استعرض د. هشام غصيب أنماط الخطاب السائد في عالم اليوم من منظور العلاقية العلمية، مبينا أن الخطاب السائد في الوطن العربي 'خطاب ما قبل العلمي في جوهره'.
وأضاف غصيب في حوارية أقيمت أول من أمس في رابطة الكتاب الأردنيين ضمن صالون الثلاثاء الثقافي 'إننا في الوطن العربي ما زلنا في خطابنا الثقافي والفكري في مرحلة الخطاب ما قبل العلمي، سواء لدى النخبة أو جمهور العام'.
وأشار المحاضر إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الخطاب الثقافي والفلسفي فيما يتعلق بالعقلانية، وهي: الخطاب ما قبل العلمي، الخطاب العلمي، والخطاب ما بعد العلمي.
وقال غصيب 'إن الخطاب ما قبل العلمي، هو الخطاب الذي لم يعان من بنية الثورة العلمية، وهو ما يزال موجودا في وطننا العربي، رغم وجود الثورة العلمية، وإن الخطاب العلمي هو الخطاب الذي يجسد العقل العلمي والثورة العلمية، وآلياتها وفلسفتها'.
ورأى المحاضر أن خطاب ما بعد العلمي هو الخطاب الذي يمثل اللاعقلانية الحديثة، وهو خطاب متطور بآلياته وأدواته، ويستخدم الثورة العلمية والعقل العلمي لطمس هذا العقل الذي ينظر إليه نظرة سلبية، ويرى فيه خطرا، وهو خطاب متطور جدا بأدواته، ولاعقلاني في جوهره، وفي الثلاثين عاما الأخيرة، تم حسم الموقف في الغرب لصالح الخطاب ما بعد العلمي.
وبين غصيب أن الخطاب السائد في الوطن العربي هو خطاب ما قبل العلمي الذي يقود، حسب ياسين الحافظ، إلى مفهوم خطير هو 'الوعي المفوت' الذي لا ينتمي للتاريخ الحديث، وهو موجود في النتاج الفلسفي المعاصر، ومن أبرز رموزه في العصر الحديث محمد أركون، محمد عابد الجابري، حسن حنفي.
ولفت المحاضر إلى أن الأصولية الدينية هي خطاب لاعقلاني، وأن الوعي المفوت، حسب ياسين الحافظ أيضا، كان له دور في إخفاق حركات التحرر العربية في تحقيق مشروعها، لافتا إلى أن الأمة العربية لديها إشكال ثقافي، لم تعان منه الأمم الأخرى، رغم أن أمتنا أمة عريقة، مفسرا ذلك بسيطرة لا عقل الثورة الثقافية المضادة عليها.
وقال إن الخطابات التي كانت سائدة في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين عند العرب، هي اكثر تقدما من الخطابات المعاصرة، مؤكدا 'أننا نقف أمام عقلانيتين، العقلانية الميتافيزيقية، التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية، والعقلانية العلمية'.
وقال المحاضر 'سادت العقلانية الميتافيزيقية في الحضارة العربية الإسلامية، غير أنها أسهمت في تصفية العقل النظري عند العرب، ليسود لاعقل الثورة الثقافية المضادة، وقد دخلت هذه العقلانية في كثير من مجالات الحياة، باستثناء ركن واحد هو الدين، حيث انهزمت أمامه'.
واشار غصيب إلى أن آخر موقع للعقلانية الميتافيزيقية عند العرب المسلمين كان في عصر الانحطاط، وتمثل في إنجازات مهمة في علم الفلك، مشيرا إلى أن بعض ملامح العقلانية العلمية، تمثل انقلابا في العلاقة بين العلم والفلسفة. حيث أصبح العلم موجها للفلسفة وليس العكس.
وأضاف المحاضر تخلت هذه العقلانية عن العلل الأولى لتنطلق من العلل المادية، بعد أن كانت تنطلق من الكائن الحسي بفجاجته، فإن العلم الحديث ينطلق من الممكنات، أي التجربة القابلة للمعالجة رياضيا، واكتشاف المبادئ التي تحكم هذه الممكنات بالرياضيات، من خلال التجربة الدقيقة لدمجها والانتقال بها إلى الأسباب المادية.
وأوضح غصيب بعد أن كان القياس هو المنهج الرئيس تحول الآن إلى الاشتقاق الرياضي، مؤكدا أن الفلسفة لم تعد منتجا للمعرفة، بل هي تؤسس للممارسة العلمية، فيما العلم امتلك استقلاليته عن كل السلطات السائدة.
وخلص المحاضر إلى 'أننا لم نستطع تخطي العلمية الميتافيزيقية إلى العلمية، لأننا أخفقنا منذ القدم في امتلاك العقل العلمي'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو