السبت 2024-12-14 04:08 ص
 

ليش الاردن لا

04:38 م

الوكيل - سؤال يتردد كثيرا منذ بداية التقلبات السياسية في العالم العربي ، و اعتقد ان كل اردني يعيش في بلد غير الاردن تعرض لهذا السؤال .

دائما يتساءل الشارع العربي عن السر الذي منع الاردن حتى الان من الانجرار الى حمام الدم في ظل الظروف الاقليمية التي تحيط به ، و هناك من يراهن باستمرار على أن الاردن سيعيش ما تعيشه غيره من الدول المحيطة ولو بعد حين....

قبل ان اجتهد في الاجابة عن هذا التساؤل الكبير ، لا بد ان اتوقف عند المشهد السياسي المحلي الاخير ، فلا يجب ان تمر العملية السياسية الكبيرة التي حدثت في الاردن و المتعلقة بالرفض الشعبي و الملكي للقرار الذي اقره مجلس الامه لنفسه مرور الكرام ،،

رفض الشارع الاردني للقرار الاخير لمجلس النواب و اتفاقهم مع بعضهم البعض و ايصال رفضهم الى الملك من دون اي مظاهره في اي من محافظات المملكة ، يعتبر درسا كبيرا للمواطن الاردني و درسا اكبر على المسؤول الاردني

بالتناغم المشترك بين الارادة الملكية و الرغبة الشعبية ،، المواطن الاردني يعيش اليوم مع نفسه فرحة سياسية ديمقراطية عارمة ، فقد شرع لنفسه بشكل مباشر ، و وضع صوته اعلى من صوت المجلس الذي وجد في الاصل لينوب عنه في التشريع ، و لسان حاله يقول ، يا من وصلت مكانك بصوتي تذكر ان صوتي اوصلك .

و الجدير بالذكر هنا ان مجلس النواب ما زال على رأس عمله و هناك العديد من القوانين التي يجب ان يتم اقرارها مثل قانون ضريبة الدخل و قانون الانتخاب و قانون اللامركزية ) و من المتوقع ان لا يقوم المجلس بتمرير هذه القوانين للحكومة كما تريد ، من باب المناكفة ، او ربما قد يطمح المجلس ان يحيي شعبيته في الشارع الاردني على حساب الحكومة في تعديل هذه القوانين بما يخدم مصلحة المواطن .

لن انسى اجابة السؤال الدائم الذي بدأت به الحديث بالرغم من ان الحديث السابق لا يخلو من الاجابة عليه بطريقة او بأخرى ، لكن الجواب الصريح يتمثل في( الوعي لدى المواطن الاردني) ، و يتجلى واضحا كلما دق ناقوس الخطر من الجبهة الخارجية ، وان كانت تحديات الجبة الداخلية ربما اكبر واخطر ...

الوعي الاردني الذي طالما راهنت عليه حكومات كثيره بفرضها الكثير من معوقات العيش الكريم ، لكن المواطن يدرك باستمرار ان هناك مصلحة عامة تعلو المصالح الضيقة، و اكبر مثال على ذلك ، انه بالرغم من ارتفاع الكثافة السكانية في الاردن نتيجة التقلبات الاقليمية و لجوء الكثير من الدول المجاورة بحثا عن المسكن الامن ،- الامر الذي خلق مناخا مناسبا للخلايا المتأهبة- لم تجد هذه الخلايا حتى الان فرصة لتحقيق اجنداتها ، بسبب تربص المواطن الاردني (بالفطرة) و حرصه على امن بلده ،

نعم هو وعي عميق و ربما ادراك اعمق ، لكنه على الاغلب مشوب بالحذر و التأهب ، وما الحالة السياسية سابقة الذكر ، الا رسالة يفهم منها المعنيون ، الا يراهنوا على هذا الوعي ضد الصالح العام

اضافة اعلان

اسامة الخمايسة


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة