الوكيل - سؤال يتردد كثيرا منذ بداية التقلبات السياسية في العالم العربي ، و اعتقد ان كل اردني يعيش في بلد غير الاردن تعرض لهذا السؤال .
دائما يتساءل الشارع العربي عن السر الذي منع الاردن حتى الان من الانجرار الى حمام الدم في ظل الظروف الاقليمية التي تحيط به ، و هناك من يراهن باستمرار على أن الاردن سيعيش ما تعيشه غيره من الدول المحيطة ولو بعد حين....
قبل ان اجتهد في الاجابة عن هذا التساؤل الكبير ، لا بد ان اتوقف عند المشهد السياسي المحلي الاخير ، فلا يجب ان تمر العملية السياسية الكبيرة التي حدثت في الاردن و المتعلقة بالرفض الشعبي و الملكي للقرار الذي اقره مجلس الامه لنفسه مرور الكرام ،،
رفض الشارع الاردني للقرار الاخير لمجلس النواب و اتفاقهم مع بعضهم البعض و ايصال رفضهم الى الملك من دون اي مظاهره في اي من محافظات المملكة ، يعتبر درسا كبيرا للمواطن الاردني و درسا اكبر على المسؤول الاردني
بالتناغم المشترك بين الارادة الملكية و الرغبة الشعبية ،، المواطن الاردني يعيش اليوم مع نفسه فرحة سياسية ديمقراطية عارمة ، فقد شرع لنفسه بشكل مباشر ، و وضع صوته اعلى من صوت المجلس الذي وجد في الاصل لينوب عنه في التشريع ، و لسان حاله يقول ، يا من وصلت مكانك بصوتي تذكر ان صوتي اوصلك .
و الجدير بالذكر هنا ان مجلس النواب ما زال على رأس عمله و هناك العديد من القوانين التي يجب ان يتم اقرارها مثل قانون ضريبة الدخل و قانون الانتخاب و قانون اللامركزية ) و من المتوقع ان لا يقوم المجلس بتمرير هذه القوانين للحكومة كما تريد ، من باب المناكفة ، او ربما قد يطمح المجلس ان يحيي شعبيته في الشارع الاردني على حساب الحكومة في تعديل هذه القوانين بما يخدم مصلحة المواطن .
لن انسى اجابة السؤال الدائم الذي بدأت به الحديث بالرغم من ان الحديث السابق لا يخلو من الاجابة عليه بطريقة او بأخرى ، لكن الجواب الصريح يتمثل في( الوعي لدى المواطن الاردني) ، و يتجلى واضحا كلما دق ناقوس الخطر من الجبهة الخارجية ، وان كانت تحديات الجبة الداخلية ربما اكبر واخطر ...
الوعي الاردني الذي طالما راهنت عليه حكومات كثيره بفرضها الكثير من معوقات العيش الكريم ، لكن المواطن يدرك باستمرار ان هناك مصلحة عامة تعلو المصالح الضيقة، و اكبر مثال على ذلك ، انه بالرغم من ارتفاع الكثافة السكانية في الاردن نتيجة التقلبات الاقليمية و لجوء الكثير من الدول المجاورة بحثا عن المسكن الامن ،- الامر الذي خلق مناخا مناسبا للخلايا المتأهبة- لم تجد هذه الخلايا حتى الان فرصة لتحقيق اجنداتها ، بسبب تربص المواطن الاردني (بالفطرة) و حرصه على امن بلده ،
نعم هو وعي عميق و ربما ادراك اعمق ، لكنه على الاغلب مشوب بالحذر و التأهب ، وما الحالة السياسية سابقة الذكر ، الا رسالة يفهم منها المعنيون ، الا يراهنوا على هذا الوعي ضد الصالح العام
اسامة الخمايسة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو