في البحث عن ابرز مؤشرات العالم العربي للعام 2015 حتما لن تجد شيئا يسر البال، سواء في الاقتصاد او السياسة او الحياة الاجتماعية والثقافية، ولعل ابرز ما يستوقف المتابع بعيدا عن ارقام القتل والموت المجاني التي تتصدر كل العناوين، وبعيدا عن ارقام الفساد والخراب، تلك المؤشرات المرتبطة بحياة الناس واهمها على الاطلاق نوعية الحياة وسعادة الانسان وما تبقى من اسباب تجعل الحياة ممكنة في هذا الجزء من العالم.
بالاضافة الى مؤشر الرفاهية ومؤشر السعادة العالمية نحن بحاجة الى مؤشرات اخرى مثل المؤشر العربي للاحباط ومؤشر للنكد وآخر للريبة والخوف وربما للمؤامرة. قد لا نجد خبرات في هذا العالم قادرة على قياس تلك الظواهر أكثر مما هو موجود لدينا، فالعافية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان محيرة وغريبة، فعلى الرغم من النعمة الجغرافية التي تجعل الكتلة العربية في قلب العالم الجديد والقديم على حد سواء تحولت هذه الجغرافيا الى نقمة كبرى، وعلى الرغم من الثراء من موارد استخراجية وغيرها كان العالم يتحدث عنها على مدى عقود فإن مؤشرات العام 2015 تشير الى ان هذه المجتمعات قد تتحول الى بؤر سوداء في خرائط الفقر والعوز اذا استمرت على هذه الحال، وعلى الرغم من حيوية الشعوب العربية التي أدهشت العالم قبل خمس سنوات في قدرتها على تحريك البحيرات الراكدة وخلخلة الارض تحت الانظمة السياسية الفاسدة، فإننا نقف في نهاية العام 2015 عند حقيقة ماثلة تشير بوضوح إلى أننا أكثر الشعوب قدرة على اعادة انتاج الاستبداد والفساد . كل هذه التناقضات القاسية والفاجعة تدفعنا ان نضيف مؤشرا آخر لفهم هذا الجزء من العالم هو بدون شك مؤشر الحنون.
في مؤشر الرفاهية العالمي جاءت معظم البلدان العربية في النصف السيئ هذا العام، بينما تربعت ثلاث دول عربية ضمن أسوأ عشر دول توفر الرفاهية لشعوبها، وهذا المؤشر لا يعتمد على معدل الدخل الفردي او الناتج الاجمالي الوطني وحسب، بل ونوعية او جودة الحياة حيث جاءت سورية في الترتيب الاخير على هذا المؤشر. يتكرر الامر في مؤشر السعادة العالمي حيث ثلثي البلدان العربية في النصف التعيس من العالم وجاءت سورية في الترتيب 156 من اصل 158 دولة شملها المؤشر.
في المحصلة وبدون الخوض في الارقام والتفاصيل يبدو أن مؤشرا آخر يجب أن يضاف حول رداءة الحياة والتعاسة، حيث ستحتل هذه المنطقة المساحة الكبرى عليه، فقبل اقل من عشر سنوات كانت المؤشرات تذهب نحو العراق والصومال وغزة كأسوأ اماكن للحياة في العالم سواء من ناحية الامن والاستقرار او توفر الشروط الاساسية للحياة في الغذاء والصحة او الشعور بوجود هدف قابل للتحقق امام النساء والرجال، بعد مرور عقد لم تتحسن الظروف في هذه البلدان بشكل جذري احدث اختراقات حقيقية، الجديد الذي حدث ان العالم العربي أضاف للقائمة بلدانا جديدة ومجتمعات اخرى في سورية واليمن وليبيا وغيرها.
في نهاية العام، نحن بحاجة الى مساحة خارج العقل لفهم ما يحدث: كيف نستعيد بارادتنا انتاج الاستبداد والفساد الامر الذي يقودنا الى فهم مصفوفة طويلة اخرى اهم مفاتيحها: أكثر أقاليم العالم فسادا، أكثر اقاليم العالم بطالة، اكثر اقاليم العالم تصدر لاجئين للعالم، اكثر اقاليم العالم تشهد صراعا مسلحا، أعلى معدلات العنف والقتل اليومي، اكثر مناطق العالم يتوق فيها الناس الى الهجرة وترك اوطانهم، والقائمة طويلة ولا تنتهي!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو