الخميس 2024-12-12 05:30 م
 

كلام في بيت السفير الامريكي

01:47 ص

يعتقد الامريكيون ان الازمة السورية لن تنتهي سريعا،والتقديرات التي كانت تتحدث عن نهاية عاجلة،ثبت انها تقديرات غيردقيقة.اضافة اعلان


على مائدة الغداء في بيت السفيرالامريكي في عمان ستيورات جونز،ظهيرة الخميس،سألت السفيرعن سرعدم سقوط النظام السوري،حتى الان،اذ ان ذات السفيرقال لي قبل عام وفي بيته،ان النظام السوري يحتاج الى ستة اشهر في الحد الاقصى حتى يسقط،وقد كنت قد جادلت السفير يومها،ان النظام السوري لن يسقط بهذه السرعة.

ماثبت حتى الان ان النظام السوري برغم كل الدموية يستفيد من معادلات داخلية وخارجية،للبقاء في موقعه،وكثرة من المحللين دون اجندات مسبقة يعتقدون ان المشهد قابل للتمديد،خصوصا،ان سورية لم تعد تشهد ثورة شعبية،كما في البدايات،فلا مظاهرات ولامسيرات،وكل ماهنالك عمليات عسكرية متبادلة،مما طبع المشهد السوري بتغييرات جوهرية.

الامريكيون قرروا التبرع بمبلغ مالي كبير للاجئين السوريين في دول جوار سورية،وهناك مبلغ سيتم دفعه للاردن،من اجل تغطية كلف اللجوء السوري الى الاردن،والمبلغ على قلته،الا انه يسهم بشكل ما في التخفيف عن الاردن واللاجئين السوريين.

يعتقد السفيرالامريكي في عمان ان المجتمع الدولي عليه ان يستعد لمرحلة طويلة بشأن الملف السوري،واذ قلت للسفير ان الازمة السورية على حدتها اليوم،تبقى اقل حدة،من مرحلة مابعد الاسد التي ستشهد صراعا وانقساما وحربا داخلية وصراعا على السلطة،،وثأرات وانتقامات،وربما ستتفاقم ازمة اللجوء اكثر واكثر،اذا سقط النظام.

تعرّض هذا الرأي الى نقد غيرمباشر من احد الجالسين الى ذات المائدة،حين اعتبر هذا الرأي متطابقاً مع الرأي الروسي تماماً،والمشكلة هنا ليست التطابق مع موسكو او غيرها،بقدر كون هذا التحليل يبقى منطقياً، فالقصة ليست صوت موسكو في سفارة واشنطن في عمان.

الضربة الاسرائيلية لمركزابحاث سوري،قلبت تقديرات كثيرة،حتى ان بعض خصوم نظام الاسد تخلوعن خصومتهم اثرالضربة،دليلا على ان الاسد ونظامه مطلوبان لاسرائيل،والمؤكد ان توظيف الضربة بذكاء سيكون سمة اساسية للايام المقبلة.

يعرف الامريكيون عن تداعيات اللجوء السوري الى الاردن الكثير،خصوصا،على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في مختلف مناطق المملكة،وتحديدا المفرق ومخيم الزعتري،وهم يعرفون ايضا ان هناك مخاوف اردنية من وصول عدد اللاجئين السوريين في الاردن الى مليون لاجئ،بما يجعل هناك حاجة لمداخلات دولية للتخفيف من حدة الازمة الانسانية.

احد الاراء التي تم طرحها خلال اللقاء تتناول فكرة منح المعارضة السورية حق ايصال المساعدات وتنظيمها والاتصال بمخيمات اللاجئين السوريين في دول جوارسورية،باعتبار ان هذه المعارضة معترف بها،ومن حقها ان تتصل ب(رعاياها) في جوار سورية.

الفكرة غيرممكنة التطبيق لان الدول لن تسمح بتحول مخيمات اللاجئين الى مقرات سياسية، فوق التنافرالحاصل بين اللاجئين في تأييدهم المتفاوت لاجنحة متصارعة داخل المعارضة،بالاضافة الى عدم توحد ذات المعارضة،ووجود تنافس غيرمعلن بينها.

العقدة الاخطر في كل الازمة السورية لدى المحللين تتشكل بتحولها من ثورة شعبية،الى ازمة انسانية كبرى مستدامة،تقول ان الازمة ستبقى مفتوحة،والنظام باق في موقعه،وان المعارضة غيرقادرة على الحسم حتى الان.

هذا يعني ان العالم ورّط السوريين في ثورة غير مدعومة،وان كل الاطراف ستدفع ثمنا مشتركا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة