الجمعة 2024-12-13 01:55 ص
 

مصر والغرب .. واتهامات ازدواج المعايير

05:52 م

الوكيل - أثار موقف الغرب من الأحداث في مصر استياء قطاع عريض من الشعب المصري يرفض تهديد واشنطن ودول غربية أخرى بوقف المعونات إلى مصر عقب عملية فض اعتصامي الإخوان المسلمين في منطقتي رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، التي أثارت موجة عنف أوقعت أكثر من 800 قتيل منذ الأربعاء.اضافة اعلان


ويتهم ملايين من المصريين خرجوا يوم 30 يونيو، للمطالبة بتنحي الرئيس السابق محمد مرسي، الغرب وإعلامه بالتحيز بل بالتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين ضد الحكومة المؤقتة والجيش المصري بعدم التركيز على العنف الذي يرون أن الجماعة ترتكبه، وبالمرور مرور الكرام على اتهامات بقيام الإخوان بحرق عشرات الكنائس واستهداف الجنود المصريين في سيناء.

وعن الموقف الغربي، يرى فواز جرجس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن، أنه 'لا توجد مؤامرة، لكن الإدارة الأميركية لديها قناعة أنه لا يمكن تجاهل الإخوان، وأنهم جزء لا يتجزأ من الاستقرار السياسي، وأن أي إقصاء لهم سوف يؤدي إلى عدم استقرار البلاد'.

ويقول لسكاي نيوز عربية 'أن الغرب يرى أيضا أن عودة العسكر إلى السلطة سوف تؤدي إلى إعاقة عملية الانتقال الديمقراطي، وإلى صدام بين القوى السياسية، وأن مهمة المؤسسة العسكرية يجب أن تظل الدفاع عن الوطن وعدم الدخول في اللعبة السياسية'.

ويؤكد جرجس أن بين العوامل التي شكلت هذا الموقف الغربي 'الطريقة التي تم بها عزل مرسي والإسلاميين' بقرار من وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو بعد رفض الرئيس السابق الانصياع لمهلة 48 ساعة للتوافق مع المعارضة.

ويقول جرجس إن الغرب يعلم جيدا أنه 'لا عودة إلى الوراء، وأن إعادة مرسي إلى الحكم كما يطالب الإخوان هي نوع من الأوهام، لكنهم يرون أن أسلوب عزله واقصاء الإخوان يضر ولا يفيد، ويؤدي إلى انزلاق مصر إلى وضع خطير'.

ويتحدث عن التقارب بين الإدارة الأميركية للرئيس باراك أوباما وحكومة الإخوان، على الرغم من محاربة واشنطن لفصائل الإسلام السياسي واتهام بعضهم بالإرهاب، وهل يدل ذلك عن وجود صفقة بينهما بحيث يتدخل الإخوان لدى الجماعات الإسلامية لوقف أي تهديد أمني ضدها.

وقال جرجس 'يجب قراءة السياسات الأميركية في المنطقة من واقع إنهم وصلوا إلى نتيجة أن هذه الجماعات في مصر قررت أن تترك الخفاء والعمل في الظل لتدخل اللعبة السياسية وأنها أصبحت مدجنة أي أليفة وأنها بوجودها في الحكم لن تتسبب في مشكلات'.

'وهذا الموقف لا ينبع فقط من مصالح متبادلة، بل لأن الإدارة الأميركية ترغب أيضا أن تكون هناك حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، فأوباما مقتنع أن الشرق الأوسط يشكل له نوع من وجع الرأس وبالتالي يريد تحييده'، حسب جرجس.

وفي المقابل يؤكد وليد فارس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والإرهاب، أن 'علاقة إدارة أوباما مع الإخوان قديمة ومبنية على شراكة مع اللوبي الإخواني في الولايات المتحدة'.

ويذكر فارس في حديث لسكاي نيوز عربية أنه أثناء ثورة يناير 2011 'لم يتحرك أوباما ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك إلا عندما تأكد أن الإخوان باتوا في ميدان التحرير، وعندها أيد الثورة'.

'وخلال العامين الذين سبقا ثورة 30 يونيو، كانت وفود الإخوان فقط هي التي تدعى إلى واشنطن وليس الليبراليين ولا الأقباط'.

لكنه يرى أن 'هناك أكثرية في الكونغرس تتبنى موقفا مغايرا لموقف الإدارة الأميركية والسيناتور الجمهوري جون ماكين الذي طالب بوقف المعونات لمصر'.

'لكن، في هذا الموسم من عطلة الكونغرس، الجهة الوحيدة التي تتحرك هي الإدارة وبالتالي تحاول أن تصور نفسها أنها تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وأنها مع الديمقراطية'.

وتوقع فارس أن 'تتغير الصورة مع عودة الكونغرس إلى الانعقاد بنهاية شهر أغسطس'.

'سيطرة دول اللوبي المناصر للإخوان على ممرات العلاقة الأميركية كان يوجه هذه السياسة تجاه مصر، لكن بنزوله بالملايين إلى الشوارع في 30 يونيو، كسر الشعب المصري هذا الاحتكار وفجر وراءه تغيير سياسي من تسونامي مواقف مؤيدة من السعودية، الكويت والأردن'، حسب الخبير.

ويؤكد أنه 'إذا وحدت هذه الدول مواقفها فلن تتمكن واشنطن من معارضتها، وعلى الحكومة المصرية أن تصمد قليلا'.

وعن الاتهام بازدواج المعايير في التعامل مع شؤون الأمن القومي بين الغرب ومصر، يقول فارس المختص في شؤون الإرهاب إن 'مصر تواجه آلاف المسلحين، ومنهم أجانب، فكيف كانت ستتصرف الدول الغربية في مواجهة مثل هذا التهديد' مذكرا بأن الإدارة الأميركية 'أغلقت مدينة بوسطن وعلقت كل أوجه الحياة لوجود إرهابيين فقط' أثر الانفجار أثناء الماراثون في أبريل.

أما إدموند غريب، الخبير في الشؤون الأميركية، فيرى أنه، بالإضافة إلى اقتناع واشنطن بأن حكومة مرسي 'منتخبة ديمقراطيا وتحقق الاستقرار ورفضها وصول العسكر إلى السلطة'، فإنه ليس من السهل أن تتقبل الإدارة الأميركية ما أظهرته ثورة 30 يونيو.

ويؤكد أن هذا اليوم 'أظهر أن هناك محدودية في قدرة الولايات المتحدة على التأثير، وأن واشنطن قد تكون بحاجة أكثر إلى مصر أكثر مما تحتاج مصر إليها. فالثقل الاستراتيجي لمصر متمثل في مسائل حيوية بالنسبة لأميركا تضمنها مصر، وهي أمن إسرائيل، والعبور في قناة السويس، ومكافحة الإرهاب، ومصر تمثل مظلة ضامنة لاستمرار هذه العوامل'.

وعن التقارب بين إدارة أوباما وحكومة الإخوان يقول غريب أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن 'جماعة الإخوان أقرب إلى نبض الشارع وطالما أنها مستعدة للتعاون معنا فهي بالتالي الأجدر على تمرير مصالح واشنطن'.

وعن تفنيد التظاهرات المناهضة للإخوان لهذا التفسير، يؤكد غريب أنها 'أثرت على البعض ولكن البعض الآخر رفض الاعتراف بها واعتبر ما حدث في مصر انقلابا'.

'المشكلة هي أن عدد كبير من الساسة الأميركيين يفتقرون إلى فهم حقيقي للأوضاع وان الموقف الأميركي نابع من صراع سياسي جمهوري-ديموقراطي لذا يسيرون وفق الرأي العام السائد والضغوط الممارسة عليهم'.

ويشير غريب إلى وجود انقسام في الإعلام الأميركي وبداية ظهور وجهة نظر غير مؤيدة لجماعة الإخوان تدعو إلى الاعتراف بأن 'الإخوان المسلمين فشلوا في إدارة البلاد وقاموا بإقصاء الآخرين'.

لكنه يقر بأنه 'حتى الأن، التيار السائد هو الذي يرى أن الإخوان ليس لديهم خيار آخر غير النزول إلى الشارع وأنهم ديمقراطيون'، على حد قوله.

وعما إذا كان موقف واشنطن المساند لجماعة الإخوان نابع من قيام مرسي بتحييد حكومة حماس لتخفيف الضغط على إسرائيل، قال غريب 'تحييد حماس عامل هام بالتأكيد، ولنتذكر كيف شكر أوباما مرسي ومدحه مديحا للسماء لتدخله لمنع الاعتداءات من غزة على إسرائيل'.

ويضيف أن الأميركيين يرون أن 'الإخوان أظهروا استعدادهم للتعاون في موضوع إسرائيل وتحديدا فيما يخص حماس وطالما هم مستعدون للتعاون معنا فلماذا نستبدلهم بحكومة أخرى قد يكون لها مواقف مغايرة'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة