لماذا الانتقائية في امتحان الكفاءة الجامعية؟

ملابسات كثيرة تدور حول توجهات هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي نحو العودة من جديد لامتحان الكفاءة الجامعية، الذي كان قد توقف خلال السنوات الاخيرة دون سابق إنذار على الرغم من أنه كان يعتبر مرتكزا رئيسيا لقياس مستوى خريجي الجامعات في مختلف التخصصات، فالعودة مشروطة هذه المرة بأن يكون انتقائيا لا يشمل الجميع بلا استثناء أي أنه سيتم عقده لما يسمى 'عينة طبقية' يمكن أن تضم من عشرين الى ثلاثين بالمئة من الطلبة المتوقع تخرجهم في الجامعات الرسمية والخاصة!اضافة اعلان

يبدو أن الامر قد استقر على عقد هذا الامتحان مع نهاية الفصل الدراسي الجامعي الثاني لهذا العام دون أن تتضح صورته من مختلف جوانبها، وفيما اذا كان سيؤدي الغاية المستهدفة من ورائه وهي التوصل الى تقييم حقيقي لمخرجات التعليم العالي في الجامعات الاردنية، أم أن اسلوب الانتقائية من بين الطلبة المرشحين ستكون له انعكاساته على النتائج المتوقعة، ما دام ليس شاملا للجميع كما هو الحال في امتحان الكفاءة الجامعية الذي سبقه وكان له مؤشراته القياسية على مستوى الخريجين!
ربما تعتمد هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي على تلافي مثل هذه السلبيات من خلال طلبها من الجامعات الرسمية والخاصة تزويدها بأعداد الطلبة المؤهلين للتخرج على الفصل الثاني الحالي والصيفي المقبل على أن تكون مهمة الاختيار لها من بينهم، لكن ما الذي يضمن أن لا يتم ترشيح طلبة بعينهم من المتفوقين في دراستهم على قوائم امتحان الكفاءة الجامعية، ما يعطي صورة غير دقيقة اجمالا عن المستوى العام للجميع تستفيد منه الجامعات المعنية في توظيف النتائج لصالحها بما يتعلق بمعايير الاعتماد العام والخاص!
أسئلة كثيرة حول امتحان الكفاءة الجامعية في طبعته المستحدثة لا تجد اجابات شافية لها حتى الان، منها على سبيل المثال هل سيتم اصدار شهادات خاصة للخريجين الذين سيتقدمون له، لأن هذه القضية ما زالت معلقة مع انه من حقهم الحصول على وثائق تثبت اجتيازهم للاختبار او اخفاقهم فيه بالاضافة الى الجامعات التي ينتسبون اليها، كما انه لم يتم تحديد رسوم التقدم للامتحان والجهة التي ستتكلف بها، حيث نصت التعليمات على أن يحدد مجلس هيئة الاعتماد البدلات المالية المناسبة له خلال عقده مرتين سنويا، الاولى قبل نهاية الفصل الاولى والثانية قبل نهاية الفصل الثاني من كل عام دراسي جامعي حسب مواعيد يحددها المركز الوطني للاختبارات التابع للهيئة!
إذا ما تجاوزنا بعض الملاحظات التي لا بد من تفسيرها قبيل اجراء امتحان الكفاءة الجامعية، فإنه يمكن توظيف نتائجه بلا شك كأحد المؤشرات التي قد يعتمد عليها في عملية تصنيف التخصصات والبرامج والمؤسسات الجامعية الاردنية، خاصة وأن محتوى الامتحان يتكون من ثلاثة مستويات هي المستوى العام الذي يشمل المهارات العقلية والعملية والمعرفة بالمسؤوليات الشخصية والاجتماعية، أما المستوى المتوسط فيضم الكفايات ونتاجات التعليم التي يتوقع من عائلة التخصص وهي الكلية أن تحققها، في حين يعتبر المستوى الاخير منها دقيقا ويحتوي الكفايات ونتاجات التعليم المتعلقة بكل تخصص على حدة!