على هامش برنامج الجزيرة عن استشهاد وصفي التل

الوكيل - مجدي الباطية - أذاعت قناة الجزيرة حلقتين من برامجها الوثائقية عن ظروف استشهاد الرئيس وصفي التل في القاهرة عام 1971 .اضافة اعلان


و تحدث البرنامج عن التحاق وصفي التل بالجيش البريطاني كمعلومة مطلقة ولم يفسّر الأسباب التي أوردها وصفي التل وغيره من رجال ذلك الزمن الى حاجتهم للتدريب والخبرة العسكرية لمواجهة العصابات الصهيونية التي كانت جيشا ً في مرحلة التكوين .

وذلك على يد جيش محترف استقطب الاف الجنود والضباط من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك مئات الصهاينة الذين شكلوا فيلقا ً كاملا ً في الجيش البريطاني باسم الفيلق اليهودي وقد أصبح في حرب عام 1948 نواة الجيش الاسرائيلي.

وفي هذا الشأن يقول الاعلامي ناهض حتر الذي شارك في الحلقات لـ 'الوكيل' ان البرنامج حاول عرض عدة وجهات نظر ، وانه اجاب على هذا الامر في نفس الحلقات ، عندما قال ان حركة القوميين العرب دعت الشهيد للانضمام بالجيش البريطاني

ليتمكن من قيادة المقاومة ضد الصهاينة لاحقاً ، وهو الامر الذي حدث في حرب الـ 48 حيث كان له دوراً قيادياً الى جانب المقاومة ضد العصابات الصهيونية .

وزاد حتر ان الشهيد وصفي كان له دوراً مهم واساسي في التاريخ الاردني المعاصر ، اوجزها في ثلاثة اسباب رئيسية .

اولها انه كان متمسكاً بالولاية العامة للحكومة ، حيث كان قادراً على فرض ادارة قوية ومعادية للفساد ، عندما عمل منذ استلامه منصب رئاسة الوزراء على تطهير اجهزة الدولة من الفساد والفاسدين .

والسبب الثاني - يضيف حتر - انه كان الشخص الوحيد على الاطلاق الذي يملك خطة اقتصادية اجتماعية لاحداث التنمية المستدامة ، في الزراعة والصناعة ، وخلق فرص عمل ، وغيرها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية .

واخيراً ان الشهيد هو من ادخل ابناء الشعب للحكومة والوزارة والمناصب العليا ، حيث كانت هذه المناصب تقتصر فقط على ابناء الذوات ، وممنوعة على ابناء الحراثين ، يقول حتر .

وعن ابرز اسباب الخلاف بين الشهيد وحركات المقاومة في ذلك الوقت يقول حتر انه كان معادياً لاسرائيل ، ويرفض الحل السلمي ، وكان يريد انشاء قوة مقاومة منضبطة تعمل على طريقة حرب العصابات ، وهو الامر الذي طبقه حزب الله ونجح فيه بعد 25 عاماً من رحيل الشهيد .

وهذا الاسلوب الذي كانت ترفضه حركات المقاومة في ذلك الوقت ، وما ادى الى صدامه معها .