لو فكر نتنياهو مليا لما أقدم على عدوانه، غزة منتهكة استخباريا، جوا وبرا وبحرا وسماء، ومع ذلك لم تفلح عيون إسرائيل المُحْدِقة والمُحـَدّقة جيدا في تقدير مخاطر هجومها على غزة!
نتيناهو يخفي الآن المعلومات حتى عن وزرائه، ولا يعلمون من شأن الحرب إلا ما تنشره الصحافة، وحده الثلاثي ليبرمان وبارك ونتنياهو هم من يعلمون ماذا يجري، وخاصة المواقع التي أصابتها صواريخ غزة «البدائية» وثمة من يتحدث أن عدد الأهداف التي أصيبت في تل أبيب وغيرها، أصاب قادة الكيان الصهيوني بحالة من الهستيريا، ما جعلها تصدر الأوامر باستهداف أهداف رمزية غير عسكرية كمبنى الرئاسة الفلسطينية، فتسويها بالأرض، بعد أن نفذ بنك الأهداف أو كاد، ومن ثم تحولت إلى قتل الشاهد: الصحافة، فقصفت مبنى يتخذه الصحفيون مقرا لهم!
إسرائيل اليوم، على غير ما تبدو، تعيش أزمة، وتستنفر كل قدراتها السياسية لوقف المغامرة الغبية، والخروج بأقل الخسائر، لم تكن إسرائيل تتخيل في أسوا أحلامها أن صواريخ «التنك» الغزية يمكن ان تصل إلى أهداف تبعد نحو خمسة وثمانين كيلومترا عن غزة (هرتسيليا بالأمس) وحتى لو لم تصب هذه الصواريخ أهدافها بدقة، فالرسالة تقول انها قد تتطور وتصبح اكثر فاعلية في المستقبل، فما بالك إن أصابت بعض الصواريخ بعض الأهداف الاستراتيجية، كبارجة حربية، وطائرة؟ ثمة أنباء تتحدث عن إصابة صاروخ غزي لمحطة توليد الكهرباء في قيسارية، وهي محطة تزود تل ابيب بالكهرباء، وثمة تسريبات لم يتم التأكد منها عن معلومات أخرى، ربما نعلمها وقد تبقى من الأسرار الأبدية، ولعل هذا ما يفسر تكتم نتنياهو عن البوح بواقع الأمر حتى لوزرائه!
حين يتمكن نفر قليل عدة وعدد من مواجهة رابع جيش في العالم، ودفع نحو اربعة ملايين شخص للمبيت في الملاجىء وأنابيب المجاري الضخمة، بمن فيهم «الثلاثي» إياه، فهذا يفسر سر تحرق نتنياهو للوصول إلى هدنة مع قيادة غزة، تمتنع فيها عن مواصلة إطلاق صواريخها العجيبة، وسعيه المحموم كي لا يصل إلى نقطة يضطر معها إلى الدخول في وحل المواجهة على الأرض، واجتياح غزة، مع ما يعني هذا من تعرض لمفاجآت تذهب بقية ما بقي من مما يسمونه «قوة الردع» الصهيونية، ولعل هذا يفسر أيضا سر إصرار قادة غزة على رفع سقف مطالبهم لوقف إطلاق الصواريخ، فيشترطون فك الحصار عن غزة، ولم يكونوا ليفعلوها لو لم يكونوا يتحدثون من موقف قوي!
الوقت مبكر جدا لاستخلاص نتائج استراتيجية من عدوان اسرائيل على غزة، ولكن يبدو اننا سنكتشف أن ثمة متغيرات بالغة الخطورة سترسمها هذه المواجهة، رغم أن جرح غزة بالغ، وألمها كبير، ولكنها يبدو أنها تكتب بهذا الدم فصلا جديدا وفاصلا في تاريخ صراعنا الطويل مع كيان العدو!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو