السبت 2024-12-14 09:59 ص
 

عيد مبارك

01:26 م

بداية أرجو أن أبارك للجميع بالعيد السعيد والذي يأتي بعد عبادة مفروضة وكتتويج وابتهاج بعد صوم شهر الرحمة والغفران والعتق من النار، كما وأرجو أن أبتهل الى الله تعالى بأن يلقى صيامنا جميعا القبول عند ربّ العزّة لننال الأجر والثواب.اضافة اعلان


في يوم العيد نلج عالم الفرحة صغارا وكبارا لنعبّر عن حالة الفرح كلّ حسب هواه، ولكن لا بدّ من همسات تذكيرية ليصبح العيد أكثر بهجة، وسأتحدّث هنا عن سلوكيات العيد بحلوها ومرّها!

في يوم العيد ومن الصباح الباكر نلبس صغارا وكبارا الجديد للتعبير عن سعادتنا به والتي لا يمكن أن تكتمل الّا اذا أعطينا الغير لنحقق التكاملية في مجتمع التكافل والتراحم والتواد، فنبدأ بالذي هو خير صلاة العيد بالمسجد ونصافح بفرح المصلّين على أمل قبول عبادات الصوم والصلاة والدعاء والتضرّع والقيام، وبعدها نعايد الأطفال والأولاد ونبدأ واجب زيارة الوالدين والمقربين والأصدقاء والجيران ونصل أرحامنا ونُزار أيضا من قبلهم وآخرين طوال أوقات العيد، ولكننا يجب أن لا ننسى زيارة المقابر لقراءة الفاتحة على أرواح الأموات والدعاء لهم فهم السابقون ونحن بهم لاحقون، ولكننا أيضا يجب أن لا ننسى الوفاء بالتزاماتنا تجاه الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمحرومين، وكما يجب علينا زيارة المرضى وبيوت العزاء للأخذ بيدهم والدعاء لهم!

في يوم العيد يتوجّب علينا العزف على وتر ثقافة التجديد والخروج عن المألوف والنمطية المقيته أيضا، لنجدّد حياتنا الرتيبة وننفض غبار الهموم والأحزان وننطلق انطلاقة جديدة فيها عزم أقوى للعمل والسعادة والأمل والعبادة والتواصل والتراحم والانسانية والانتماء، وفيها عقد جديد بين الانسان وربّه وبينه ونفسه وبينه وبين الناس وبينه وبين وطنه، وفيها نفسية جديدة للإنسان -ومن القلب- لا بالمظاهر فقط.

في يوم العيد نبادر للصلح مع الآخر وللصفح عمّن أساء كجانب انساني يدعو للسلام والتسامح والرحمة والمحبّة، ونسعى للتواصل والتراحم فيما بيننا سعيا لتعزيز الجانب الانساني والاجتماعي.

في يوم العيد تظهر سلوكياتنا على حقيقتها لأن ثقافة الفرح تظهر الطاقات الكامنة لدى الانسان، وهنالك خيط رفيع يفصل بين ثقافة الفرح وثقافة الفوضى، ومن هذا المنطلق لنحافظ على سلوكياتنا وسلوكيات أبنائنا في العيد صوب الفرح لا صوب الانبراء للفوضى، وخصوصا ابّان قيادتنا لمركباتنا فلنحافظ على قواعد السير ولا نزعج الآخرين ونوقف مركباتنا بالأماكن المخصصة لها دون المساهمة في اغلاق الطرق أو عرقلة السير فيها، ولنهذّب بعض السلوكيات السلبية عند بعض الأطفال ضبطا للمحافظة على الهدوء وعدم ازعاج الآخر.

في يوم العيد نؤكّد على أن صلة الأرحام لا تعني البتّة الهدايا والماديات فقط بل تعني التواصل والمحبّة وميل القلوب أولا وخصوصا لمن لا تسمح امكانياتهم المادية بغير ذلك!

في يوم العيد نستذكّر الرباط المقدّس بيننا وبين الوطن لنحافظ على مكتسباته وما تم انجازه للبناء عليه، فنحمد الله على نعمة الأمن والأمان والاستقرار في هذا الوطن الأشم، وندعو بطول العمر لقيادتنا الهاشمية المظفرة والتي نحمد الله من القلب على بصيرتها الثاقبة وحكمتها البالغة، وندعوا بالخير لأجهزتنا الأمنية ومؤسستنا العسكرية الساهرين والمرابطين حفاظا لأمننا!

في يوم العيد نقدّم الشكر كل الشكر لمن هم على رأس عملهم يوم العيد لتكتمل فرحة عيدنا بدءا من الجيش والأجهزة الأمنية ومرورا بمقدمي الخدمة من طرق وأشغال ومياه وكهرباء وصرف صحي وغيرهم من موظفي القطاع العام الصحي وغيره ووصولا للعاملين في متاجر القطاع الخاص خدمة للمواطنين الكرام.

في يوم العيد نؤكّد على التزامنا بالعبادات المفروضة تماما كما كنّا في رمضان وبانتظام أكيد بصلوات جماعة بالمسجد ونعاهد الله أن نشذّب سلوكياتنا السلبية صوب انسان نموذج بعطائة وعمله وبذله وانتمائه وعبادته وسلوكياته وانسانيته واجتماعياته وروحانياته وتصرفاته ومواطنته!

في يوم العيد نتطلع لمن حولنا من إخواننا في البلدان العربية وهي تئنّ من ويلات الحروب والإرهاب والتشرذم، وندعو لهم من القلب أن يفكّ أزماتهم وويلاتهم وتتصالح الدول مع بعضها لتعود حياتهم لطبيعتها، وإن كان في القلب غصّة، فإننا نحمد الله في هذا الوطن على نعمه الكثيرة التي لا تُحصى وخصوصاً أمننا وأماننا واستقرارنا.

في يوم العيد نتطلع لأن يعمّ السلام على الأفراد والدول جميعاً، وأن نتخلّص من مجتمع الكراهية وويلات الإرهاب والتطرّف والأنانية والحسد والحقد وكل سموم الأنا، لتتصالح الناس مع أنفسها وتعكس ذلك على غيرها، لتكون البسمة على محيّا الجميع.

في يوم العيد نتطلع للفرح والسعادة الدائمة والتفاؤل لنطفىء مرارة القلوب التي تعودت على رؤية الحزن في عالمنا العربي الذي يئن من المحيط إلى الخليج من ويلات الاحتلال والإرهاب والصراعات والتكتلات الإقليمية والدولية والشرذمات والتفكك وغيرها.

في يوم العيد نتطلع للفرح بكل معانيه ومستوياته ومسبباته، الفرح مع الذات والفرح مع مَنْ حولنا وإفراح الآخرين، ولنضع الهموم والمشاكل والمعضلات جانباً، لتعمّ ثقافة الفرح والسعادة وتحلّ مكان حالة اليأس والقنوط التي يعيشها البعض كنتيجة للظروف المحيطة.

في يوم العيد نقول للوطن الأشم ولقائده المعزّز ولأجهزتنا الأمنية ولمؤسستنا العسكرية وللمواطنين الكرام كافة كل عام وأنتم بألف خير وعيدكم مبارك وعساكم من عوّاده!

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة