السبت 2024-12-14 04:05 ص
 

في ذكرى الإسراء والمعراج .. النبي الكريم من الأراضي الطاهرة إلى السماوات العلا

05:36 م

وهبَنا اللهُ حّبَهُ عَن طريقِ أفضَلِ خلقِه، جعلَنا أمةً مهدِّيَةً بِمشكاةِ النورِ التي ما زالت مضيءةً من بيتِ الّنبّوَة، عَّلمَنا الّسداد، واستودعَنا سُبلَ الّرشاد، دستورُهُ القُرآن، وهديُهُ قد أنارَ الأكوان، فتباركَ الّرَحمن إذ قالَ في حَّقِ نبيهِ: {سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي بارَكنا حَولَه} هذهِ حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ العظيمَة، التي كانَت رحلَةَ الإكرامِ لخَيرِ الأنام، وكانَت لِقاءِ المَعبودِ بالمُحِّب، واللقاءَ الذي مسحَ الحُزنَ مِن عيونِ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسّلَم، فبعدَ وفاةِ زوجَتِهِ خديجةُ أّمُ المؤمنينَ رضيَ اللهُ عنها توّفِيَ عّمُ النبي أبو طالِب، الذي كانَ الأبَ الحاني للّنبيِ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسّلَم، فجاءت المواساةُ مِن اللهِ لخَيرِ عِبادِه، فأُسْرِيَ بهِ ليلاً من مكةَ لِلقُدْسِ الّشَريفِ وتحديداً للأقصى المُبارَك، وصَّلى بالأنبياءِ كُّلِهِم، وكانَ الحبيبُ إِمامَهُم، ثّمَ عرجَ للسماواتِ العُلا، من قّبةِ االصخرَةِ المُشّرفَة، ورأى رّبَ العِّزَةِ عندَ سدرَةِ المُنتَهى، والمهّمُ بعدَ هذا أّنَ النبيَ الكريمَ سيبقى وصفهُ الصادِقَ الأمينَ ليومِ الدين، فبعدما حَّدثَ أهلَ مكةَ بالحادثةِ صدقَهُ بعضُهُم وواجهَ العِنادَ والتكذيبَ من الكثيرين، ولكنهُ لا ينطِقُ عن الهوى إن هوَ إلا وحيٌ يوحى، صلى اللهُ عليكَ يا رسولَ الله، يا خاتمَ النبيين، يا مَن صرنا بفضلِ اللهِ ثّمَ بهديِهِ مُسلِمين، ستبقى القُدوةَ المُثلى، وصاحب القُلوبِ التي تعمُرُ بذكركَ والصلاةِ عليك، وصدقَ الّشاعِرُ إِذ قال:
سرَيتَ مِن حرَمٍ ليلاً إِلى حرَمٍ، كَما سرى البَدرُ في داجٍ مِن الّظُلَمِ.
وبِّتَ تَرقى إِلى أَن نلتَ مَنزِلةً، من قابِ قَوسَينِ لم تُدرَك ولَم تُرَمِ.

اضافة اعلان

 


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة