لكل شيء في الحياة قاعدة ومنطلق حتى الإصلاح لا يكون عشوائياً بل يحتاج إلى أن ينطلق من قاعدة تحكمه وتقوده،ونحن المسلمون نقرأ هذه القاعدة في ديننا، وعندما نقول في ديننا يعني أنه ليس مقترحاً بشرياً يقبل الصواب والخطأ، ولا عصفاً ذهنيا يتمخض عن فكرة إبداعية بنت لحظتها، ولا سبقاً اختراعياً من الناس من يؤيده ومنهم من يعارضه. عندما نقول دين أي أن الخالق هو الذي وضعه وهو العليم بالنفوس وما يصلحها والمجتمعات وما يرفعها ، وقاعدة الإصلاح أن عُدي بن عميرة رضي الله عنه قال : سمعت رسو ل الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من استعملناه منكم على عمل - أي عيناه بمنصب عام - فكتمنا مخيطاً فما فوقه - أي سرق إبرة فأكثر - فإن غلولاً يأتي يوم القيامة) فقام إليه رجل من الأنصار فقال يا رسول الله أقبل عني عملك - أي أقبل استقالتي من وظيفتي - فقال صلى الله عليه وسلم ،ومالك؟ قال سمعتك تقول كذا وكذا ، فقال صلى الله عليه وسلم ( وأنا أقوله الآن : وَأَنَا أَقُولُهُ الآنَ ، أَلا بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ ، فَمَا أُعْطِيَ مِنْهُ أَخَذَ ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى) هذه قاعدة الإصلاح للوظيفة العامة أن ما بين يدك من مال ومقدرات ليست ملكك تتصرف بها بما تراه مناسباً بل بما فيه المصلحة العامة والنفع العام. لقد حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تصرفك بالإبرة فما فوقها وماذا تساوي الإبرة وما قيمتها يجب أن يكون وفق مصلحة المجتمع، فإن شابت شائبة مصلحتك فيما تصرفت فلتعلم أن لك رباً لا تخفى عليه خافية ويقول صلى الله عليه وسلم: ( إن قوماً يتخصصون - يتصرفون - في مال الله - المال العام - قد وجبت له النار) وانظر إلى ( يتخوضون) إنهم يتصرفون وظاهر تصرفهم المصلحة العامة غير أن الله تعالى يعلم حقيقة النوايا وخفايا القلوب.
إن الذي يردع الناس موظفين وغير موظفين من المال العام وهو مبتدأ الإصلاح في أي مجتمع لن يعلموا مدى مراقبة الله تعالى لهم وعلمه بما يصنعون، يروي لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبيي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد، حتى مرّوا على رجل فقالوا فلان شهيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلا إني رأيته في النار في عباءة غلّها) لقد أضاع أمر الشهادة وهو أن يغفر الله له مع أول قطرة دم، ويشفع في سبعين ، في سرقة عباءة من المال العام! فأي حُرمة أعظم من هذه الحُرمة للمال العام.
إن قاعدة الإصلاح أن ننظر جميعاً إلى المال العام أنه أمانة الله في أعناقنا وأن الحساب عليه عسير، وأن المراقب سبحانه مطّلع وبصير. وعندها ثق تماماً أن الله سيكفي ويفيض فالقطرات الصغيرة تملأ بئراً ما لم يكن البئر مكسوراً.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو