الجمعة 2024-12-13 01:40 ص
 

محافظ الزرقاء يلتقي السفير الايطالي

05:56 م

الوكيل - قال محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان بان أهمية محافظة الزرقاء تنطلق من كونها مدينة الجند والعسكر، عندما كانت تضم معسكرات القوات المسلحة، وهي التــي جعلت منها مملكة مصغرة، لأنها تضم أبناء الشمال وأبناء الجنوب والشرق والغرب من أبناء العاملين في القوات المسلحة تحت لوائها، إضافة إلى تواجد ثقافات متعددة شكلت فسيفساء رائعة ما بين المسلمين والمسيحيين والشراكسة والشيشان والشوام والدروز وتتميز بتعايش وتمازج منقطع النظير يشكل أنموذجا يحتذى بين العالم. اضافة اعلان


وأضاف خلال لقائه السفير الايطالي في الأردن السيد جيوفاني براوزي والوفد المرافق له في مكتبه صباح اليوم بأن محافظة الزرقاء تتمتع بموقعها الاستراتيجي في قلب المحافظات وبالقرب من العاصمة، علاوة على عدد سكانها الذي يزيد عن المليون ومائتين ألف نسمة، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية بوجود ما يزيد عن نصف الصناعات الأردنية، وأشار إلى وجود المنطقة الحرة ومجمع الظليل الصناعي ومصانع الحديد وغيرها ،وكما أنها تحتضن مصادر الطاقة الوطنية من خلال احتضانها لمصفاة البترول الأردنية ومحطة الحسين الحرارية ومحطة الخربة السمرا.

واضاف العدوان بأن الزرقاء تضم علاوة على ما سبق سبعة بلديات، منها لديتين كبيرتين هي بلدية الزرقاء الكبرى وبلدية الرصيفة، إضافة إلى غرفتين تجاريتين الأولى في الزرقاء والثانية في لواء الرصيفة، كما تضم غرفة للقطاع الصناعي. ناهيك عن وجود ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في قصبة الزرقاء ولواء الرصيفة والهاشمية، كما أن الزرقاء شهدت موجة كبيرة من اللجوء السوري زادت عن الــ250 ألف لاجئ سوري.

وحول تداعيات اللجوء السوري على الاردن قال المحافظ بان محافظة الزرقاء شأنها شأن مختلف المدن الاردنية تأثرت بتواجد اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى ما يزيد عن 250 ألف لاجئ تقريبا، الأمر الذي انعكس على الوضع الاقتصادي وتأثيره على الاقتصاد من جانبين الأول المرتبط بالقطاعات الحيوية والخدمية والتعليمية والصحية والمياه والبنية التحتية في المحافظة، والجانب الثاني المرتبط بزيادة معدلات البطالة وارتفاع مستوى الأسعار والتضخم وبالتالي عجز في الموازنة خصوصاً وان الاقتصاد الأردني لم يتعافى من الأزمة المالية العالمية ومحدودية الموارد الاقتصادية باعتبار إن الاقتصاد، اقتصاد تماس متأثر بالأحداث والمجريات للدول المحيطة .

وبين بأن الزرقاء تواجه تحديات كبيرة في عدة جوانب لعل أبرزها ما يتعلق بالتلوث البيئي نتيجة عدة عوامل أهمها سيل الزرقاء، إضافة إلى التحدي المتمثل بمشكلة المخدرات وانتشارها بين الشباب واليت تضاعفت بعد اللجوء السوري، مع التركيز على التحدي الأهم وهو مشكلة التطرف الإسلامي المتمثل بــ ( السلفي ، الجهادي، داعش). ولفت العدوان إلى إن الزرقاء لديها عدد من المشاريع الكبيرة والهامة والحيوية بحاجة إلى عقد لقاء موسع من اجل وضع خطة عمل تحدد من خلالها الأولويات حسب القطاعات التــي تحتاج بشكل رئيسي إلى دعم الحكومة الايطالية الصديقة .

من جانبه رئيس بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني بأن الزرقاء تعاني من عدة مشاكل أهمها التلوث وطرح النفايات داخل مجرى السيل إضافة إلى عدد من المشاكل ولكنني أريد أن أتحدث عن مشكلة واحدة فقط تتمثل بتداعيات اللجوء السوري والذي ازداد عن الــ250 ألف لاجئ وتأثيره على البنية التحتية من طرق وأرصفة وصرف صحي وغيرها، ناهيك عن الضغط الكبير الذي شكله على قطاعات التعليم والمدارس والخدمات الصحية والنقل العام، واضر بسوق العمل، وقال بأن لدينا الكثير من العمل الذي لنتعاون من خلاله مع السفارة الايطالية للحد ما أمكن من البطالة التــي يعاني منها قطاع الشباب ونقص الوظائف لإيجاد ظروف أفضل لهم لنستطيع أن نحصنهم من الانخراط في التــيارات المتطرفة.

ولخص خلال اللقاء مدراء مدير الزراعة والتنمية الاجتماعية والزراعة والبيئة والاثار والاوقاف ابرز التحديات التي تواجه القطاعات المختلفة في المحافظة والتي تركزت في مجملها على تداعيات اللجوء السوري والمشاكل البيئية وسيل الزرقاء والتلوث الناتج عن سيل الزرقاء ومخلفات الفوسفات نتيجة لإعمال التعدين مما يتطلب إعادة تأهيل لتلال الفوسفات . اضافة الى التحديات التــي تعنى بمكافحة المخدرات والتطرف والارهاب.

منة جانبه قال رئيس قسم مكافحة المخدرات بأن الزرقاء كبيرة وذات كثافة سكانية عالية وان موضوع مكافحة المخدرات يشكل تحدياً لعل أبرزها موضوع البطالة التــي تشكل بيئة خصبة لترويج لتعاطي وترويج المخدرات. وقال بأن لدى المديرية ثلاثة خطوات تتبعها لمكافحة المخدرات تتمثل بما يلي: جمع المعلومات عن المتعاطين وعن المرجوين للمخدرات وتوديعهم للقضاء. التوعية للمواطنين وطلبة المدارس والجامعات حول أخطار المخدرات كأجراء وقائي لإبعاد الخطر عن الشباب قبل وقوعهم بالمشكلة. توفير العلاج المجاني لمن يطلب المساعدة على نفقة الدولة وان الشخص الذي يطلب العلاج لا يعاقب حتى نستطيع تشجيع الذين ينخرطون بهذه الآفة على الإقبال على العلاج.

وقال بأن حلمنا الأكبر يتمثل في إنشاء مركز علاج الإدمان داخل محافظة الزرقاء حيث إن الأرض متوفرة لإقامة المشروع ولكن لا يوجد مخصصات، كونه يؤدي الغرض من جانب ويخفف من الضغط الواقع على المركز الوحيد الموجود في العاصمة عمان.

من جانبه شكر السفير الايطالي السيد السيد جيوفاني براوزي الأردن على جهوده الإنسانية التــي يقوم بها للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين بالرغم من الصعوبات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الناتجة عن نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى الأردن .

وقالت بان العالم يدرك بان الاردن يعتبر من اكبر الدول المتضررة جراء الأزمة السورية، وأضاف بان الحكومة الايطالية تسعى لتقديم الدعم للأردن لمواجهة الازمة التــي يمر بها حاليا نتيجة لتدفق هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين . وقال السفير بان الحكومة الايطالية شأنها شأن العالم تنظر إلى الزرقاء كمدينة الزرقاوي الذي ارتبط اسمه بتنظيم القاعدة والتطرف، حيث أن ارتباط اسمه بها أوصل رسالة سلبية للعالم بأن الزرقاء مدينة حاضنة للإرهاب والتطرف وان العمل فيها يجب أن يكون بحذر شديد.

وأضاف بأن ايطاليا لديها نفس المشاكل التــي تعاني منها الزرقاء فيما يتعلق بالمخدرات وأشار إلى أن الحكومة الايطالية تضع خططاً لمكافحتها من خلال تحديد مناطق ساخنة تحدد من خلالها الأماكن الأكثر نشاطاً للمخدرات وإطلاق مبادرات تستهدف المجتمع المحلي توعوية بخطر هذه الآفة، وأشار إلى أن الأردن يستطيع أن يطبق السياسة ذاتها، وبين بأن ربط البطالة مع المخدرات ضرورة لان العاطلين عن العمل يعتبرون من أكثر المستهلكين للمخدرات وهي نفس المشكلة التــي نعاني منها في ايطاليا ، وان العاطل عن العمل بعد أن يصبح متعاطيا سيصبح مروجاً للمخدرات في وقت لاحق.

وقال بأن الحكومة الايطالية لديها الرغبة في تنفيذ ودعم العديد من المشاريع التــي تعنى في دعم مشاريع تحد من نسب البطالة وتحسن الظروف البيئة وتستهدف إقامة مشاريع تعنى بالبنية التحتية والبلديات في الأردن مع الإشارة إلى عدم رغبة الحكومة الايطالية في التدخل في الأمور الدينية.

وختم السفير حديثه بتقديم الشكر للمحافظ والفريق العامل في المحافظة على هذا الايجاز الذي شمل كافة التحديات التــي تعاني منها محافظة الزرقاء ملخصا المواضيع التــي لاقت اهتمام السفير الايطالي التــي يمكن إيجازها بما يلي: إنشاء مركز لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات في الزرقاء. إقامة متحف في الزرقاء إعادة تأهيل سيل الزرقاء دعم البرامج والندوات والحوارات التــي تعنى بمكافحة المخدرات. دعم قطاع الطاقة البديلة، مشاريع الطاقة المتجددة في إضاءة الشوارع . دعم الندوات الحوارية لمكافحة التطرف والأفكار الظلامية. دعم مشاريع الحد من التلوث البيئي ( إعادة تأهيل تلال الفوسفات) مخلفات الفوسفات.

من جانبه قال المحافظ بأن المحافظة تضم عدة جهات تعنى بالأطفال الأيتام الامر الذي يجعل ضرورة حصر إعدادهم وإيجاد قاعدة بيانات يمكن الرجوع إليها عند الحاجة والوصول لهم في أي وقت خصوصاً وان الأيتام يعتبرون الأكثر عرضه للوقوع في براثن التطرف. وقال بالعودة إلى موضوع اللجوء السوري وتبعاته التــي فاقت كل التوقعات من حيث تضاعف عدد سكان المحافظة من 700-800 ألف نسمة قبل الأزمة إلى 1،200 مليون نسمة بعد الأزمة الأمر الذي انعكس على كافة القطاعات أبرزها الأجور وزاد من الكثافة السكانية خصوصا في لواء الرصيفة.

وقال بأن الأجور المنخفضة للعمالة السورية شكل عامل ضغط على العامل الأردني الذي أصبح بلا عمل خصوصا وان تكاليف العيش مرتفعة جدا فأصبح دخل 250 دينار للموظف الأردني لا تكفيه للإيجار الذي تضاعف لا ليكفي لتأمين تكاليف العيش ناهيك عن الازدحامات المرورية التــي خلفتها.

وفي إجابته على سؤال السفير حول العلاقة مع المدن الحرة ، قال المحافظ بأن هذه المدن والمناطق يحكمها قانون خاص بها ولها مجالس إدارتها وعلاقتنا بهم جيدة جداً، وان عملنا كإدارة محلية تكمن في تسيير أعمالهم وتسهيلها وان الخدمات المقدمة لهم من مياه وشبكات طرق وتنظيم شؤون العمالة داخلها وغيرها من الخدمات تقدمها لهم الدوائر الحكومية التــي هي بالأساس تحت ولايتنا كحكومة وإدارة محلية.

في ختام اللقاء قدم المحافظ الشكر للحكومة الايطالية على مواقفها الداعمة للأردن، وأشاد بالعلاقات الوطيدة القديمة التــي تربط القيادتين الأردنية والايطالية والقائمة على الاحترام المتبادل، وقال بان ايطاليا تعتبر من الدول الصديقة للمملكة التــي نتأمل منها الاستمرار بتقديم الدعم للأردن الذي يعاني من وضع اقتصادي صعب جدا، فالأردن منذ نشأته، دولة مضيفة ومضيافة تقدم كل ما لديها للاجئين السوريين، وشدد على ضرورة تحمل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الوضع في الأردن جراء التبعات السلبية للجوء السوري، وتقديم الدعم الوافر له حتى يستطيع أن يستمر في تحمل أعباء اللجوء حتى انتهاء الأزمة .

وحمل محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان سعادة السفير الايطالي تحيات إدارة الحكم المحلي في محافظة الزرقاء إلى الحكومة الايطالية على دعم مشاريع في محافظة الزرقاء، آملا تقديم المزيد من هذا الدعم ومزيدا من التعاون .

جاء ذلك خلال لقاء محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان للسفير الايطالي في الأردن السيد جيوفاني براوزي والوفد المرافق له والمؤلف من السكرتير الثاني السيد ماركو مارزدو، والسيد انتونيو افانجيليستا مسئول الارتباط الأمني، والسيد اليسيو بونز بيزاني مبعوث التجارة الايطالية، والسيد امجد يعاقبة منسق التعاون التنموي لدى الأردن، بحضور رئيس بلدية الزرقاء، ومدير التنمية الاجتماعية، ومديرة البيئة، ومدير الأوقاف ، ومدير السياحة، ومدير الزراعة، ورئيس قسم مكافحة المخدرات .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة