فلسطين أولاً وفلسطين دائماً!

حتى لا تأخذنا الأحداث الداخلية العربية في يومياتها الدموية. فإن عيوننا يجب أن تبقى شاخصة على فلسطين. فمهما يجري في مصر أو سوريا أو العراق أو ليبيا أو تونس فالتغيير لا يلغي الوطن وكيان الأمة .. وليس مثل ضياع كل فلسطين!!. ولا يكفي هنا أن نحصر القضية في التنويه بـ»عبثية المفاوضات»، لأننا تعلمنا أن مثل هذا التنديد لا يستهدف التعنت الإسرائيلي، وإنما منظمة التحرير. ونظن أن الاجابة على السؤال المفترض هي: لأننا نعرف!!.اضافة اعلان

صار واضحاً الآن، ليس لنا طبعاً، هو أن قابلية الالتهام للحق الفلسطيني انصبت على التهام الأرض: بالاستيطان، وبادامة الاحتلال، وبالجدران العنصرية والعمل باصرار على تدمير كل كيانية فلسطينية. لكن قابلية الالتهام وقفت عند حدود «الوجود الفلسطيني» القائم على الأرض!!.
إن ضم أرض فلسطين كلها يلغي عملياً دولة اليهود فماذا يفعلون بأكثر من نصف الناس في فلسطين التاريخية؟؟
-المخرج الوحيد هو: مخرج الدولتين.. وهذا الواقع المفروض لم يحدث فجأة مع مكوكيات الوزير كيري إلى المنطقة أو انقلاب نتنياهو الى حمل وديع .. وعلينا أن نلاحظ ما يلي من الصحف الإسرائيلية:
-سيتم قبل بدء المفاوضات في واشنطن اطلاق سراح 104 معتقلين فلسطينيين.
-اصرار الليكود بالذات على القول إن أي اتفاق مع الفلسطينيين على أساس الدولتين يجب أن يمرَّ في استفتاء عام حتى لا يبقى في يد الأحزاب.
ونستطيع أن نسمع شقشقة الوزير سيلفان شالوم بالقول، وبكل الصلف العنصري: على أن لا يشارك في الاستفتاء غير اليهود!!.
-رسالة تحمل 140 توقيعاً لأبرز اليهود الأميركيين تضم شيوخاً ونواباً وكبار متبرعين ورجال دين تطلب من نتنياهو استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين,. وحل الدولتين، وخلق دولة فلسطينية دون المساس بأمن إسرائيل.
-ددفي تصريح لوزير الاستراتيجيات الإسرائيلي شتايتر «للديلي تلغراف»، وهو الأقرب لنتنياهو: أن المطلب الإسرائيلي النهائي، دولة فلسطينية دون سلاح!!.
هذه الملامح التي اخذناها من الصحف الإسرائيلية لا تعني أن الطريق ممهد لاقامة الدولة الفلسطينية، أو ان القادة الصهاينة يتنازلون عن أحلامهم، وغطرستهم العنصرية. او ان الولايات المتحدة تضغط للوصول إلى مثل هذه القناعة. فالذي يفرض التراجع الإسرائيلي هو الوقوف الفلسطيني على أرض فلسطين بثبات، وانتهاء البحث عن ملاجئ عربية، واليقين القاطع أن لا حياة حقيقية للفلسطيني غير وجوده في فلسطين!!.