معالي (قريد العش)؟!

هو عادة أصغر الابناء سنا وآخر العنقود وخاتمة (العزوة) التي ينشدها كل اردني من بعد الزواج..
(قريد العش).. هو نتاج دلع الام الزائد وطبطبة الاب غير المعهودة لهذا المخلوق بالذات دون غيره من مخاليق العائلة المتعسة مع أنهم جميعا من نفس العلبة..اضافة اعلان

في العادة لا يكون له كل هذا الدلال لأنه عبقري زمانه، أو نابغة من نوابغ العصر، أو خليفة (أينشتاين) في الارض، بل لانه صاحب حظ بأن كان هو آخر محاولة ناجحة (للانجاب)، فيصبح فيما بعد حاملا لذكريات الزمن الجميل لكلا الابوين، فينال منهم كل الرعاية والحنان..
في العادة يكون له سلطة تفوق سلطة (اوباما)... فإن طلب شيئا لبي طلبه بسرعة تتجاوز سرعة الضوء.. وإن اشتهى شيئا.. احضر له فورا قبل حتى أن تنشف (ريالته).. وإن وضع عيناه على شيء.. يصبح ملكا له قبل حتى أن ترمش عيناه على شيء آخر..
هو الوحيد من بين كافة افراد العائلة الذي يملك حق النقض (فيتو) ...
فإن اشتهت العائلة (مقلوبة) وكان اخونا (قريد العش) لا يحبها تصبح بقدرة قادر (معكرونة).. وإذا كانت العائلة مشدودة بمتابعة احد (المسلسلات) وجاء (قريد العش) لمتابعة (طيور الجنة) كان له ذلك حتى لو اعتصمت العائلة في تلك اللحظة اعتصاما مفتوحا قد يهدد النظام العائلي..
وإن كانت العائلة متوجهة لزيارة احد (الاقرباء) وفي منتصف الطريق أحرن (قريد العش) تغيرت وجهة السيارة باتجاه (الملاهي) حتى لو كانت النتيجة زعل ذلك القريب الى الابد..
له أيضا حصانة تفوق حصانة دبلوماسيه..... فلا يسأل عن علامة (متدنية).. ولا يسأل عن (فشخة) ابن الجيران.. ولا يسأل عن (هبله) الذي كاد أن يحرق المنزل.. ولا يسأل عن (طفاشته) التي قضت على نصف ممتلكات المنزل.. ولا يسأل عن عدم (استحمامه) منذ شهر على الاقل.. ولا يسأل إن تحول الى (جراده) تأكل الاخضر واليابس في المنزل!!
حتى فترة زمنية ليست ببعيدة كان (قريد العش) حصرا على العائلة الاردنية.. يتجرع مرارة وجوده الاخوة والاخوات والاقارب والاصدقاء..
في السنوات الاخيرة بدأت بعض الحكومات تنتج لنا معالي (قريد العش)، وهو شبيه لـ (قريد العش) العائلي، ففي أية تشكيلة حكومية تجده: اصغرهم سنا.. واعلاهم سلطة.. واكثرهم (حصانة) ..
ووجه الشبه بين (قريد العش) العائلي.. و(قريد العش) الحكومي .. ان كلاهما بنظر الوالد الاكثر فهما والاكثر ولاء والاكثر كفاءة.. بينما هم في نظر المجتمع عكس ذلك... أما الفرق بينهما فليس كبيرا..
العائلي... تتعوذ منه العائلة.. أما الحكومي.. يتعوذ منه الشعب ..
الى متى هذه الظاهرة ؟!