الوكيل - الكثير والكثير يتباهى برجولته فيما يعي القاصر من معنى الرجولة والتي تقتصر عند غالبية الذكور أن الرجل هو الذكر فهل حقا كل ذكر من بني الإنسان يطلق عليه رجل ؟ , إذا ما تفحصنا المسألة من جوانب مختلفة لوجدنا أن هذا المفهوم الذكري لا يحقق الرجولة , فكثير من الذكور لا نشاهد عليهم مظاهر الرجولة في المظهر الخارجي فقط فهم ليسوا برجال ولا حتى أشباه الرجال , وقد شاهدنا وعايشنا عينات كثيرة من هذه الأصناف الذكورية ولكنهم ليسوا رجالا ولا تليق عليهم لفظة الرجال .
وللحكم على من هو الرجل أو دون ذلك علينا أن ندرك المعنى الحقيقي للرجولة والتي تقاس بمعايير ذات طابع كمالي في سلوك الإنسان وتعامله , فالرجولة هي التي تتجلى فيها صفات الاستقامة والورع والحكمة والبذل والعطاء والتضحية والفداء , وهي منظومة من القيم السامية والأخلاق الرفيعة والشهامة والمروءة في أجلى معانيها , وهي الإذعان للحق وإن كان على نفسك وهي الإنصاف من الظلم وإمساك النفس عند الغضب , وللرجولة معاني سامية وتوضيحات كثيرة لا يسع المقام لذكرها أو حصرها , فمتى ما تحققت تلك المعاني والصفات في شخص فقد حقق معنى الرجولة , ولكن ليس تمام الرجولة ! .
إن تمام الرجولة هو ما جاء ذكر في القرآن الكريم حيث شرف الله فيه الرجال وأثنى عليهم في قوله تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله ير** من يشاء بغير حساب } , فنجد في الآية الكريمة تزكية من عند الله للرجال الذين يحافظون على صلواتهم في المسجد ولا يتخلفون عنها ولا يتلاهون بغيرها في وقتها حتى وإن جمعت لهم الدنيا في حضرتها , فعند إقامة الصلاة يترك الرجال الدنيا ليصطفوا كالبنيان المرصوص في مساجد الله ويؤدون أعظم شعيرة وأعظم ركن من أركان الإسلام , هؤلاء هم من وصفهم الله – تبارك وتعالى – بالرجال لأن أنفسهم ارتقت وهممهم علت وقلوبهم أخلصت لما عند الله , وما عند الله خير وأبقى , ولأن الصلاة في المساجد تهذب النفوس وتزكيها وتعصمها من شرور القول والعمل فإن المحافظ على الصلاة في جماعة المسجد يحقق معنى الرجولة في قوله وفعله وتعامله , فيسلك مسالك الأبرار ويحذو حذو الأخيار فلا يركن لملذات الدنيا الزائلة ولا تهبط عزيمته مكائد الشيطان حتى يكون له تبعا , فلقد سما بعقله وقلبه وسار في ركب الرجال الذين أثنى الله عليهم في القرآن .
رجال نظموا أوقاتهم بالليل والنهار فانتظموا في بيوت الله خمس مرات في اليوم والليلة يؤدون فيها خمس صلوات تزكي أنفسهم وتطهرهم وتنقي سريرتهم فيتجلوا بكل صفات الرجولة ومعانيها الحقيقية السامية التي ذكرها الله في كتابه العظيم .
فيا من أردت أن تكون مع الرجال , حافظ على صلاتك في المسجد ولا تدعها أو تتكاسل عنها , فليس من طبع الرجال أن تخور عزائمهم , وكن في زمرة من وصفهم الله بالرجال , وهل هناك خير من أن يصفك الله بصفة الرجال فتبصر إلى معنى الرجولة الحقيقية التي يجب أن يدركها الرجال .
يقول الله تعالى { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين } , إن التربية العظيمة التي تغرسها صلاة الجماعة في المساجد في نفوس الرجال تجعل منهم رجال قد اتصفوا بكمال الرجولة قولا وعملا وخلقا وتعاملا وفكرا ورأيا , ويحضون بالمحبة والتقدير والمشورة والأخذ برأيهم , فهم أهل ثقة وأمانة وصدق .
فالحق بركب الرجال يا من تنشد الرجولة واصطف مع صفوف الرجال في بيوت الله وحافظ على صلاتك في جماعة المسجد فإن المساجد تحقق معنى الرجولة .
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه , وصلى الله وسلم على سيد الرجال وخيرهم سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو