السبت 2024-12-14 04:38 ص
 

ما هكذا يا قَطر الشقيق ؟!

12:41 ص

أقرّ أن رُقِيَّ خِطابنا السياسي يجب أن يسمو على أسلوب الشتائم والألفاظ التي لا تليق بالأعراف الدبلوماسية، وأسلوبنا الأردني العقلاني المتزن الأبوي في تعاملنا مع القضايا العربية والدولية، على اعتبار أن المواقف الأردنية تؤخذ عادة ضمن سياق مصلحة الشعوب العربية بمجملها، وفق خصوصية كل دولة، وإمكاناتها، على اعتبار أنها تكمل بعضها بعضا.اضافة اعلان

ليس من ديدننا الإساءة. ولا من أخلاقنا السياسية والدبلوماسية، ولا من مواقفنا الثابتة أن نهاجم أشخاصا بذاتهم، أو ننعت أشخاصا بعينهم، حتى وإن كانوا قادة، لم نرض عن أسلوبهم في الإدارة، أو تعبيرهم عن مواقفهم تجاه القضايا العربية.
نعم؛ نحن لا نتفق مع ما تحاول دولة قَطر الشقيقة أن تقود الأمة إليه، ولا مع النهاية التي تحاول إيصالنا إليها، كأمة عربية، بأسلوب الهيمنة، ومصادرة الرأي الآخر، رغم معرفتنا الحقيقية أنها تلعب دورًا مرسومًا لها، ولا يمكن أن يقوم به أحد غيرها، خاصة وسط محاولة العديد من الدول شراء مكان لها على الساحة الدولية والإقليمية، بغض النظر عن الوسيلة، والنتائج المترتبة على ذلك، من دون النظر على حساب من.
عدم رضانا عن الموقف القطري في جَرِّ القمة بأكملها لتمرير قضية كرسي سورية ، جاء مخالفًا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية كلها، خاصة أن الأردن من مؤسسي الجامعة العربية عام 46. إضافة لتخوفنا من الأَبعاد اللاّحقة، بتمكين الإخوان في سورية من الحكم، كمخطط واضح لترسيخ الإسلام السياسي، وتفتيت سورية إلى كنتونات، جزء منها متطرف، وبالتالي تهديد الدول المستقرة كالأردن والسعودية والإمارات والبحرين والكويت ولبنان.. إلخ، ما ينذر بإعادة إحياء الصراع الداخلي في المنطقة.
التجربة السياسية لإخوتنا في قَطر لم تنضج بالشكل الذي يدركون به أن المسؤولية القومية أهم- في العديد من الحالات - من المصلحة القُطْرِية الآنية، ومن مجرد دور موكول سرعان ما ينقلب به السِّحر على الساحر، بالضبط كأفلام هوليوود، عندما يقتل ' البغ بوس ' عميله المتورط بصفقات مشبوهة له من أجل أن 'يخفي الملف بأكمله ' . إنها لعبة صهيونية قذرة.
لا أعرف إذا كان الأخوة في قَطر مدركين أن السياسة الثابتة والواضحة لها احترامها وتقديرها ؛ لأنها تُرسِّخ قناعة الشعوب بها وبدورها، فإذا تحمّل الأردن وما زال كل هذه الهجرات المتتالية، على حساب مُقدّراته وأهله ومستقبله ؛ فلأنه يحافظ على مبدئه، كدولة أحرار وملجأ لكل مظلوم يهرب من البطش.
الأخوة في قَطر يُدركون ذلك، ويدركون استحالة وفشل كل محاولات خلط الأوراق في الأردن .
الدولة الأردنية لها رؤية محلية وإقليمية ودولية، ولها مكانتها العالمية، ودورها التاريخي الثابت. وبيدها أوراق عديدة، وهي تقرأ المشهد العربي والدولي بشكله الاستراتيجي، لا يقرأه الإخوة في قَطر، حتى ينادي كتابه بدعوة الخليج لوقف المساعدات عن الاردن.
حديثنا عن الفكر السياسي ورؤيتنا الاردنية تجاه القضية السورية ومجمل القضايا العربية والاسلامية والدولية حديث يصب اساسا في مصلحة شعوب الدول العربية بغض النظر عن نظام الحكم بها و يركز الاردن فيه على حق الشعب باختيار ما يريد شريطة ان لا يفرض عليه وان لا تكون سياسات بعض الدول مجرد ادوات لتسيير وتحقيق المصالح الخارجية وعلى حساب مصلحة سورية او الفلسطينيين ...الخ .فالاردن بمسيرته أحرص على وحدة الامة التي تشهد بنيتها تمزقا وتفتيتا واضحا تمهيدا لاضعافها اكثر مما هي عليه .
ما يدور في فكر الساسة الاردنيين الان هو الاستغراب من الاسلوب الاحادي القطري في قمة الدوحة وفرض الخطيب ، بشكل فج وتمريره على حساب المواقف العربية او حتى المصلحة السوريه الكبرى ،ما استنكره الحاضرون ، فجميعنا يدرك ان دول الخليج نفسها لم ترضَ عن الانفرادية التي تتصرف بها قطر . ؟
لدينا اوراق يمكن ان نلعبها ، لكنها ليست ذات اولوية ، همّنا مئات الالاف المتدفقة من سورية ،المئات التي تقتل يوميا ، مستقبل التقسيم السوري الذي سيخلق فوضى في المنطقة . لا اعرف ، هل يدرك الاخوان في قطر ذلك ويفهمون رسالتنا ، ام سيستمرون في الدور ويعتقدون انهم يملكون صولجان الحركة ؟ !!!

[email protected]

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة