السبت 2024-12-14 05:21 ص
 

ماكادي النحاس وجهاد الخازن

10:18 ص

كنا في منتدى الشارقة للإتصال الحكومي الأسبوع الماضي، وعلى هامش المنتدى أقيم احتفال للشعر والغناء جمع بين مكادي النحاس وزاهي وهبي...كان من ضمن الحضور عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ومدراء محطة العربية والام بي سي ومجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب...اضافة اعلان

جلست أنا والزميل رمضان الرواشدة، نحصي الأخطاء النحوية في شعر زاهي ولكننا لم نقم بإحصاء حجم الطرب في عذوبة صوت ماكادي،...رمضان أديب وروائي مخضرم وضليع باللغة وفي لحظة تأمل قال لي معلقا على مقطع شعري لزاهي وهبي يقول :- (أكاد أضاهيك أنوثة)...إن هذا المقطع منفر نوعا ما – والحديث لرمضان – فيه صورة غير مستساغة.
وأنا وافقته...
أنا لا أريد أن أسرد تفاصيل حفلة ولكن أريد أن اسرد تفاصيل مشهد يدعوا للإستغراب وهو حين أنهت ماكادي النحاس غناءها وقف جهاد الخازن وبدأ التصفيق بطريقة حماسية وأقرب إلى الإنفعال هو الوحيد من بين الحضور الذي وقف ولم يتوقف عن التصفيق لـ ماكادي النحاس لابل ذهب إليها واشبعها مدحا وإعجابا بصوتها الفيروزي...
وللعلم مكادي هي بنت سالم النحاس الذي ولد في مأدبا وعاش تعب المدينة وقلق الأردني وفقرة وأمها من عشيرة الهلسة من حمود..القرية الصغيرة في شمال الكرك والتي تمضي فيها ماكادي أيام العطل عند (الأخوال)...وقد قالت لي ماكادي في الطائرة :- إن أجمل الايام التي تقضيها في العمر هي الأيام التي تتجه فيها صوب قرية (حمود)...فهناك كل شيء نقي وصاف حتى الوطن تراه هناك أنقى وأعذب من كل الأغاني.
فقط أردت أن أقول لجهاد الخازن الذي لم يتوقف عن التصفيق ولم يترك جملة إلا ونثرها في مديح (ماكادي) أن هذه البنت هي من أسرة أردنية عاشت الحياة البدوية بكل تفاصيلها..هي من اسرة ستجد في شجرة عائلتهم إسم جروه وبزعه وفصايل..وهي من أب كان له كشرة دائمة وشاربان مثل السيف ولكنه حضن اليسار وأنتج من نفسه مفكرا يساريا عربيا يشكل نموذجا يحتذى...الم تستخف بكشرة الأردنيين يا رفيق في مقالك المشؤوم ؟
كنت أتمنى أن يشاهد الناس تصفيق الخازن...كنت أتمنى أن يسمعوا جمل الثناء والمديح التي اسرف بها كثيرا...وكنت أتمنى ان أقف خلف المايكريفون كي أقرا ما خطته يداه...وكي يعرف الناس حجم التناقض بين الحرف والسلوك.
قال لي الزميل رمضان الرواشدة ونحن نناقش المشهد وقتها :- أتمنى لو أن لدي كاميرا كي أبث الان مباشرة إلى الناس ما تحمله هذه الحفلة من تعرية للوجوه....
بكل ما يحمله جهاد الخازن من سنوات تجاوزت الخامسة والسبعين من العمر إلا أن صبية من مأدبا...أردنية ومبدعة ومحترفة في الغناء لم تصل الثلاثين بعد إستطاعت أن تنزع عن بعض الوجوه كل الأقنعة..
شكرا (ماكادي) فقد كان ردك أبلغ من كل مقالاتنا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة