السبت 2024-12-14 04:50 ص
 

عمّان التي أبحث عنها

06:25 ص

زمان ..عندما كنتُ أفعل الأفاعيل لكي أزور عمّان ..لم تكن عمّان (هذه ) ..! لم تكن تحبسني في الاسمنت ..وتمنع عنّي خضارها و طفولتها ..ورائحتها التي تتطاير إلى كل المساحات و المسافات ..!اضافة اعلان

كانت ..أنثى ..تقف أمام مرآتها ..تضع الكحل الشرقيّ ..و روجاً خفيفاً على الشفتين ..و تجدّل شعرها سبعة جدائل ..كل جبل من جبالها بجديلة ..كانت تضع عطر الأرض ..فلا يقترب مشتهٍ إليها إلا ووقع في (دباديبها ) ..!
اليوم ..ضاعت (عمان ) في الزحام ..في العمارات التي تغمض عينيك و تفتحهما وإذا بها منتصبة أمامك تحجز عنك خصوبة الأرض و طهارة الطفولة و تصنع من كل مساحاتك المفتوحة ..زنزانة متنقلة لا تسمح بالرؤية إلاّ من (طاقتها) الصغيرة التي فوق ..!
عمّان تغرق بالاسمت ..بل عمّان بحر من الاسمنت ..وهذا بعرف المقاولين اسمه ( عمار ) ..ولكنه بعرف الحالمين بالبراءة ..وبعرف المُحبين و العاشقين اسمه (دمار) ..!
ليس أثقل على الحبيب من بلادة حبيبته ..من أن يتحوّل شعرها السابل إلى باروكة ..أو جدائلها إلى أسانسيرات ..وكحل عينيها الأسود إلى حبر وصبغة ..! ما أثقل حبيبتك عليك ..حينما تستخدم البوتكس و الجل و الشفط و الاصطناعي ..!
صورة حبيبتك عمان بين يديك ..وها أنت تهيم في شوارعها بحثا عنها ..عن تلك الصبيّة بمريول مدرستها الأخضر ..بمزارعها ورائحة فقوسها وخيارها هنا وهناك ..!
هرمنوك ..لأنك حبيبتي فقط ..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة