مــعــان ؟؟؟

جدتكو طعيسة

معان جزء من الوطن ومعان تاريخ وشرف وكبرياء ورجولة وشهامة معان في شامها وحجازها والحضر والبوادي وقّفاتُها معروفة ,وتاريخها أبيض طيب لم تعرف خيانة ولم تتخاذل ففي فلسطين وقفاتها وفي الاردن صولاتها وفي كل مكان لها شاهد طيب ووقفة شموخ . لست هُنا في دور تقديم معان للقاريء فمعان متقدمة ومعان في الرياسة باختصار معان دُرة من درر الوطن . ولكن لا بل وألف لكن ...
عتب كبير على من تجاوز فيها , لا بل وغصة في الحلق بسبب التطاول على مؤسسات الدولة في كل مناسبة وبدون مناسبة , واغلاق للطريق الدولي الرابط مع العقبة ومع المملكة العربية السعودية الشقيقة وكأن هذا الطريق دخلة على حي او طريق غير نافذ لبيت احدهم , ومنع الناس من المرور وترهيبهم , وترويع مستخدمي الطريق ورفع السلاح في وجههم ,وعرقلة عمل الاجهزة الامنية عندما يريدون مطاردة فار من وجه العدالة أو متجاوز ؛ وكأن معان جزيرة اخرى وسكانها أناس اخرون . فإن كان الغضب على اجهزة الدولة فما ذنب البنوك ؟؟ .
إحتجاجات على نتائج الانتخابات مع أن الناجح من معان فما الحل وماذا تريدون ؟؟ وماذنب اطفالكم حتى تحرقون مدرستهم والفصل الدراسي الثاني على الابواب وماذنب شارعكم وبيئتكم حتى تجعلون الدخان الاسود يعلوها ماذنب من يريد منكم انشاء وكالة لدى كاتب العدل أو من يرغب برفع الظلم عن نفسه باللجوء للقضاء حتى تحرقوا وتحاولوا حرق المحكمة وقد تكرر ذلك اكثر من مرة فما ذنب العدالة حتى تحرقوها!!. وماموقفكم لو كانت ردة فعل الدولة بأن تترك ماحرقتموه دون إصلاح فما هو وجه معان بعد بضع سنين وهل هناك من يتصور ان معان بلا دوائر حكومية تخدم الناس أفضل وارقى !!. فالمدرسة التي أُحرقت انتم ونحن من دفع ثمنها من قوت اطفالنا ومن دفء شتائنا فهل ضيق العيش والغضب يبيح لنا نحر الوطن وهل الانتحار فيه حياة ؟؟.
لماذا كلما حدث أمر حتى ولو كان صغيرا يصبح في معان كبيرا جدا , ولماذا هذا الجفاء وهذه القطيعة لماذا هذا الابتعاد نحو المجهول . اسئلة كثيرة نطرحها والله لان مايحدث في معان لانرضاه لها فهي منا ونحن منها وهي السلاح الذي يرفع عندما يحاول المعتدي ان يرفع سلاحه في وجهنا فلماذا تتحول لسلاح يُدق في خاصرة الوطن . لماذا يامعان وانت معقل الرجال العقلاء وانت حاضرة الاردن ؟ لماذا يامعان وانت معنى ساميا وملهمة في قلب الصحراء كالاسد في عرينه لماذا يامعان الف علامة استفهام في حقك يامعان .
معان أخاطبك لانك الرجل في شهامته وكبرياءه وفروسيته ,ولأنك الأنثى في عطفك وعفتك , معان أنت منا ونحن منك ؛ أنت الظفر في هذا اللحم , والقلب في جسد منهك فلماذا أصابك التسارع ,وأي شريان عندك يجعلك تأنين . معان أنت انت كما عهدناك فإن كان لك عتب فنحن بألف عتب .
أخاطب معان التاريخ والجدود واخاطب الوقفات فيها والصولات والجولات ؛ أن تعود كما كانت وأن تكون الهبَّة فيها مع الوطن كما عهدناها فما يُغضِبُكُم يُدمِعُنا . لكننا في شوق لأن تعود معان كما كانت بيضة القبان وان تعود كما عهدناها في الكف صولجان وفي خاصرة العدو رمحا وان تكون قلعة امام الاعاصير فقد كَثُرَ الغُبار واعتلى صوت الهدير والكل بانتظار عودتكم فنحن من نخسر وأنتم .
إن كان عتبكم على قلة الوظائف فالبطالة يعاني منها الجميع , وإن كان عتبكم على نجاح مرشح فكل النجاحات لاتساوي حرق مدرسة او تعدٍ على بنك او تحطيم إشارة ضوئية فالوطن ــ وأنتم من علمنا ــ أكبرُ من كُلِ النواب والنوائب وأكبر من كل الوظائف فلا يُغطي شمسه رغيف خبز ولا ينطح كفه مخرز .أُخاطبكم واعلم انكم أهل للخطاب , وأنكم أهل للفهم في زمان صُمَّ فيهِ السمع وعُمي البصر , نخاطبكم ونحن بكم نطمع ومن أجلكم نغضب فمعان أكبر من أن يختصر تاريخها جاهل او حاقد أو مغرر به ومعان تاريخها مشرق كشمسها .
وفي النهاية أستحلفكم بالله فيها استحلفكم بالله فيها ..............

جدتكو طعيسة

[email protected]