في صرح الشهيد وحين تعبر الممرات وتصل إلى شجرة الحياة، يداهمك الرخام الأسود، وقد نقشت عليه أسماء الشهداء وفلسطين حاضرة معهم في كل حرف ...وتداهمك صورهم في جنبات الصرح، ...أول مرة زرت الصرح ورأيت الأسماء قلت في داخلي :- (يا الهي ما أكثرهم) ...
وحين تذهب لعملك في مركز الحسين الثقافي وتعبر طريق (وادي صقرة) تداهمك أيضا صور المرشحين وأسماؤهم بكل ما في ربطات العنق من ارتفاع السعر وبكل محاولات المصور إخفاء تفاصيل (البودرة) و(السشوار) ....
الغريب أن الصور تداهمني في كل مكان، لكن في صرح الشهيد لا توجد دعاية إنتخابية ولا شعارات مجرد شعارات عابرة وتمضي ..ولا يافطات تلقى في زواريب المدن بعد انتهاء الحملة ... توجد وجوه صعدت لربها وفتحت لها أبواء السماء وحملتها فلسطين راضية مرضية إلى مستقرها الأخير .
من الأسماء التي كتبتها على يدي :-
1- ابراهيم محمد سليمان استشهد في باب الواد الرتبة :- جندي
2- رجب اسعد نعمان استشهد في معارك القدس الرتبة :- جندي أول / مدفعي.
3- احمد عويض جروان استشهد على جبل الرادار الرتبة :- جندي
4- سند ناصر سلمان الهقيش استشهد في الشيخ جراح الرتبة :- نائب
دونت تلك الاسماء على يدي ولو كانت اليد تتسع للألوف المنصوبة اسماؤهم على لوحة الشرف لدونتهم جميعا ..ولكنهم استشهدوا على تراب فلسطين دون أن يترددوا والشعار الوحيد الذي رفع هو :- الله أكبر وعاشت فلسطين ....بالمقابل خلت الشعارات التي نصبت على الشوارع في عمان من كلمة فلسطين ...هل نُسيت يا ترى في معجم قديم أم أن الإخوة المرشحين ...غرتهم المناظر وبريق الوجه .
الشهداء المنصوبة صورهم وأسماؤهم على الرخام في صرح الشهيد هم ضمير الأردن الحي وهم وجوده وهم نبضه ...أما العابرون على الأعمدة العابرة فهم ليسوا إلا تفاصيل....
أنا سأمنح صوتي للجندي سند ناصر سليمان الهقيش ...فقد خاض معارك الشيخ جراح بإقتدار عز نظيره ..وقاتل بجبهته البدوية حتى انتصبت الشمس في منتصف النهار وحين صعد إلى ربه صعد أردنيا بدويا من بني صخر ...وحملته فلسطين على يديها وكانت رائحة الزيتون والمسك فيهما وأودعته سدرة المنتهى فهناك، ينظر الشهداء إلى الدنيا من علو شاهق ...ويوقنون في لحظة الصدق أنهم أسياد النصر وساريته ..يوقنون أنهم الوطن بكل جراحه وتفاصيله ...
وسند كان أحلى شباب (الهقيش) ...وحين استشهد قرر رفاق السلاح أن ينصبوا له ضريحا الى جانب دار (ال العارف) في الشيخ جراح كي يستلهم الجيل القادم منه ..روح الإقتدار وروح البداوة وروح النصر ..
خلت شعاراتهم من التاريخ ....هل هؤلاء بحجم سند بحجم الإصبع الذي عانق الزناد يوم النار والبارود ...بحجم الطلقة التي استقرت في صدر العدو ....وقبل أن يستشهد سند أردى منهم الكثيرين ...بالمقابل فالمرشحون لدينا صعدوا صهوات الأعمدة ...وكل ما فعلوه أنهم أشبعوا الأعمدة كلاما عابرا..
أنا مستاء وحزين فالشعارات مخجلة جدا ...غابت فلسطين عنها وغاب الدم وغاب التاريخ ...وكل ما فيها وجوه ظهرت عليها معالم البودرة ..و(الجل) وتبييض الأسنان .....من قال إن هؤلاء سيصنعون تاريخ الوطن فهو كاذب ....تاريخنا صنعه سند ورفاق سند ويد فلسطين الحانية التي حملت الشهداء إلى ربهم ....
أريد أن أخذ المرشحين مرشحي الدائرة الثالثة في جولة إلى لوحة الرخام في صرح الشهيد كي يقرأوا الاسماء ويشاهدوا الصور ...عل الخجل يستوطن القلب قليلا ....فهناك لا توجد شعارات هناك الدم والبارود فقط .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو