الخميس 2024-12-12 04:54 م
 

مقاتلون وخرائب

11:23 ص

اذا صحت ارقام الامين العام للأمم المتحدة بأن عدد الاجانب الذين استقطبهم الصراع في سوريا بلغ 25 الف مقاتل، فان خلاصة المعادلة تقول: انها معركة لا علاقة لها بنظام الاسد، او بالمعارضة في الخارج!! ولا يقول لنا الامين العام اذا كان حزب الله اللبناني وكتائب العباس وعصائب الحق ومجندي الحروب من افغانستان وباكستان وايران هم جزء من هذه الآلاف، ام انهم فرادى المتطوعين من اوروبا والبلدان العربية.اضافة اعلان

في الاردن تشكو العمالة الزراعية الاردنية (اين هي؟) من استيلاء ثلاثة الاف سوري على وظائفهم، وخاصة في محافظات المفرق والزرقاء واربد، ولو صحّ ان المعارضة تجند والاردن يدرب لما كانت هناك مشكلة عمالة، لكن الظاهر ان المغيّب ليس نظام الاسد او الائتلاف وحدهما لكن السوري العادي غير المتحزّب وغير المرتزق غير معني بهذه الحرب التي تستهدف سوريا - الوطن!.
لقد شاهدنا في احدى وثائقيات الافلام ما حلّ بضريح والجامع، للصحابي المجاهد خالد بن الوليد، وكيف تحولت المباني المحيطة بالضريح والمسجد الى خرائب مهجورة، وكيف تم تدمير ضريح ابي العلاء المعري لان السوريين احتفلوا يوم كان في سوريا حكماً وطنياً بالألف الاولى لولادة الشاعر العظيم باقامة تمثال نصفي له على المعابر، فداعش واخواتها يدمرون الآثار البابلية والاشورية والآرامية لانها تحتوي على «أصنام» او لانها بقايا الكفر والجاهلية، وهذا السلوك والقناعة لا علاقة لها بالاسلام، فهذه الآثار كانت مصانة ايام الخلفاء الراشدين بما فيهم الخليفة علي بن ابي طالب، وايام خلافة الامويين والعباسيين والفاطميين، وايام دول الطوائف فالحمدانيون الذين حكموا شمال سوريا كانوا من الشيعة، لكنهم حافظوا واكملوا كل ارث الحضاري.
كل هذا الذي يجري في سوريا، ومثله في اكثر من بلد عربي، لا علاقة له لا بسوريا النظام، ولا بسوريا المعارضة، فقد أُفلت الزمام بعد اربع سنوات من التذابح، افلت من ايدي المختلفين المحاربين، وصار بأيدي من يسلّح ومن يدفع.. ومن يحرّض من بعيد.
وبالقياس المنطقي نقول: ان الأمة التي تنازلت عن مصيرها ومصالحها تنتهي الى ان يقرر الغرباء مصيرها ومصالحها، ويحوّل ارضها الى خرائب ومتاريس، ويحوّل شعبها الى قطعان تتذابح او تهرب من الوطن، والبيت والاطفال.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة