السبت 2024-12-14 04:05 ص
 

فضيحة لحم الخيول

11:53 ص

اهتز العالم من فضيحة لحم الخيول الذي وجـد مخلوطاً مع لحم البقر وتم توزيعه واستهلاكه في 12 دولة أوروبية وعدد غير معروف من الدول النامية.اضافة اعلان

العصابة التي مارست العملية تشمل شبكة واسعة من جنسيات عديدة، فقد جاءت معظم الكميات من مصنع في لوكسمبورج يتم تزويده باللحوم من شركة فرنسية، تحصل عليه من تاجر قبرصي، الذي بدوره أحالها لتاجر آخر من هولندا، التي تأتيها اللحوم المشبوهة من مسلخ في رومانيا يقوم بذبح الخيول والأبقار، ولم يثبت بعد ما إذا كانت ألمافيا وراء هذه السلسلة أم مجرد الجشع.
يقول وزير الصحة البريطاني أن لحم الخيول لا يسبب ضرراً صحياً، ولكن أحدأً لا يعرف ما هي الأدوية والعقاقير التي كانت تعطى للخيول ولا تصلح للبشر.
ويعود إنتاج لحوم الخيول في رومانيا إلى أن حكومتها منعت مؤخراً سير الخيول على الطرق العامة والشوارع، فاستغنى بعض أصحابها عنها وسلموها للمسلخ، وأكثرها مسنة في آخر مراحل حياتها العملية، علمأً بان لحم الخيول غني بالحديد وقليل الدهون.
فضيحة لحوم الخيل الأوروبية تذكرنا بحملة الدكتور عبد الرحيم ملحس رحمه الله الذي كان وزيراً للصحة، وطلع علينا بالقول أن ما نأكله هو قمامة العالم، وكنا نعتقد أنه بالغ كثيراً إلى أن قامت وزارة الصحة ودائرة مراقبة الغذاء والدواء مؤخراً بالكشف على عدد من المصانع والمطاعم لتكتشف أنها تقدم لنا طعامأً فاسدأً لا يصلح لاستهلاك البشر.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن هذه الفضيحة تذكرنا بما ورد في التراث من أن حاتم الطائي ذبح فرسه لإطعام أحد الأفاقين الذي نزل عنده ضيفاً غير مدعو، ولم يجد ما يقدمه له. ومما يلفت النظر أن قصة حاتم الطائي تقدم لأجيالنا في المدارس على أنها نموذج للكرم العربي الأصيل، مع أن هذا أسوأ أنواع الكرم، وهو مرفوض عقلياً وأخلاقياً.
لم يجـد حائم الطائي ما يقدم لضيفه فقام بذبح فرسه التي لا يملك غيرها، وكان من الأجدى أن يتبرع بالفرس للضيف على أن يرتكب جريمة بحق فرسه، وهي كل ما يملك مما يشكل انتحاراً.
من يدري فقد يكون الضيف المزعوم مجرد حرامي تم ضبطه فتقمص دور الضيف، وليس معروفاً ما إذا كان حاتم الطائي قد أخبر ضيفه بما حدث أم أنه أوهمه أنه يقدم له لحمأً آخر، فلم يعرف عن العرب أكل لحوم الخيل.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة