الخميس 2024-12-12 05:01 م
 

عبر النوافذ أم إلى الداخل؟!

06:25 ص

تتكرر على ألسنة المسؤول?ن مقارنة بمن ھو أسوأ حا?ً منّا، وذكر لم?زات ا?من وا?ستقرار اللذ?ن ننعم بھما في الب?د. ?ت?زم مع ذلكاضافة اعلان

شعور غامر بأنّنا عبرنا فترةً حرجة وقاس?ة خ?ل العام?ن الماض??ن، وتجاوزنا منعطفات كب?رة، من دون أن ?ھتز ا?ستقرار والنظام،
!..بخ?ف ما حدث ف?ما ?سمى بدول الرب?ع العربي، التي انتھت ف?ھا الد?مقراط?ة إلى دماء وفوضى وو??ت ومشرّد?ن
ھذا ھو المنطق الرسمي السائد. وھو إن كان ف?ھ -ل?مانة- شيء مت?ن من الوجاھة والحجّة، ?تأسس على شعور المواطن?ن ا?ردن??ن
عموماً بالراحة وا?طمئنان إلى حالة ا?من العام، وعدم الولوج إلى متاھات خط?رة، إ?ّ أنّ القناعة التي تترتب على ھذا المنطق ? تتمثّل
بالضرورة في بقاء الحال الراھنة، وإنكار أھم?ة ا?ص?حات الجوھر?ة الحق?ق?ة، أو ا?دعاء بأنّ ا?من ?تناقض مع الد?مقراط?ة، أو حتى
إدانة الرب?ع والثورات العرب?ة، وكأنّھا ھي التي جرّت الثبور للشعوب العرب?ة، أو القول بأنّ الشعوب العرب?ة ما تزال غ?ر مؤھلة
.ل?ص?ح
بالطبع، تكمن الخش?ة في أنّ تنتھي ھذه الخ?صات إلى القول بأنّ الحل والبد?ل الوح?د ھو ما كان عل?ھ ا?مر قبل الثورات العرب?ة! فمثل
ھذا المنطق، وإن كان ?بدو متماسكاً وقو?اً على السطح، ومسنوداً بھالة الواقع، إ?ّ أنّھ مسكون بالتناقضات وا?شكال?ات الداخل?ة، و?قفز
عن حقائق ومعط?ات مھمة ورئ?سة، و?ؤدي إلى خ?صات مغلوطة، تس?ر بنا في ا?تجاھات الخاطئة؛ نحو تكر?س ا?زمات ? البحث
.عن حلول ومسارات متدرّجة صح?حة
في المجمل، ?قفز ھذا المنطق عن أھم بند في الموضوع، والمتمثل في أنّ ما أوصلنا إلى الثورات العرب?ة أو ا?نفجارات الشعب?ة، ھو ذلك
الواقع السلطوي الفاسد الذي تحكّم بالمجتمعات العرب?ة خ?ل العقود الماض?ة، ووصل إلى ذروتھ في السنوات ا?خ?رة، عندما أغلق
.ا?بواب والنوافذ أمام الشعوب للوصول إلى تغ??رات سلم?ة جوھر?ة حق?ق?ة في قواعد اللعبة الس?اس?ة
حدثت الثورات عندما فقدت الشعوب القدرة على استنبات ا?مل من وحل ال?أس وا?حباط اللذ?ن ھ?منا على المناخ العام في أغلب
المجتمعات العرب?ة. وكذلك مع الغرق في بحور البطالة والفقر، وفشل مشار?ع التنم?ة، وقصور الفرص ا?قتصاد?ة، واخت?ل ق?م العدالة
ا?جتماع?ة والمساواة أمام القانون، وظھور الطبق?ة الفجّة والمداخل غ?ر المشروعة للثروات، وانتشار مشاعر الحرمان ا?جتماعي..
.إلخ، مع غ?اب التمث?ل الس?اسي الحق?قي الذي ?متص ا?زمة الس?اس?ة، و?تحكّم بأبعاد ا?زمة ا?قتصاد?ة
مثل ھذا الواقع البائس ھو الشرط الموضوعي ل?نفجار أو الثورات أو حالة الفوضى والعنف. وھو ما ?زال قائماً، بل ?زداد ضراوة
!وتأث?راً مع لجوء الدول العرب?ة إلى س?اسات ل?برال?ة اقتصاد?ة من دون كوابح اجتماع?ة، وب? مشروع?ة س?اس?ة عم?قة
ربما رفعنا سقف توقعاتنا وطموحاتنا مع الرب?ع العربي، وقفزنا في تلك اللحظة الروح?ة عن منطق السنن التار?خ?ة والقوان?ن
ا?جتماع?ة، ونس?نا أنّ حالة الد?مقراط?ة وا?نتاج والتحضر ل?ست ول?دة لحظة خاطفة أو قرار س?اسي، بل ھي عمل?ة متراكمة،
ومخاضات متتال?ة، كما حدث في تار?خ الشعوب الغرب?ة. إ?ّ أنّ ما ?حصل ال?وم ل?س ثمرة الحر?ة والد?مقراط?ة، بل ھو محصول العفن
وا?مراض المترتب على فترات طو?لة من الفساد والدكتاتور?ة وغ?اب الحر?ة. وكلما صمتنا عل?ھا ازداد وضعنا سوءاً، وأصبحت
!ا?مراض أكثر استعصاءً
الخ?صة البد?لة التي أر?د ا?نتھاء إل?ھا ھنا، تتمثّل في أنّ تقد?رنا وحما?تنا لق?مة ا?من وا?ستقرار، ?تطلبان النظر إلى الب?ت الداخلي، ?
من الشباك لما حولنا؛ لنفتش عن أزماتنا ومشك?تنا، ونتطلع إلى ا?مام نحو ا?ص?ح والتغ??ر والتطو?ر، س?اس?اً واقتصاد?اً ومجتمع?اً،
!فالوضع الراھن ھو 'برم?ل بارود' ? م?ناء س?م


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة