم كرتونة مساعدات او من يقدم له المحسنون وجبة طعام او مجموعة ملابس قبل ان يقيسها ويعرف ان كانت مناسبه له.
الخير فعل يفترض انه لدوافع ا?جر والثواب او لدوافع انسانية وقناعات وكلا ا?مرين ?يتعارض مع حق الفقير ومتلقي « خدمات الخير « في ا?حتفاظ بكرامته.
نفهم وجود دوافع ?ستخدام ا?علام لغايات اشاعة قيمة العطاء وفعل الخير لكن ليس من خلال تحويل ا?نسان الفقير واسرته الى فيديو كليب عبر مشاهد وموسيقى تصويرية. وكان من يقدم الخدمة الخيرية ليس فاعل خير بل فاعل استعراض لوسيلة ا?علام ومن يتبرع.
عمل الخير الذي ?يعطي اهمية لكرامة الفقير والمحتاج له اسم خير. واراقة ماء وجوه الناس بحرارة كاميرات التصوير. او تحويل قصص فقرهم الى سهرات وتعاليل وتقارير اعلامية امر يستحق المراجعة.
هنالك مساحة للتوفيق بين حث الناس على الخير. وبين اهدار كرامة الفقراء امام الكاميرات يشاهدهم الناس ا? اذا كانوا يتاجرون بفقرهم او يتصنعون فقرا لغايات الحصول على اموال ومواد عينية حتى لو اساءوا الى المجتمع.
علينا ان ?ننسى ان اراقة ماء وجوه الفقراء وكسر الحواجز لديهم من خلال ا?ساليب ا?ستعراضية في تقديم المساعدات ثمن كبير ندفعه من قيمنا ويستفيد من يقدم مساعدات يتم خصمها من الضرائب لكنه يريد فعل الخير اعلانات له كفرد او جهات. ومن كان ان يقدم شيئا لوجه الله فان الله تعالى سميع بصير. دون الحاجة الى تقارير اعلامية او سهرات على فضائيات ابطالها المحتاج ومعاناته وفقره وصور البيت البائس الذي يسكنه ووجوه اطفاله.
يمكننا ان نقدم للمحتاج وان نخفف فقره دون ثمن كرامته. وهناك الكثير من الخيرين الذين يقدمون دون ضجيج.او اذى ومنّ. فالخير له اساليبه واخلاقياته التي ارادها الله تعالى وطلبها من فاعلي الخير.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة