السبت 2024-12-14 03:05 ص
 

.. مرويجية سيجه !!

05:34 م

نصحنا منذ أكثر من أسبوع أن يكون البيان الوزاري مختصراً، وعلى شكل برقيات، وأن تقدم الحكومة برنامجها في مشروعات مدروسة، مموّلة، وجاهزة للذهاب إلى لجان مجلس النواب. بدل هذا الماراثون الكلامي الذي قلّل من هيبة مجلس النواب، وهيبة الوزارات، وصار المواطن يتحدث باللغة الفارغة ذاتها في متابعته للماراثون الكلامي الموازي في شارع الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات!!.اضافة اعلان

.. الآن، لم يكن البيان الوزاري برقيات، بل جاء مطولاً رغم بلاغة الرئيس الارتجالية، لكن المجلس تسلّم خطة الوزارة في حوالي 300 صفحة تتناول المشروعات الحكومية بالاسم، والكلفة، وتغطية التمويل لمدة أربع سنوات!!.
وبطبيعة الحال، فبعض النواب لم تعجبهم قصة الأربع سنوات الوزارية، وإن كان يهمهم البقاء في المجلس أربع سنوات كاملة. وكأنّ المطلوب حكومة عمرها خمسة أشهر، تليها حكومة.. فيكون السادة النواب قد «تبحبحوا» بثماني حكومات، يمكن اخافتها، وابتزازها.. ويمكن لأحزاب التظاهرات والاعتصامات أن تستمر في شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد.. والإعلان عن عدم شرعية مجلس النواب، وتبدل الحكومات بسرعة،.. والوصول في النهاية إلى حالة الدولة الفاشلة!!.
.. هذه «المرويجية» التي تدور في بلد كالأردن لا تدور وسط لاعبي «السيجة»، وإنما في وطن جرّبته كل العواصف والزلازل السياسية منذ عام 1948، واستطاع أن يصمد، وأن يشق طريقه إلى التحضّر والازدهار مستغلاً السنوات القليلة بين الكارثة والكارثة!!. هذه النمردة التي شهدنا فصلاً من الجلسة الأخيرة النيابية بعدم الجلوس تحت القبة، وعدم الاستماع إلى بيان الحكومة عن «أحداث إربد»، هي نمردة يعرفها الناس من المجلس السابق.. مجلس الـ»111»، وعقدة النقص التي تلبسته فمارس النمردة على ثلاث حكومات، وكانت النتائج ليست في مصلحة «شعبية» النائب، ولا احترام مجلس النواب ومهماته التشريعية والرقابية، وليست في مصلحة البلد.
نتمنى على عقلاء مجلس النواب ترصين المؤسسة بالهدوء، ومناقشة الأشياء. فالصوت العالي لا يوصل إلى المعالي، وافتعال الشجاعة لا يؤدي إلى كسب المعركة. فنحن وصلنا إلى نقطة بداية ناجحة تستحق الحفاظ عليها، ورعايتها إلى أن نصل.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة