كتب- زياد الطويسي - خلال الأيام القليلة القادمة وجهت تهمة التعدي على أملاك الدولة لعدد من الشباب في مدينة البترا، بعد ان وضعوا أكشاك وخيم وبسطات بيع مخالفة في المنطقة السياحية الواقعة بقرب مركز الزوار، وتم مطالبتهم بإخلاء المكان.
وقوبل هذا الأمر باحتجاجات أغلق خلالها الشباب بوابة زوار المدينة لمدة ثلاثة ساعات، للمطالبة بعدالة تطبيق القانون بين الجميع، لأن البترا للوطن والجميع وليست لفئة معينة.
نقر بمخالفة الشبان للأنظمة والقوانين، ونقر أيضا بأن ما قاموا به هو أمر مخالف وأنه فعلا تعدي على أملاك الدولة، خصوصا أنهم وضعوا رزقهم في أراض هي ملك للدولة ومؤسساتها، ونقر أيضا بصحة قرار الجهات الحكومية، ولكننا نقر أيضا بأحقية ما أقدم عليه الشبان؛ لأن لا عدالة لتطبيق القانون في البترا.
في البترا التي دخلت إلى قائمة التراث العالمي عام 1985 وفازت قبل 6 أعوام بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع، لا كرامة للموقع الأثري ولا حرمة للآثار التي لفتت أنظار العالم وقادته وشعوبه وأصبحت مقصدا لهم.
في البترا التي تعد بوابة الأردن السياحية والتي قصدها أوباما وكلينتون وساركوزي ورجب طيب أوردغان وغيرهم الكثير من القادة، الاعتداء على الآثار وتكسير حجارتها وإبادة الأدراج القديمة فيها مباح، وعلى مرأى ومسمع الجهات المعنية.
كنت أتمنى من ذات الجهات التي وجهت تهمة الاعتداء على أراضي الدولة لشبان يجنون رزقهم في المنطقة السياحية، أن تكون عادلة وأن توجه تهمة الاعتداء على ارث الأردن وآثاره الفريدة لمن ينتهكون حرمته كل يوم.
في البترا الأعجوبة ذات السحر والدهشة والجمال، رحل السحر من وطأة التخريب واختفت الدهشة من شدة الفوضى، وطغى التخريب على كثير من مظاهر الجمال الشرقي العربي التاريخي الذي وضعه الأنباط في أرضنا.
في البترا حاضنة الأردن السياحية، معاناة بحجم التاريخ الحافل الذي تمتاز به المدينة، وفوضى فاقت حجم فرادة المكان.
فموظفي محمية البترا الأثرية أصدورا بيانا حذروا فيه من الدمار الذي تتعرض له المدينة، وجمعية عاصمة الأنباط دعت إلى إنقاذها، وجمعية الخيول شكت من الفوضى التي تعمها، وأدلاء السياحة حذروا في بيانهم من الإساءة التي لحقت بسمعة السياحة جراء الاعتداءات والفوضى التي تشهدها البترا..
من مدينة العرب الوردية التي نعتز بها كأردنيين، هذا نداء إلى كافة الجهات وعلى رأسها رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية والسياحة ودائرة الآثار وإقليم البترا التنموي السياحي، لإنقاذ البترا مما تعيشه، والذي ولّد حالة استياء تام لدى الأهالي والعاملين في السياحة.
يا أردنيين.. يا مسؤولين.. بترا فتاة العرب الوردية التي يحميها التاريخ وتحرسها الحضارة تغتصب، فهل من غيارى؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو