بثقة يمكن القول ان مصائب المنطقة منذ عقود مضت تتعلق بتعارض المصالح الدولية واطماعها في المنطقة العربية، فالحروب التي دارت رحاها في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا سببها الهيمنة على الموارد الطبيعية في المنطقة في مقدمتها البترول والغاز الطبيعي اللذان يعتبران شريان الحياة الصناعية والعصرية، وفي نفس الاتجاه تم تدريجيا تحويل الاسواق العربية الى مناطق لتسويق المنتجات الغربية من سلع معمرة واستهلاكية وغذائية، ونجحت السياسات الغربية في وأد الصناعات الحقيقية العربية وساهمت في رفع تكاليف الانتاج حتى لا تستطيع المنافسة حتى في اسواقها، ونفذت مسلسلا مستمرا حتى يومنا هذا باقناعنا ان الافرنجي برنجي كما يقال.
لذلك ليس من باب الصدفة.. لم لا تستطيع الغالبية العظمي من الدول العربية الاكتفاء بالسلع الغذائية الاستراتيجية من القمح والارز والسكر، ومنتجات الالبان واللحوم، ولم تستطع الصناعات العربية انتاج المركبات والسلع المعمرة، بينما استطاعت كوريا الجنوبية على سبيل المثال تقديم منتجاتها في اسواق العالم، اما سلوفينا التي لايزيد عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة بَنت صناعات متقدمة خلال ربع قرن واصبحت من الدول المتقدمة ورفعت متوسط حصة الفرد من الناتج الاجمالي قرابة 40 الف دولار بالرغم من التشظي الذي اعترى دول البلقان في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وساهم غياب الديمقراطية والتعددية وتجاهل تداول السلطة في اخفاق الحكومات العربية في تشجيع صناعاتها وحماية اسواقها، واعتمدت سياسة الهروب الى الامام، لذلك نجد ضعفا بيّنا للقطاعات الاقتصادية الانتاجية والخدمية، وسمح لها في اضيق الحدود التقدم في بناء قطاعات مالية ناجحة، لذلك نجد قطاعات مهمة في مقدمتها النقل العام ( الركاب والشحن ) تتسم بالتشرذم حيث تفتقر الدول العربية ذات الفائض المالي ودول العجز للسكك الحديدية والميترو وقطارات الانفاق والانابيب العابرة للحدود والخطوط البحرية المنتظمة والطرق الدولية الكفوءة..علما بأن ابن خلدون وصف في مقدمته الشهيرة قبل مئات السنوات التنمية بالطريق، وحذر من وضع التجارة والامارة في يد واحدة.. واليوم مع التقدم العالمي نجد اوضاعنا تسوء اكثر نظرا لاستحواذ حكام للسلطة والثروات وافضى ذلك الى تدني عدالة توزيع الاقتصاد في المجتمع.
وخلال العقود الماضية تحولت العلاقة الحميمة بين النظم العربية مع صناع القرار السياسي والاقتصادي غربا وشرقا من تحالفات الى تحالف وتنافر في نفس الوقت وسرعان ما تم التخلص من عدد من النظم العربية لصالح نظم جديدة وفق معايير ممجوجة وأحداث مؤلمة آخرها ما سمي بـ»الربيع العربي»، وتم الاستيلاء على ما تبقى من موارد العرب، مع إساءة كبيرة للقيم والدين الحنيف..والمشكلة ان الشعوب العربية في غياب وشلل تام… مصالح الغرب في اسواقنا هي المحرك الاول وعلينا الاكتفاء بما وصلنا إليه أو دفعنا اليه، فالحياة أبسط اذا قررنا العيش بكرامة ومستقبل افضل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو