الوكيل الاخباري- الاغوار الجنوبية -ممدوح النعيم: تدور قصة البؤساء لفكتر هيجو حول بطل الرواية ' فالجان' الذي سجن عشرين عاما لسرقته رغيف خبز وبقي متهما ومطاردا بعد خروجه من السجن إلى أن مات . رواية شاهدها عبر الشاشات الكثيرين كما وسبق أن قرائها الملايين , وهي تلك الرواية اخذ العديد من الكتاب يقتبسون ويسقطون صور المعاناة على واقع الفقر والبؤس دون ان يلتفت احد الى هناك واقعا اشد قسوة مما كتب هيجو وأكثر وجعا من ألم ' فالجان '
البؤس في عيون الأطفال سؤال ... ومن الصعب الإجابة عليه من إنسان يمتلك بداخله القيم والمعاني الإنسانية الحقيقية لان نظرة الحرمان والبراءة الدامعة من عيون الأطفال اكبر من حجم الكلام ... عندما تذهب إلى مواقع البؤس والشقاء اشد ما يؤلمك نظرات الأطفال التي تقف على عتبات مساكن يقال عنها بيوت تؤويهم للنوم لساعات ينسون خلالها طموحاتهم وأحلامهم ليعودوا بعد الاستيقاظ اشد حزنا وأكثر عناء , يعودوا يمارسون ألعابا بدائية جبل طينها بدموعهم ... أزهار تتوزع هنا وهناك لا تعرف إلى أين تمضي وما نهاية الطريق, الحوار عندهم يبدأ بنظرة استنكار , و بصمت طويل ابلغ ن العبارات صمتهم رسالة لنا جميعا تقول ما نفع الكلام .
في الأغوار الجنوبية التي تتبع محافظة الكرك وتبعد عن العاصمة عمان ما يقارب 150 كيلو متر تقطن اسر تعاني البؤس الحقيقي , ومؤسسات المجتمع المدني غير قادرة على تقديم الدعم الذي يحسن من معيشة الناس كما يشير إلى ذلك رئيس ائتلاف الجمعيات الخيرية في الأغوار الجنوبية فتحي هويمل الذي يضيف ' نسبة الفقر هنا مرتفعة والناس تحتاج إلى تحسين واقع معيشتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية , الفقراء يسكنون في شبه منازل لا تتوافر فيها ابسط متطلبات العيش الكريم .
يقول احد الشباب متحدثا بعد رفض وعدم قناعه بأي حديث ' نحن بشر لنا أحلام وطموحات لكننا نشعر بان العالم يعاقبنا على فقرنا لا احد يهتم بنا الكثير من الأمراض منتشرة بين الأطفال معاناتنا أصبحت مسلسل تلفزيوني لمن يريد ان يسوق نفسه بأنه مهتم بالفقراء خاصة المسئولين.
قيل لا يعرف الشوق إلا من يكابده لكن في الأغوار الجنوبية تتبدل المقولة لتصبح لا يعرف المعاناة إلا من يكابدها .
انتصار محمد ابراهيم تسكن وأفراد أسرتها المكونة من 10 أفراد في بلدة السمار من غور الصافي التي تبعد عن مركز المحافظة الكرك ما يقارب من 80 كيلو متر .
تتقاضى انتصار الأم لعشرة من الأطفال وزوج يحمل جنسية إحدى الدول العربية مبلغ 45 دينار من صندوق المعونة الوطنية , وتقييم وأسرتها بمعرش بلاستيكي يزيد من حرارة الطقس المرتفع أصلا ,يضطر أطفالها الذهاب الى المدرسة سيرا على الأقدام, يقطعون كل صباح مسافة 12 كيلو متر من اجل الوصول الى المدرسة وذات المسافة بعد الرجوع الى ما يسمى مسكنهم أطفال يعانون الحرمان لا مياه صالحة للشرب تتوفر لهم ولا كهرباء والصمت بالنسبة لهم ابلغ من الكلام .
الكثير اخو القليل أمام الحاجة الملحة لمتطلبات الأبناء , السعي لتامين الحد الأدنى من متطلبات الحياة يعد صراعا من اجل البقاء, أطفال لديهم أحلام , بامتلاك الألعاب والعب في الملاعب وشراء الملابس أسرة عبد الرزاق الخنازره التي تتقاضي مبلغ 130 دينار من الضمان الاجتماعي تقف على باب الأمل في تحسين واقع معيشتها بظل ارتفاع كلف الحياة فنضف الراتب يذهب إيجار لغرفة لا تكاد تعرف بأنها محل سكن .
اشد ما يؤلم الفقراء ان غالبيتهم خدموا الوطن بإخلاص منهم المزارع الذي بات ينتظر موافقة المعونة الوطنية على تخصيص مبلغ شهري له ولأسرته ومنهم الحارس او خادم المسجد الذي حصل على راتب تقاعد ضمان اجتماعي لا يغطي كلف الماء والكهرباء ان وجدت في بعض المنازل .
ونستمر مع حالة المعاناة في مناطق الأغوار الجنوبية وأسرة المرحوم تيسير محمد النواصرة التي تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية, تزوج المرحوم تيسير من سيدتين ليترك خلفه 11 من الأبناء تعيش الزوجتين في بيت هو عبارة عن معرش من الطوب والخشب والزينكو ولا توجد اية مصادر دخل .
الأطفال الزهور التي تذبل رويدا أمام عتبات ما يسمى بالمنازل محرومة من ممارسة حقها بالعب وامتلاك الألعاب والسبب ببساطة لا تتوافر مع ذويهم ثمن شرائها ا وأنها ليست من الأولويات تامين وجبة طعام أهم .
أسرة سعد محمود الدغيمات التي يبلغ عدد أفراد أسرتها 14 فردا تقييم في غرفة واحدة , والوالد يعمل بالزراعة مقابل اجر يومي يتلاشى أمام ثمن الخبز او فاتورة الكهرباء , ويبقى الأطفال من يدفع الثمن من آمالهم وأحلامهم .
رئيس ائتلاف الجمعيات الخيرية فتحي هويمل يطالب الحكومة بإعطاء مناطق الأغوار الجنوبية مزيدا من الاهتمام من خلال تشجيع الاستثمار وإقامة المشاريع التي تؤمن فرص العمل لأبناء المنطقة ' تحسين الواقع الاقتصادي سوف يعالج الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل معالجة السلوكيات غير السوية لدى من يرون ان تعاطي المخدرات هو الحل , للهروب من الواقع , إضافة الى معالجة ظاهرة الطلاق, فالعديد من الشباب يتزوج ويقيم مع عائلته الكبيرة بسبب عدم المقدرة على بناء مكن مما يحدث المشاكل وبالتالي يوقع الطلاق '.
ويضيف هويمل ' للفقر استحقاق صعب على حياة الناس هناك من لا يستطيع إرسال طفله للمعالجة اذا مرض او للدراسة ,وهناك من يحرم أبناءه من ممارسة حقه الطفولي, من اجل شراء الطعام الفقر والحرمان بيئة خصبة ومفتوحة على كل الاحتمالات التي تقود الى دما أي مجتمع ونحن نريد لمجتمعنا ان يبقى متكاتفا قويا منتميا آمنا '.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو