"صور وفيديو" حبات الخير تغسل أرصفة عمان .. وأهلها يتضرعون لربهم بتطهير قلوب أبنائها

الوكيل - ماجد الدباس - تصوير خالد توفيق - ما أن نزلت حباتُ الخيرِ منهمرةً ليلةَ الأمس حتى ارتدت شوارعُ العاصمةِ وأرصفتها حلةٌ طاهرةٌ نقية تنادي على أبنائها 'اشتقتِ إلى الشتاء وطقوسه؛ اشتقت إلى فصل الخير يا أهل الخير' .

المطر الذي غنى له أهل الطرب وصار محوراً لأغنياتهم التي صَدحت بها حناجرٌ سَمعَ بوحُها الملايين عبر الوطن العربي الكبير ‘ذاك الذي يحن إلى أيام رومانسية فقدناها في أيام دارت على أهلها الذين ما زالت قلوبهم تَقطرُ بالخير والكرامة .

ما أن تُشم في الأفق رائحة المطر حتى تاخذ المدينة الأروع استعراضاً كريستالياً تَرتَسِم ملامحهُ على أجسادِ الناس وعقولهم ، قلوبهم وعيونهم ، يراقبُ الناسُ زائرهم ساعة فساعة لحظة بلحظة متأملين فيه خيراً يطلُ برأسهِ مع السحب القادمةِ من هناك.

وما أن يعانقَ قَطرُ الماء الأرض المشتاقة حتى يتذكر الخلان خلانهم ، ويبدأون في نسجِ قصةٍ يملئُ الحبُ أركانها ويقلبُ الوله صفحاتها التي تجلسُ في حضن كفتين عابرتين كتلك التي 'تزورنا كل سنة مرة' .

'رجعت الشتوية' وصار دفئ الأحضانِ لا ينفكُ عن المدفأة ؛ فمن أثقلت كاهِلَهم العزوبية يجدون في 'صوبتهم' المُتقدة ودلةَ القهوة التي تغلي على مَرجلِها رفيقاً لا يخون وجليساً لا يهون ،فيما ينتظر من وجد قرينتهُ ساعات المساء ليعيشَ الدنيا كما خلقها ربها أدم وحواء .

شتاء ومطر، ثلجٌ وبَرد كلها مفردات تطربُ لها أذان سكان مدينتنا تمرحُ فيها عروسَتِنا بحلتها اللذيذة ، وتنادي على أقرانها القادِمات من خلف البحار لا تنسوا 'حوشنا' من طرحتِكم البيضاء السنوية لتتماهى مع قلوب البشر وتُعقِمها من دَرَنِ نارٍ ذاتِ شرر.